الحيوان في القرآن الكريم قبسات تربوية ” الغراب ” بقلم حشاني زغيدي

الحيوان في القرآن الكريم قبسات تربوية ” الغراب ” بقلم حشاني زغيدي

لقد ورد ذكر الحيوان في الكريم في آيات عدة و في مقامات مختلفة بعضها تحمل دلالات الإعجاز العلمي فمن ذلك ما جاء في قول الله تعالى: وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ {النحل : 66}.العلمي و في مقامات حملت دروس تربوية راقية لهدا الإنسان حامل الرسالة و المكلف بخلافة الأرض لتبين له أن حاجة هذا لإنسان للتعلم و التربية قد تأخذ من عوامل أصغر من هذا الكائن المكرم و سنحاول بإذن الله تعالى التعرض لبعض هذه القبسات التربوية المستلهمة من ذكر الحيوان في القرآن الكريم تكون مع هذا الطائر المميز في سلوكه .

جاءت الشرائع السماوية و المواثيق العالمية لحقوق الانسان ترعى حفظ نفس الانسان فيقرر الإسلام فيضعها خطا أحمر و يضمنها في الكليات الخمس لمقاصد الشريعة لأن ضعف الانسان قد يجعله عرضة لفعل المحظور و الذي يتبعه ندم أكيد فجاء القران الكريم بقصة الغراب التي كان فيها هذا الحيوان المعلم و المربي ليعلم الأخ القاتل الخالد في نار جهنم كيف يواري جثمان أخيه وهي أول جريمة قتل تقع وعلى ظهر البسيطة و كأول جريمة تعرفها البشرية يقترفها أخ في حق أخيه من أبناء آدم عليه السلام بسبب أمراض النفس حين تتعلق بشهوات كالحسد و الغيرة و التنافس المذموم الذي تكون عواقبه خطيرة و لكن غالبا ما يرافقها الندم و هو ما حصل مع قبيل و أخيه هابيل .

و تأتي الآيات تخلص القصة بإيجار مبدع صورة المأساة بين الأخوين و كيف يكون موقف الغراب المربي . يقول الله تعالى :
” وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لا
قتلنك قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ َأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ(28) إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوأ بإثمي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنَْ أصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ(29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِن الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ” (31)

لهذا حرم الإسلام قتل النفس سواء أن يقتل الإنسان نفسه منتحرا أم قتله غيره قال الله تعالى : ((و لا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما)) و قد شدد الله على هذه الجريمة فاعتبر قتل نفس واحدة :بمثابة قتل الناس جميعا ، قال تعالى : ((من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا و من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا)) ((و لا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق )) ((و من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها و غضب الله عليه و لعنه و أعد له عذابا عظيما)) و في الحديث : (من قتل معاهدا لم يرح ريح الجنة) (حديث صحيح) و لهذا نقول لمن يتساهلون في قتل الأبرياء في العالم كفوا أيديكم .

و الله أكبر و لله الحمد الجزائر 02 / 11 / 2014

 

اترك تعليقًا