الخاطرة التربوية في الاسرة
بقلم الأستاذ أحمد الدان
الخاطرة فكرة تخطر على بال الاخ أو تجول في خاطره فيصطادها ويثبتها بأوثق الحبال حتى لا تهرب في الهاربين ،وهي اما ان تكون بنت لحظة او تفسيرا لظاهرة او تدبرا في اية او قول ماثور او حالة اجتماعية او جمال مشهد او كآبة منظر او غير ذلك مما يكون في هذه السياقات من حركة الحياة التي يمر عليها المؤمن مرور المتأمل له قلب يفقه به وله عين يبصر بها ولها اذن يسمع بها (فإنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) والخاطرة التربوية هي تدريب للاخ على نفع اخوانه بما فتح الله عليه من علم وملاحظة والخاطرة التربوية هي نصيحة الاخ لاخوانه وتوجيههم باحسن اسلوب وافضل خطاب والخاطرة هي مشاركة في فعاليات الاسرة كل بما يستطيع شعرا او نثرا او قراءة او خبرا والخاطرة في الاسرة تخفيف على المسؤول وتقاسم للادوار والاعباء والخاطرة هي حضور الاسرة في حياة الفرد الذي يظل اسبوعا يختار من الاحداث التي يراقب حركتها ما ذا يقدم لاخوانه في اللقاء والخاطرة هدية للاسرة تزيد من تعميق الحب فقد ورد عن الحبيب صلى الله عله وسلم “تهادوا تحابو “ا والخاطرة هي حسن توظيف المشاهد والملاحظات في عملنا التربوي الذي لا ينبغي ان يفارقنا الوقت كله والخاطرة معنى قديم انتبه اليه بن الجوزي فالف كتابا سماه صيد الخاطر قيد فيه الخواطر التي تمر عليه بحبال الكتابة والتدوين والخواطر افكار مسافرات في الزمن كالنحل ان راى زهرة فواحة حط عليها فافاد واستفاد وكذلك الخواطر ان وجدت قلبا مخلصا وعقلا صافيا حطت فافادت واستفادت ثم طارت وولت الى وجهة اخرى ، وافضل الناس من يقيد خواطره لتستفيد منها الاجيال والخاطرة تخطر بالبال بذرة صغيرة فان سقيت بالحوار والنقاش استقرت ثم اثمرت فكرة وعاطفة ومشروع عمل والخواطر السيئة يقتلها الحوار ولذلك كانت الخاطرة في الاسرة من اهم الفقرات التربوية للفرد والمجموعة من اخوانه وهي اضافة ايجابية كبيرة للحركة والتربية خصوصا اذا دونت وتبادلتها الاسر بينها واستثمرت في اللقاءات والمنتديات التربوية والاجتماعات الروحية التي تخالط بسموها حال الملائكة والابرار والخاطرة هي معهد تكوين الدعاة في الاسرة ، بها يتعلم الاخ اختيار المواضيع المناسبة وبها يخطب الاخ في اخوانه ومن خلالها يناقشهم ويوضح لهم ويصحح افكاره بناء على توجيههم ومن خلال الخاطرة يتم ايضا صناعة الجرأة لدى الافراد وتمكينهم من اكتشاف ذاتهم والتعبير باقوالهم او كتابهم او بحالهم سواء لان المطلوب هو الكلام بلغة القلوب التي تتجه مباشرة الى القلوب والعبرة في الخواطر هي ايصال فكرة الخاطرة الى السامع باللطف والاحسان والهدوء بعيدا عن صخب الدعوات المادية وتجارة السلع المعهودة لان الخوطر هي حديث العقل الى الارواح في اجواء الاسرة التي هي قاعدة الانطلاق لبث الدعوة في حياة الخلق ومحطة التزود الاسبوعية للدعاة ينتشرون بعدها يبتغون فضلا من الله ورضوانا ومرتبة الكمال في فقرة الخاطرة كما قال الصالحون” أن تصير الخاطرة لحظة وعي منهجي يؤطرها عقل فطن، و فورة عاطفية من الإيمان يديرها قلب يقظ، حتى يتم لأفراد الأسرة ملكة تجعلهم يتناولون فكرة بعمق يخالل أجزاءها، وتحليل يحيط بخباياها، وفصاحة تقرب معانيها، وشجاعة تنقد وتبني، مستعينا فيها صاحب الخاطر بقول الله ” رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي”