أمام التطورات الأخيرة التي تشهدها الساحة المصرية والتي اتسمت بالتصعيد الأمني والحملة التي يقوم بها نظام الانقلاب في مصر والتي اتسمت بالدموية من خلال الإعدامات والاغتيالات الظالمة لإطارات ورجال الإخوان المسلمين ونسائهم بعد حملة الاعتقالات التي أعادت لمصر محاكمات ومظاهر القمع التي تدينها كل أعراف العالم وقوانينه.
فإن حركة البناء الوطني تدين هذه الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان وتعتبرها من الجرائم السياسية الجماعية التي تطال الناس على أفكارهم ومواقفهم السلمية، وتدعو كافة القوى الحية في الأمة للوقوف في وجه هذه الانزلاقات ضد الحريات وحقوق الإنسان.
وتعتبر أن السكوت أمام ما يحدث في مصر من الاغتيالات الجسدية الجماعية بعد اغتيال الشرعية واغتيال الديمقراطية واغتيال حرية التعبير إنما هو جزء من الجريمة ضد الإنسانية على مرأى العالم كله.
إننا ندعو جميع القوى الجزائرية إلى الضغط على الفاعل المصري والدولي من أجل إيقاف هذه الانتهاكات التي أصبحت تمس الحياة والأعراض بعد أن مست الحريات والممتلكات.
إننا ندعو السلطة الجزائرية إلى التدخل بما يليق بموقع الجزائر ومكانتها الإقليمية ودورها في الجامعة العربية للتدخل من أجل حماية حقوق الإنسان في دولة عضو في الجامعة العربية.
وإننا ندعو الجامعة العربية إلى موقف يتناسب مع ميثاقها ومسارها في حماية الشعوب والدول من الانتهاكات التي تتعارض مع أبسط القيم والقوانين الدولية.
إننا ندعو منظمات حقوق الإنسان إلى تنظيم وقفات وفعاليات وبذل جهود تتناسب مع الخيارات المبدئية لها في الدفاع عن حقوق الإنسان والانتصار للديمقراطية والحرية والعدالة.
إننا ندعو الأحزاب السياسية إلى تنظيم فعاليات مشتركة للتعبير عن موقف سياسي من أجل الحرية والعدالة والوقوف في وجه الإعدامات المسيسة والاغتيالات الجائرة.
إن الإخوان المسلمين حركة عبّرت عن سلميتها ونبذها للإرهاب وكانت لها مواقف مشرفة تجاه قضايا الأمة المصيرية من أيام الثورة الجزائرية إلى الدفاع عن فلسطين، والاختلاف السياسي لا يمكن أن يبرر عمليات الاستئصال التي تمارس ضد مكون رئيس في الشقيقة مصر التي يسعها البحث عن بدائل وحلول سياسية أخرى وعلى أحرار العالم أن يساعدوا مصر في الخروج من الوضع الذي دفعها إليه الانقلاب عن الشرعية.
الجزائر في 19 رمضان 1436 هـ الموافق لـ 06 جويلية 2015
الأمين العام: أحمد الدان
[information]تحميل البيان[/information]