ندوة سياسية بعنوان: “الاسلاميون والدور المنتظر في المنظومة الوطنية”

حركة البناء الوطني
ندوة سياسية بعنوان:
“الاسلاميون والدور المنتظر في المنظومة الوطنية”
كلمة رئيس الحركة الشيخ مصطفى بلمهدي وتوصيات الندوة

نظمت حركة البناء الوطني اليوم الاثنين 15جوان بنادي المجاهد الجزائر العاصمة بمناسبة ذكرى الثانية عشر لوفاة الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله ندوة سياسية دعت إليها مجموعة من قيادات وممثلى احزاب اسلامية وحظرها بعض الاكادميين والمتابعين للشأن الاسلامي حيث شارك ممثلون عن الاصلاح والعدل والبيان وتاج وعن العدالة والتنمية وجمعية علماء المسلمين والنهضة وحمس والتغيير إظافة إلى ناشطين امثال الاساتذة : الدكتور زبير عروس وعز الدين جرافة ،وعبد القادر سماري ،ولخضر رابحي ،والسعيدي عبد الوهاب
وتحت اشراف الشيخ مصطفى بلمهدي ناقش الحضور جملة من المواضيع حول :
1. الدور الفاعل للاسلاميين في مستقبل الجزائر
2. ضرورة الانفتاح على كل مكونات الوطنية
3. مراجعة المسار الاسلامي وتصحيح الاخطاء
4. توسيع الحوار والتأسيس له
5. التقارب الاسلامي ضرورة في هذه المرحلة
6. المشاركة الجادة في التنمية والاستقرار
7. الحفاظ على التماسك الاجتماعي
8. الخروج من أدلجة التنافس السياسي نحو المواطنة والبرامج التنموية
9. إيقاف مسلسل الاحقاد داخل الوطن
10. ترقية التعددية وعدم الضيق من المنافس
11. عدم دعم المكونات الرئيسية للمنظومة الوطنية
12. الدعوة إلى تأسيس فضاء مستمر للحوار الاسلامي وتوسيعه
13. جمع الجهود قبل جمع التنظيمات في ظل المراحمة لا المزاحمة
14. الحرص على إهتمام بمعانات الشعب وااهتماماته
15. استيعاب المخالف والتعارف والاعتراف بالاخر
16. الدعوة إلى احترام خيارات الشعب.

كلمة الشيخ مصطفى بلمهدي رئيس حركة البناء الوطني في اشغال الندوة السياسية حول :
الاسلاميون والدور المنتظر في المنظومة الوطنية
الجزائر 15 جوان 2015 نادي المجاهد
______________
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه
ايها الحضور الكريم المؤطرون لهذه الندوة الفكرية التي تنظمها حركة البناء الوطني بمشاركة الساسة و الاكاديميين و العلماء و الدعاة خدمة للبلاد و العباد كل باسمه و مقامه.
الضيوف الكرام اخوة و اخوات احييكم بتحية الإسلام تحية طيبة مباركة فالسلام عليكم ورحمة الله و بركاته
. ونحن في شهر شعبان على ابواب رمضان ندعو الله ان يوفقنا لصيامه و قيامه ايمانا و احتسابا ننال به رحمته و مغفرته و الختام العتق من النار.
ايها الحضور الكريم انما نقصد بالإسلاميين مجموعة القوى ذات المرجعية الاسلامية ، والتي عرفتها الساحة الاسلامية كحركات دعوية تمارس عملية الاصلاح ما استطاعت على منهج الانبياء و الرسل و كلهم عليهم الصلاة و السلام كانوا يرددون على قومهم “و ما اريد الا الاصلاح ما استطعت”. وتقوم هذه الحركات بالمشاركة في النفع العام وفق منهج السلمية، وضمن الاطر القيمية للمجتمع والدولة في الجزائر، رغم اختلافها هنا وهناك و اتفاقها هنا وهناك مع السلط المختلفة التي ادارت الحكم في الجزائر منذ فجر الاستقلال
. والاسلاميون هم المكون الاساسي الذي تعرض للتضييق، وكان ضحية للدعاية الغربية التخويفية من الاسلام والقوى المنتمية اليه باي حال.
وقد اخطات الانظمة الوطنية، التي همشت المشروع الاسلامي و نهجه في الحياة، و اختارت الانتقال بين النهج الاشتراكي تارة و النهج الراسمالي تارة اخرى في حربها على الاسلاميين، وعلى غير الاسلاميين، ممن عارضها وانتقد سياستها، ليس من اجل النقد و انما من اجل التقييم و التوجيه و الاصلاح، و ذلك بسبب الذهنية الدكتاتورية الاحادية التي حكمت البلاد العربية بأسرها بعد مرحلة الاستعمار
فقد ظل الاسلاميون عرضة للاعتداء على حرياتهم ومصادرة رايهم، وتشويه صورتهم، مما حرمهم في العديد من المرات من اي مساهمة ذات قيمة تنموية، سواء على مستوى الافكار او القوانين، او البرامج و ممارسة المشاركة في الحكم التي هي اقرب الى الديكور من المشاركة التغيرية الحقيقية، الا في حالات محدودة لا تستطيع اعطاء الصورة الكلية لا عن جميع الاسلامين ولا على المشروع السياسي لهم.
ولسنا اليوم في معرض فتح الدفاتر ونكأ الجراح التي لم تتعافى بعد من المأساة الوطنية وما قبلها، ولكننا نستشعر خطرا داهما للبلاد.
1. ليس من الخارج رغم وجود التهديدات ومحاولات التسرب من الفراغات السياسية و الدبلوماسية.
2. وليس من حدود الوطن لان الجيش قائم و ساهر عليها شعورا بواجب حماية الوطن.
3. و ليس من الارهاب لان الارهاب انهزم في الساحة الجزائرية بفضل الله اولا ثم حكمة الحوار الجاد و المصالحة الوطنية التي اعادت بعض الاستقرار.
4. وليس من الفساد المالي الذي نخر الاقتصاد الوطني الذي لا قدر الله يعود بنا الى سيطرة صندوق النقد الدولي بعد الانعتاق.
5. وليس من التزوير رغم ان التزوير هو ما افقد المؤسسات سمعتها و بركتها وصوابها.
6. وليس من مرض الرئيس لان الجزائر يفترض ان تسيرها مؤسسات الدولة.
7. وليس من تغول التيار العلماني رغم ان عدائية بعض العلمانيين مست اطارات نزيهة امينة حفيظة انطبق عليها قوله تعالى على لسان الممارسين للعدوان “اخرجوا آل لوط من قريتكم انهم اناس يتطهرون”
8. وليس من مظاهرات تندوف ولا عين صالح ولا من آلاف الاحتجاجات خلال الفترة الاخيرة.
9. وليس من احداث غرداية رغم ضرورة الوقوف امامها طويلا لايجاد الحلول الجذرية لها.
10. وليس من انعكاسات الربيع العربي لأن الجزائر كلها مطعمة ضده.
11. وليس الخطر الذي نستشعره اليوم من الفراغ الحاصل في السلطة، ولا من حالات التشكيك والضبابية، واطلاق العنان للاشاعة والتكهنات.
12. وليس من انخفاض اسعار البترول، لانها لما كانت عالية لم يستفد منها المواطن ولا التنمية الحقيقية، بل استباحتها عصابات الفساد المنظم فتبخرت و دون ان تترك اثرا ايجابيا للاجيال.
ولكننا بالرغم من كل هذا التحدي المركب المعقد و الفساد المنظم الذي شكل على الوطن ظلمات بعضها فوق بعض والذي سقنا نموذجا منه. الا اننا في حركة البناء الوطني نعتقد ان الخطر الحقيقي يكمن في قضيتين رئيسيتين لا بد على الجزائريين ان يحذروا منهما و يتعاونوا لاخراج البلاد من وحلهما القبيح. وهذان الخطران هما :
اولا: غياب الرؤية الراشدة لدى الحكومة رغم الحمام الصوتي الذي ملأ اسماعنا و اعلامنا بمصطلح الحكم الراشد دهرا من الزمن دون ان يتحقق على ارض الواقع، مما جعل الحكومة تمارس دائما وظيفة الحماية المدنية، وهي الانقاذ و الاسعاف و الاطفاء، وتعيش على ردود الفعل السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
ثانيا: غياب البديل الجاهز والمشترك الذي يستوعب المرحلة القادمة او الجمهورية الثانية و التي يتمنى الجميع ولادتها الطبيعية الآمنة على الام والجنين، بدون آلام و لا معانات.
ندعوا الله ان يفتق الاذهان في مثل هذه الندوات بالحكمة في التفكير و القول و بالله التوفيق و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
الجزائر في: 27 شعبان 1436 هـ
الموافق لـ: 15 جوان2015

اترك تعليقًا