الدورة العادية لمجلس الشورى الوطني

 

حركة البناء الوطني EL BINAA

تقرير حول جلسة افتتاح الدورة العادية لمجلس الشورى الوطني

انطلقت فعاليات الدورة العادية لمجلس شورى الحركة الوطني بمقر الحركة اليوم 23 جانفي 2015، على الساعة 10 صباحا، ويتمحور جدول اعمال هذه الدورة حول محاور ثلاث هامة أولها تقرير لحصيلة نشاط الحركة لسنة 2014 والثانية حول برنامج الحركة لسنة 2015 والذي سيقدم للنقاش والإثراء ثم المصادقة والاعتماد والمحور الثالث حول الوضع الداخلي للجزائر والخارجي الإقليمي والدولي.
وافتتح اللقاء بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، ثم النشيد الوطني.
ثم تناول الكلمة الأستاذ أحمد محمود خونا رئيس المجلس.

وتلاه الشيخ مصطفى بلمهدي في مداخلة تناولت مختلف القضايا الخاصة بالحركة والوطنية والدولية.
كلمة الشيخ مصطفى بلمهدي رئيس حركة البناء الوطني في جلسة افتتاح مجلس الشورى الوطني
يوم الجمعة 23 جانفي 2015.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين
أيها الأحبة
أحييكم بتحية الاسلام فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إننا على أعتاب عام جديد، نسأل الله تعالى أن يكون عام خير وبركة على أمتنا الاسلامية عامة، وعلى جزائرنا الغالية ، عاما يغاث فيه الناس، غيث الارواح و القلوب، غيث العقول و النفوس، فيدر فيه ضرع الأرض بثرواتها، وينموا الزرع بسياسات تحسن فلاحة الثروة والحفاظ عليها، و الخلاص من التبعية.
عام تنتهي فيه هذه السنوات العجاف في الرزق بسبب انتشار الفساد ، و سنوات العجاف في الامن بسبب الإرهاب، وفي الحريات بسبب سياسات الاستبداد والانقلاب.
ونحن في حركة البناء الوطني ندين الفساد والارهاب، كما ندين الاستبداد والانقلاب.

أيها السادة
إن هذا الوضع الحساس الذي نعيشه و الامة، و الذي ينعقد فيه مجلس الشورى الوطني لحركة البناء، في ثاني دورة له بعد الاعتماد الرسمي، يقتضي منا جميعا حسن الفهم، وحسن الثبات من جهة، كما يقتضي منا حسن الموقف، وحسن العمل من جهة ثانية.

1. أما حسن الفهم فيتعلق بفهم قضايا الداخل الوطني، والتطور الاقليمي والدولي.
2. وأما حسن الثبات فيعكسه الحفاظ على خط الاعتدال، والوفاء للوطن ، وحماية الشهداء في أرضهم، وتجسيد اهداف تضحياتهم ، و بالانكار على الفساد، وحماية الأجيال القادمة بحسن التوريث.
3. وأما حسن الموقف فيدل عليه إلتزامنا بمنهجنا الثابت في القول للمحسن إن أحسن أحسنت، وللمسيء إن أساء أسات ، وكما يدل على حسن الموقف رعايتنا للمبادئ وللمصالح العليا، التي نجعلها المحدد الأساس لسياستنا و لكل مواقفنا تجاه الاحداث.
4. وأما حسن العمل فهو البناء الوطني، بل حسن البناء الذي نؤمن أنه ينطلق من الفرد الصالح، الى الحكم الراشد، والانسانية المطمئنة، والسلم العالمي، لأن رسالتنا رسالة الرحمة للعالمين التي جاء بها سيد المرسلين صل الله عليه و سلم.
أيها الحضور الكريم
1. إننا نفهم أن الاحداث الجارية في اوطاننا مترابطة بعضها ببعض، وأن الفاعل الدولي الخفي و الظاهر هو المؤثر الرئيس فيها ، وأن ميزان القوة اليوم ليس لصالح أمتنا.
2. ونفهم أيضا أن الغرب الذي نسالمه لا يريد لنا السلام ولا التنمية، وإنما يريد مصالحه الاستراتيجية، وعلى رأسها البترول، وأمن الكيان الصهيوني، السرطان المزروع في قلب الامة فلسطين.
3. ونفهم أيضا أن العملية التي تستهدف تقسيم أوطاننا هي مستمرة من خلال سايكسبيكو جديد، ولكنه يستخدم في تنفيذها أدواتنا وأبناءنا، بزرع الفتن الداخلية لتخريب الاوطان، و تحويلها الى كيانات ضعيفة، فليعتبر اولو النهى.
4. ونفهم كذلك أن القطبية الامريكية آيلة إلى التراجع، أمام بروز أقطاب عالمية أخرى، سيكون سلاحها الاقتصاد والمال، و “إن ربك لبالمرصاد” “و ما يعلم جنود ربك الا هو”.
5. ونفهم أن معظم الانظمة العربية المترهلة، قد بدأت تفقد مقومات بقائها، و مقومات نظامها الاستبدادي ضد شعوبها هو سبب انهيارها اذا لم تفق و تعود الى شعوبها.
6. ونفهم ان موجة الفساد السياسي والمالي في أوطاننا، ناجمة عن يأس الحكام من المستقبل، وخوفهم من الشفافية ورقابة الشعوب.
7. ونفهم أن المنظومة الدولية، تعمل لتدمر حصون الاسرة والتربية، لإنهاك شعوبها، وتدمير نسيجها الاجتماعي. ونفهم أن حصن الجزائر متين بدم الشهداء، وحبر العلماء، وجهود الوطنيين المخلصين الصادقين، الذين لا يؤتى الوطن من قبلهم.
8. ونفهم أن بلادنا لا يمكن ان يبنيها لنا الآخرون، ولا يحميها لنا الآخرون، الذين يحبون الإقتيات من الأزمات التي يصدرونها لشعوبنا.
أيها السادة
إن المنهجية التي تركنا عليها الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله ،هي المنهجية الاصيلة ، منهجية النفع العام للأمة والوطن، ومنهجية المشاركة في بناء الوطن حسبة لله ، وأن الضغوطات المختلفة تدفع إلى انتهاج أساليب غريبة عن الاسلام وعن الوطن، وتهدد النسيج الذي نسجه الشهداء، ولبسه الشعب الجزائري، وهو دولة جزائرية اجتماعية ديمقراطية، في إطار المبادئ الاسلامية.
وأمام هذا الوضع ايها الاحبة فإن المطلوب من أبناء الجزائر المخلصين:
1. الثبات على القيم النوفمبرية، والمنهاج الاصلاحى، الذي يجعل الانسان اساس التنمية، والحكم الراشد اساس السلام، والخير العالميين.
2. الثبات على الوطنية الصادقة، التي يتساوى فيها الجنوب مع غيره من جهات الوطن، والمراة مع الرجل، والاباضي مع المالكي، و الامازيغي مع العربي، فما جمعته يد الله لا تفرقه يد الشيطان.
3. الثبات على التحرر الذي به ندافع على الشعوب المضطهدة، وعلى راسها فلسطين مسرى رسول الله صل الله عليه وسلم ومعراجه، فبتحريرها يكتمل تحرير الاوطان و تكتمل سيادة شعوبها.
4. الثبات على الانكار على الفساد المالى والسياسي والاقتصادي، الذي به تكاد وحدتنا تتفجر، بسبب الغاز الصخري غير مؤكد المنفعة او مضاره اكثر من نفعه.
5. الثبات على الانتصار لحرية الاعلام والتعبير، التي نشهد حملة عليها امام انفتاح الساحة المتوقع على الاعلام الثقيل، والفضائيات.

ايها السادة
ان كلماتنا تبقى عرائس من الشمع، حتى تنسجم معها مواقفنا، ونسقيها بعبير التضحيات من عرق وجهد، كما سقاها الشهداء -رحمهم الله- بدمائهم الزكية، ولهذا فان المطلوب ان نعلن للناس مواقفنا المبدئية الاساسية الثابتة، والتي من خلالها ننظر الى الواقع ونقيم الاحداث.
1. فموقفنا الاول انما يكون من احداث الجنوب التي يتالم فيها اخواننا من حرارة الارض، وحرارة بقايا التفجيرات النووية الاستعمارية، وحرارة غلاء المعيشة، وحرارة التهميش في مشاريع التنمية، ويضاف اليهم اخيرا حرارة والم الغاز الصخري، ونحن نساندهم في رفضهم واحتجاجهم، ونسجل احترامنا لقرار السلطة بالتراجع عنه، استجابة لمطالب اخواننا في ولايات الجنوب و هذا عين الحكمة.
2. وموقفنا الثاني من احداث فرنسا التي تريد ان يبدأ التاريخ منها ، والتي نرفض طريقتها التي تدير بها عملية الحرب ضد الإسلام، و الكيل بمكيالين، فمن سب اليهود يكون عدوا للسامية ومن سب الاسلام يعتبرون ذلك حرية تعبير، وما ذلك الا لانهم يديرون حربا على الإسلام، الذي فتح قلوب شعوبهم فبدأو يتوجهون اليه بعد فشل خياراتهم الاجتماعية في اسعاد الناس.
3. وموقفنا الثالث من الوضع الاقليمي للبلاد، والذي يشهد تجربة جديدة نحيي فيها السلاسة في تجربة تونس، ونؤيد اجماع الناس على ايثار المصلحة العليا للبلاد والعباد ، وندعوا اشقاءنا في ليبيا ومالي الى تحكيم العقل وحماية سيادتهم، بدل الاستعانة بالاجنبي، الذي يريد ان يفرق صفهم، ويشتت شملهم، ويستولي على ثرواتهم و ارضهم.
4. وموقفنا الرابع هو من التجاذب المغاربي في اتجاهات متعاكسة، لا تزال تحبس املنا في التعاون بين اقطار المغرب العربي الكبير، فنحن ندعو الشعوب المغاربية الى صناعة فضاءات لتواصل وتعاون قواها الحية، بعيدا عن المعكرات، وصناعة التوترات في المنطقة.
5. وموقفنا الخامس هو من انهيار اسعار البترول، الذي نقول انه الدرس الاكبر في هذه السنة، لانه اصبح اداة هامة في ايدي غيرنا لاعادة صياغة منطقتنا العربية، على قواعد جديدة لصالح الشركات الكبرى، وتصفية لحسابات سياسية خاطئة، لانها على حساب الشعوب، لأن الشعوب لا تشعر بنعمة ارتفاع سعر البترول و يصلها الألم من انخفاضه.
6. وموقفنا السادس هو من التعديل الدستوري الذي اصبح مثل قصة التي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا، فكثر الحديث عنه وقل الحديث فيه، ونحن نطالب بالحوار الشفاف حول الدستور، واطلاق سلسلة اصلاحات سياسية تبدأ من الدستور، لتكرس الديمقراطية الحقيقية.
7. وموقفنا الدائم تجاه فلسطين لا يتغير، وهو الانتصار لها لانها قضية مقدسة، واستعمارها يجب ان يزول بعد ان طال، وتواطأ عليه الغرب كله ، ولعل المؤامرات الاخيرة كلها، تنتهي في مصب واحد هو المؤامرة على فلسطين، التي ستظل صامدة ببركتها، وبركة المقاومة فيها، وعلى الامة جمعاء ان تدعم الحق الفلسطيني المشروع.

ايها السادة
انما المواقف هي روح العمل السياسي، والنضال الشامل للحركات الجادة، هو الذي يترجم المواقف الى اعمال، وبرامج ومؤسسات، تستمر في عطائها للمجتمع والدولة.
ولذلك فان حركة البناء الوطني قد جعلت لنفسها نبراسا ونورا من قول الله تعالى: ” وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ “
سورة التوبة الآية 105
ونحب ان يرى الله اعمالنا في مشكاة الاخلاص والصدق، والتجرد والطاعة و التضحية ، ونحب ان يرى رسول الله اعمالنا، تعيد للناس صورة الرحمة والايجابية، والرأفة والتعاون، والعدل والحرية والتضامن، وان تكون اعمالنا احياء لهدي رسول الله، فحبنا لمحمد صل الله عليه وسلم انما تترجمه الالتزامات الذاتية والصلاح، قبل المظاهرات والمسيرات، التي هي تتويج لحب الرسول صل الله عليه وسلم من امته كلها، أمة حية قوية تفيض حنانا الى عز الإسلام و مجده، تبكي حزنا على ما وصل اليه المسلمون، من ضعف و ما وقعوا فيه من مهانة، و تشتعل الما على هذا الحال، الذي لا يرضي الله و لا يرضي رسوله، و لا يرضي مؤمنا، فتعمل الامة على تغييره.
ونحب ان يرى المؤمنون ابناءُ وطننا وامتنا من اعمالنا، ما يريحهم عند التعب ويحفظ كرامتهم، ويعبر عن تطلعاتهم، ويعطيهم الفرصة والفضاء الذي من خلاله يساهمون في بناء هذا الوطن الغالي بتضحيات ابنائه، لان حركة البناء منبر لكل الجزائريين والزمن جزء من العلاج.
واعمالنا تبدأ من اصلاح الذات ثم المجتمع الذي هو صمام امان الاصلاح العام، ومصدر الشرعية، ومؤسسة الرقابة العامة على النظام و مؤسساته، ومالم تعود للشعب كرامته وعزته وحريته في الاختيار والقرار، فان أي نظام معزول عن الشعب سيبقى عرضة للابتزاز الخارجي، الذي لا نريد ان تقع فيه جزائر ديدوش مراد الذي مرت علينا ذكراه منذ اقل من اسبوع، رحم الله الشهداء و كل شهداء الأمة.
” وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ “

سورة المنافقون الآية 08
شكرا لكم و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كلمة رئيس مجلس الشورى الوطني للحركة الأستاذ احمد محمود خونا


السيد رئيس الحركة المحترم
السادة أعضاء المجلس الشورى الموقرين
السادة الضيوف،
رجال الإعلام
الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومرحبا بكم جميعا لشهود جلسة افتتاح هذه الدورة العادية من دورات مجلس الشورى الوطني لحركة
البناء الوطني.
وما دام حديثنا سيكون تشاورا حول شؤون الحركة لبناء الوطن، فاسمحوا لي أن أقف في مستهل هذه
الكلمة مع هذه الكلمات الأربع: الشورى، ثم الحركة، ثم البناء، ثم الوطن.
إذا كلمة التشاور تضعنا في مصاف الأحزاب والقوى التي تتميز باحترام الحوار وتوقير مؤسسات
قرار الجماعي بعيدا عن ثقافة “ما أريكم إلا ما أرى ” أو ثقافة “الفوق والفوقية ” لأن الفوق عندنا إنما
نرمز به إلى الله تعالى الذي إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح، ومنه وحده نرجوا الجزاء الأوفى
على ما نبذل من جهود وتضحيات.
وأما الحركة فهي ضد سكونا بل هي حالة انتقال واع في واقع مأزوم، وفق خطط وبرامج، وحركتنا
اليوم يقوم على إدارة شأنها رجالات أخيار منهم الجيل المؤسس الموجه، ومنهم جيل الانتشار
المتوغل، ومنهم أهل الخبرة في الميادين، ومنهم جيل الشباب الذي هو سر قوة الحركة وعماد تأثيرها.
وأما كلمة البناء، وما أدراك ما البناء فهو عنوان لمنهجيتنا واختصار لسياساتنا البناءة التي تبحث
دائما عن الخيرين فتتعاون معهم، وتثمن جهودهم وتضع بتواضع جم ورغبة صادقة يدها في أيدي كل
المخلصين من أبناء الجزائر حماية لمصالح شعبنا وبلادنا، ولأجل ذلك ستقف حركتنا في وجه كل من
يريد الهدم مهما كانت توجهاته، وستعمل دون يأس على بناء جدار الوطن لحماية إرث الشهداء.
أما كلمة “الوطني” فلأننا وطنيون، وطنيتنا صادقة لا تفرق بين شمال ولا جنوب، ولا شرق ولا
غرب، بل إن معيار التمايز عندنا إنما هو بالعمل الصالح لصالح هذا الشعب العزير، وهذه الامة
الكريمة، وكم يؤلمنا أن يختصر أقوام الوطن الكبير في أشخاصهم أو في جيلهم أو في جهتهم أو في
عشائرهم . فحركتنا إنما جاءت لتحقيق جزائر تسع جميع الجزائريين.
أيها السادة الكرام
إن مجلس الشورى الوطني هو مؤسسة حقيقية تضطلع بمسؤوليات جمة، لأن أعضاءها قد حازوا ثقة
غالية تلزمنا رعايتها في التقييم والقرار، وتؤهل أعضاءها للحضور في قضايا الأمة والإحساس
بمواضع الألم في جزائرنا الغالية.
كما أن هذه المؤسسة هي وعاء لقضية مقدسة في حركة البناء الوطني ألا وهي الشورى التي قال الله
تعالى فيها لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ” وشاورهم في الامر” ، ووصف سبحانه المؤمنين الصادقين
فقال تعالى “وأمرهم شورى بينهم”.

أيها السادة الأكارم
إن أعضاء مجلس شورانا هم الصدى بل هم النبض المعبر عن تطلعات شعبنا وعن آماله، ولذلك
تجدونهم في هذه اللحظة من تاريخنا:
1. يتوجع لآلام فلسطين لأن شعبنا الجزائري يتوجع لها
2. ويتألمون من الأذى الذي مس سكان الجنوب لأن كل ولايات الوطن عبرت عن تأذيها مما مسهم.
3. ويفرحون بمشاركة الجزائر في حل القضايا الإقليمية لأن شعبنا يفرح حين يرى لدولته احتراما عن دول جوارها.
4. ويبكون لأن محمدا صلى الله عليه وسلم قد أوذي وما دموعهم إلا من دموع شعبنا المسلم الأصيل.
5. ولكنهم لا يتوقف عند هذا الحد لانهم يدركون أن مسؤوليتهم هي اقتحام العقبات والمسرعة في الخيرات
6. ومن هنا أصبح مطلوب منا:
7. تحويل تطلعات شعبنا إلى برامج واقعية يلمساها الناس في حياتهم اليومية من خلال حضورنا معهم في الوقت الذي تغيبت عنهم الاطراف الأخرى التي لا تكاد تتذكرهم إلا حين تدق سعات الانتخابات.
8. والمطلوب منا أيضا البحث عن أفضل الطرق التي نمد بها أيدينا إلى المخلصين في بلادنا لنتقاسم معهم هموم هذا الوطن، فالجزائر أكبر من أن ينهض بشأنها طرف واحد مهما كانت إمكاناته، والنظام الحالي مخطئ بل مسرف في الخطأ لأ نه لا يزال لا ينظر إلا من المرآة العاكسة فقط فيرى نفسه فقط.
9. والمطلوب منا كذلك الاستمرار في الإنكار الشديد على الفساد الحاصل في بلادنا لأن أفضل البرامج التي ستسطر في هذا المجلس الموقر سيعيق من جدواها الفساد السياسي والإداري والمالي الذي أصبح يهيمن على المفاصل الهامة في بلدنا.
10. والمطلوب منا أيضا اليقظة أمام المؤامرات المختلفة، لأن الأمة يُراد لها أن تخرب بيوتها بأيدي أبنائها، ونحن قد اخترنا أن نكون كصوت المؤذن الصادح الذي يوقظ الأمة إذا أحاطت بها المخاطر.
11. والمطلوب منا أخيرا: التربية ثم التربية ثم التربية لأن الإصلاح الاجتماعي والنفع العام الذي نريد تحقيقهما لا يصبر على مشقهما إلا من و ط ن نفسه على اقتحام العقبات في سبيل الله نفعا لعباد الله، وإذا كان المجتمع المدني قد سهلت السلطة إجراءات تنظيمه، فعلى الشباب أن ينظم نفسه ليقود المستقبل.

أيها السادة الكرام
إننا في حركة البناء الوطني أمام تقييم لسنة قد أدبرت، وتشاور حول سنة قد أظلت، وقد قيل قديما أن من
تساوى يوماه فهو مغبون، فكيف بمن تساوى عاماه، وأمامنا كثير من المبادرات كثيرة والقضايا الهامة
التي تحتاج منا إلى تمحيص الرأي وتساير الإنجاز والتنفيذ على هيئاتنا الوطنية والولائية والبلدية لأن
أبناء الحركة والحمد لله لم تعد تخلو منهم سااحة من ربوع الجزائر كلها ولا بد أن يكونوا كالغيث أينما
حلوا نفعوا وأنتم سحائب هذا الغيث نفع الله بكم، و شكر سعيكم وحسن إصغائكم_

 

اترك تعليقًا