كتبت لهذا نحبك بقلم الأستاذ حشاني زغيدي

كتبت لهذا نحبك بقلم الأستاذ حشاني زغيدي

كان يوم جميلا  و كان يوما ارتوى فيه الفؤاد شهدا و اطرب فيه السمع لحنا جميلا و استمتع النظر لقامات من الشعراء أحببتهم لأنهم جمعوا صنعة البيان و كان لهم حظ وافر من صناعة الخلق و جمهور غصت بهم القاعة هبوا محبة لرسول الله فكان لجمعهم أثره في نفسي فكان اللقاء روضة ندية و كان اللقاء نصرة لرسول الله في مولده الذي لا يختلف في حبه  مجيز أو ممانع  فتحركت العواطف و سال مداد القلم فكتبت لهذا نحبك  .

 

نحبك  يا خير الورى لأن حبكم أوثق من حب الولد و الوالد و الزوج و النفس لأن حبكم حب لله و ان كل حلاوة تشرق في القلب تستلزم محبة سنتكم و أن محبة سنتكم  تستوجب التأسي بها في كل احوالنا كلها فقد جاء في الحديث الشريف ” لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه ” فلهذا نحبك يا رسول الله .

 

 و أن طريق حبكم يا حبيبي يا رسول الله طريق موصل للجنة و هو طريق لحب الله تعالى أحبك لأنك قائدي  أحبكم  لأنكم معلمي و أحبك لأنك مرشدي الذي يهديني لطريق الله  ففي الحديث الذي رواه البخاري جاء رجل للنبي صلى الله عليه و سلم فقال : متى الساعة يا رسول الله ؟ قال : ما أعددت لها ؟  قال ك ” ما أعدت لها من كثير صلاة و صوم و لا صدقة و لكني أحب الله   و رسوله   قال ” أنت مع من أحببت ” و لهذا نحبك  يا رسول الله .

 

و تلمست أثر حبكم  يا حبيبي من حب الصحابة فقد برهنوا صدقا و عن حسن محبة فضربوا أروع الأمثلة فكان حبهم جهادا و كان حبهم تضحية وكان  حبهم بدلا و عطاء فما عز المال و ما عز الولد و ما عزت كل العلائق فكان كل   ذلك مقابل محبة رسول الله فكان حبهم نصرة لدينه و كان حبهم جهادا طويلا لإعلاء راية الإسلام خفاقة في سماء الدنيا فكان قول ابي سفيان رضي الله عنه لوحة رائعة و هو يصف حب الصحابة لقومه يوم كان على كفره ” ما رأيت في الناس أحدا يحب احدا كحب أصحاب محمد محمد  ”  و لهذا نحبك يا رسول الله . 

 

و أحسب أن حبكم يا حبيبي عهد مع الله و عهد مع دعوته و إخلاص لله   للسير في طريق دعوته  فأكون جندي فكرة لا جندي مصلحة و غرض أصون العهد و اوفي المواثيق أحمل الأعباء فيكون تمرة حبكم عملا مبدعا في خدمة مصالح الأمة فأكون من يسد الثغرة و يقوي الظهر كما أبذل وسعي جهادا للنفس و القلب فتفيض بركات تلك المحبة خيرا دفاقا يكون خراجه الفوز بالجبان رفقة الحبيب محمدا كما قال شاعرنا  : 

 

إذا نحن اولجنا و انت إمامنا ***  فكفى بالمطايا و طيب ذكرك حاديا

 

فاللهم اجعلنا من أحبابك وأحباب رسولك.

اللهم املأ قلوبنا بمحبتك ومحبة نبيك  اللهم اجعلنا لهديه مهتدين ولسنته مقتدون، وعلى طريقه سائرون.

اترك تعليقًا