السودان تختار من جديد

لا يبدو أن الأوضاع في السودان ستستمر دون تغيرات، ولا يبدو أن الهدوء سيستمر لوقت طويل خاصة بعد أن ابتسمت صناديق الاقتراع للرئيس عمر البشير، النتائج التي وصفت بغير النزيهة والمشكوك في شفافيتها من طرف الكثير من المتابعين والمراقبين. المعارضة بدورها في موقف جد حرج بعد دعواتها المتكررة للتغيير بأي طريقةستضيق بها السبل أكثر إن لم تجد استجابة شعبية. أعلنت المفوضية العليا للانتخابات في السودان أمس؛ رسمياً فوز الرئيس عمر البشير بولاية خامسة مدتها خمس سنوات، وذلك بحصوله على نسبة 94 في المائة من الأصوات البالغ عددها 5.252 ملايين من أصل 13 مليون ناخب سوداني. وبينت المفوضية العليا، خلال مؤتمر صحافي عقد في الخرطوم، بحضور عدد من السفراء والدبلوماسيين العرب بينهم سفير المملكة العربية السعودية؛ أن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 46.4 في المائة. وسجلت العاصمة السودانية الخرطوم أقل نسبة مشاركة بين ولايات البلاد، فقد سجلت نسبة مشاركة 34.38في المائة. وحل في المركز الثاني المرشح الرئاسي عن حزب “الحقيقة” الفدرالي، فضل السيد شعيب، الذي حاز نسبة 1.85 في المائة، بعدد أصوات 79.779، بينما جاءت في المرتبة الثالثة المرشحة الرئاسية، فاطمة عبد المحمود، عن حزب “الاتحاد الاشتراكي المايوي”، بنسبة تصويت بلغت 0.76 في المائة بعدد أصوات 47.653.وعلى خط موازٍ؛ حصد حزب “المؤتمر الوطني” الحاكم غالبية الأصوات في المجالس النيابية. ولفت رئيس مفوضية الانتخابات، مختار الأصم، إلى أن الانتخابات جرت بتمويل وتخطيط سوداني خالص، معلناً عن بدء الطعون في نتائج الانتخابات، اعتباراً من اليوم ولمدة أسبوع.

المعارضة تنذر بالتمرد

أعلن تحالف قوى المعارضة السودانية أول أمس، عدم اعترافه بالمؤسسات التي ستنتج عن نتائج الانتخابات العامة التي جرت في السودان أخيراً لاختيار رئيس للجمهورية فضلاً عن المجالس النيابية، مؤكداً أن الخيار الوحيد المتاح أمامه التحدي ومواجهة النظام. وأهاب التحالف بالشعب السوداني للاستعداد للمقاومة وتقديم التضحيات والانخراط في اللجان الشعبية وصولاً لإسقاط النظام عبر انتفاضة شعبية. وقال بيان صادر عن تحالف المعارضة الذي يضم “21” حزب بينهم “الحزب الشيوعي”، و”حزب البعث” إن التحالف قرر عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات فضلاً السلطة التي ستنتج عنها، وحمل النظام مسؤولية فشل الحوار الوطني وما سيترتب على ذلك من نتائج. وأكد التحالف أن عدم مصداقية الحزب الحاكم وإصراره على التمسك بالسلطة والبقاء في الحكم من شأنه أن يعمق أزمات البلاد، مضيفاً “بل إن بقاءه يمثل أكبر عقبة نحو إيجاد مخرج ديمقراطي”. وتابع “لذا نعلن لجماهير شعبنا أننا أمام خيار واحد خيار التحدي والمواجهة والعمل الجاد نحو مقاومة جسورة ومنظمة وفعالة لإسقاط النظام الدكتاتوري وندعو جماهير شعبنا بكل مكوناته للانخراط في صفوف المقاومة وبالقدر اللازم، وبما يستحقه ذلك من تضحيات”. وشهد السودان، أخيراً، انتخابات عامة لاختيار رئيس الجمهورية والمجالس النيابية، وسط مقاطعة واسعة من قبل الأحزاب المعارضة بينها حزب “الأمة”، بقيادة الصادق المهدي، و”المؤتمر الشعبي”، بزعامة حسن الترابي، فضلاً عن غياب الرقابة الدولية الممثلة بالأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

اترك تعليقًا