نبي الرحمة معذرة بقلم حشاني زغيدي

رسول الله يا نبي الرحمة معذرة فقد جار اللئام و علا صوتهم و طفح كيلهم فلم يرعوا لرسول الله حرمة فساءت رسوماتهم  و إني أعلم   سيدي أن قدركم عال و مقامكم منزه من كل أوصافهم فقد أدبكم ربكم فأحسن تأديبكم و نلت من الخلق جماله  و نلت من الخلق كماله ففداك نفسي يا رسول الله .

         و إني أعلم  يا حبيبي يا رسول الله أن الله كفاك المستهزئين و أن الله رفع قدركم و جعل أمر حسادكم و  كل من غمر قلبه كراهيتكم البثر في الدنيا و الآخرة و خص باللعن كل من طال مقامكم بالتشهير أو الإساءة   و أن عدالة السماء تقتص لكم فطب نفسا رسول الله  قال الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً} [الأحزاب:57].

 

        لو يعلم  أصحاب الإساءة  أن كيدهم رد عليهم فقد أيقظت تلك الرسوم المسيئة  في المسلمين غيرة و أيقظت تلك الرسوم المسيئة محبة كانت مدفونة في نفوس المسلمين لرسول الله فانتفضت المشاعر تعبر عن ذلك الحب  بخرجات  عفوية . كما عبرت عن  حب زينته  هتافات صادقة حبا لرسول الله صلى الله عليه و سلم  ” إلا رسول الله ” ” محمد رسول ” ” أنا محمد ”  حتى الأطفال فقد شاركوا بإسهامات مميزة بطاقات كتبوا فيها عبارات مميزة تعبر عن حب رسول الله و بعضهم الاخر عبر عن ذلك الحب بأسلوبه فقدركم رسولي مطبوع في فؤاد الأمة رغم العتمة .

 

        رسول الله أن قدركم قد شهد به  غير المسلمين من عظماء العالم فكانت شهادتكم منصفة و لكن الحساد و الحقاد من أهل الجاهلية الأولى و جاهلية القرن العشرين تحاول أن تطمس الحقائق و الحقائق تشع يوما بعد يوم فخوفهم ان ينتصر الإسلام خارج أرضه   و تيقنهم   أن الإسلام بات  الديانة الوحيدة التي تشهد نمو أتباعها من غير العرب و أن العقول المستنيرة من الغرب أصبحت تبحث عن الحقيقة في الإسلام و أن الإسلام بات الدين الأوحد الذي يجيب عن الألغاز التي تحير عقول الغربيين و أن الإسلام أصبح مبعث السعادة للكثيرين و هو سر الإساءة .

 

          على المسلمين اليوم أن يدركوا أن رسول الله  تحمل مسؤولية تبليغ الرسالة كما تحمل الجهد و الجهاد من قبل فقد بلغ الرسالة و أدى الأمانة و أوصلها إلينا غير منقوصة وتحمل في سبيلها كل المتاعب و كل المشاق حبا في دعوة الله التي رعاها حق الرعاية  و تحمل في سبيلها الأذى  فحري بالمسلمين اليوم أن  يوفوا العهود حبا في الله و رسوله فيدافعوا عن حبه بالعمل للإسلام و إحياء سنته و بذل الجهد في تبليغ الرسالة للبشرية المتعطشة لمعرفة الهدي و المبادئ السامية التي جاء بها الدين الحنيف 

 

 

و الله أكبر و لله الحمد            الجزائر في 15 / 01  / 2014

اترك تعليقًا