عن تاريخ اليهود في الجزائر

 

 

عن تاريخ اليهود في الجزائر
الأستاذ :عبد الحميد بن سالم
رئيس لجنة فلسطين -حركة البناء الوطني

بسم الله الرحمان الرحيم
طالعتنا الأخبار عن إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتزام حكومته رفع دعوة قضائية ضد الجزائر وبعض الدول العربية من أجل استرجاع ما يسميه أموالهم وممتلكاتهم لنجيب بالقول أنه من بركات الثورة الجزائرية وربانيتها وصفائها أنها أخرجت المستعمر الفرنسي ، وكنست معه اليهود الذين كانوا يعيشون في الجزائر منذ تاريخ محاكم التفتيش عند سقوط الأندلس ، وما إن دخل الاستعمار الفرنسي الجزائر حتى تحالفوا معه وكانوا سندا له ، رغم ما كانوا يتمتعون به من معاملة حسنة وعشرة طيبة وعاملهم الجزائريون معاملة أهل الذمة يرعون عهودهم ويحققون لهم حرية العمل والعقيدة ، وينالون المناصب العليا في الإدارة كما يذكر الدكتور أحمد توفيق المدني في أحد منشوراته .
لكنهم لم يقابلوا ذلك إلا بالمكر والخيانة والغدر والإساءة للجزائريين ، ومازال التاريخ يذكر إساءة ذلك الجندي اليهودي المخمور للمسجد الأخضر بقسنطينة وشتمه للمصلين ، مما أدى إلى مشاداة استشهد فيها أربعة من المسلمين وقتل 23 يهودي ، وانتقمت القوات الاستعمارية من الجزائريين فقتلت وسجنت ودمرت محالهم ودورهم . واعتبر الحاج أمين الحسيني الحادثة امتدادا لإعتداءات الصهاينة في بيت المقدس وأن المعركة واحدة فبعث مالا للجزائريين لتعويض الضحايا والمنكوبين . كان هذا في سنة 1934 م
كما تذكر التقارير أن شيمون بيريس قام بتمويل الأوساط اليمينية المتطرفة الفرنسية حين كان يشغل كاتب دولة للدفاع ، وانخرط الكثير من المجرمين المتطرفين في منظمة الجيش السري الإرهابي الفرنسي . التي قامت بكثير من المجازر ضد الجزائريين .
وانتقم منهم الثوار الجزائريون بقتل المجرم المتطرف « ريمون ليريس « سنة 1961 م وهو خال المغني الفرنسي الصهيوني « أنريكو ماسياس «.وكان اليهود يعتبرون جبهة التحرير خطرا على إسرائيل .
ومع نيل الجزائر استقلالها رحلوا مع المستعمر يجرون أذيال الهزيمة والخزي معه ، بعضهم إلى الأراضي المحتلة وجلهم إلى فرنسا ، وتخلصت أرض الجزائر من درنهم ، والشعب الجزائري من مكرهم وخداعهم . وقد بلغ كره الشعب الجزائري كرهه لليهود وحقده عليهم ما لم يبلغه حتى اتجاه المستعمر الفرنسي الذي جثم أكثر من قرن من الزمان على أرضه. حيث كانوا ولا يزالون ينظرون إليهم وكأنهم خارج الآدمية والبشرية لفرط مكرهم وخبثهم ويتأففون لذكر كلمة يهودي ، وكل ذلك بسبب ما جنته أيدهم الآثمة في أرض الجزائر ، و أرض فلسطين والمسجد الأقصى ، ومازالوا يعتبرون ان المعركة مع اليهود هي حرب عقيدة ، وأن تحرير الجزائر مازال ناقصا مالم تتحرر فلسطين.

اترك تعليقًا