إن المتابع لحركة التغيير المتسارعة و تهاوي القيم و ظهور تجارب مشوهة و أخرى تثير دعرا في أوساط المجتمع المحلي و الإقليمي و الدولي و صعود نبرات مخيفة في التغيير كردة فعل للظلم و الاضطهاد الممارس و الغبن الاجتماعي و مصادرة الحقوق المشروعة التي أفرزتها الصناديق الشفافة إلى حق الإنسان في الحياة الكريمة أحببت أن نجلي المعالم المضيئة لمنهج الإصلاح عند الإمام الشهيد رحمه اله .
تعتبر حركة الإخوان المسلمين من أوضح الحركات منهجاً وفكراً ، وأكثرها اعتدالاً ويسراً فمنذ نشأتها في أوائل القرن أبانت منهجها في جلاء و وضوح أسطع من الشمس في واضحة النهار
من حلال رسائل الإمام البنا رحمه التي حددت معالم الجماعة و رسمت أهدافها و غايتها و مراحل تنفيذها و كشفت كل لبس إنها حركة شمولية لطبيعة الإسلام الذي يتناول مناحي حياة جميعها .
أكدت أنها دعوة سلفية تعمل للعودة لأصل المنبع للإسلام كما جاء به رسولنا محمدا صلى الله عليه و سلم قرآنا و سنة مطهرة و تعد السنة المطهرة و تأسي بها في كل شيء و تخصيصا في العقيدة و العبادة طريقنا الأوحد في إحداث الإصلاح المنشود و ان تحقيق كامل الرقي الروحي و إكمال اكتساب الأخلاق الفاضلة و تحقيق النفع من خلال خدمة المجتمع في كل المجالات الفكرية و السياسية و الرياضية و الاقتصادية و اجتماعية من الواجبات الأساسية للدعوة و الفرد معا .
إن نبل مقصد الدعوة يحتم على القائمين عليها تحري نبل وسائلها و الحرص على عدم ركوب هوى كل ناعق و كل مغامر و كل متسرع و كل حارق للمراحل ما أجمل ما قاله البنا مخاطبا الذين يستعجلون الثمرة قبل نضجها فيقول:
“أيها الإخوان المسلمون وخاصة المتحمسين المتعجلين منكم اسمعوها منى كلمة عالية مدوية من فوق هذا المنبر فى مؤتمركم هذا الجامع ..إن طريقكم هذه مرسومة خطواتها ، موضوعة حدودها ، ولست مخالفا هذه الحدود التى اقتنعت بأنها أسلم طريق للوصول ، أجل قد تكون طريقا طويلة ولكن ليس هناك غيرها “.
إن منهجا بهذه النبل تعظم في حقه التضحياتو تهون في حقه المصائب و أن كل جهد يبذل شرف لصاحبه و يقول عليه رحمة الله ” اذكروا جيداً أيها الإخوة أن دعوتكم أعف الدعوات ، وأن جماعتكم أشرف الجماعات ، وأن مواردكم من جيوبكم لا من جيوب غيركم ، ونفقات دعوتكم من قوت أولادكم ومخصصات بيوتكم وأن أحداً من الناس أو هيئة من الهيئات أو حكومة من الحكومات ، أو دولة من الدول .. لا تستطيع أن تجد لها في ذلك منة عليكم ، وما ذلك بكثير على دعوة أقل ما يطلب من أهلها النفس والمال “ : “إِ نَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ .“
و الله أكبر و لله الحمد الجزائر في 23 / 10 / 2014