متضامن مع قناة الوطن بقلم سليمان شنين

سليمان شنين
متضامن مع الوطن
وزارة الاتصال ومعها سلطة الضبط غير القانونية التي لم يكتمل بعد تشكيلها تتحجج بقانون لا وجود له على أرض الواقع وتأمر ليس بإغلاق وانما تشميع مقر قناة الوطن عبر الإدارة.. نعم الإدارة وليس القضاء هذه تباشير الدولة المدنية التي رافع لها البعض ولازالوا.
أعلم جيدا أن التهمة التي وجهت للقناة لا تتماشى مع توجهها ولا توجه مديرها الذي إن بحثت أجهزة الأمن في أرشيف إذاعة الوفاء التي كانت تنطق باسم ” الجيا ” ستجد ساعتها أنها قد حكمت بالإعدام على صاحب القناة وسيعرف أيضا الباحثون أن أمثال شلي وإخوانه كانوا يحاربون الإرهاب بصدور عارية في الوقت الذي كان البعض ماكثا في عواصم غربية وعربية ويتفرج متى تتسلم الجماعات المسلحة الحكم.
إن الاجراء الذي قامت به السلطات يصب في خانة دفع الناس إلى اليأس من الحلول السياسية والسلمية بل يقوض أي خطاب سياسي مسالم، ويقلل من إمكانية التوافق وتمتين الجبهة الداخلية التي لطالما رافع لها الجميع بالنظر للتحديات التي تواجه البلد كما إن مثل هكذا سلوك يكرس مفهوم أن هذه السلطة لا تفهم إلا بالقوة وإلا ما الذي يبرر إبقاء من رفع السلاح أمس حرا طليقا وعدم رفع أي قضية عليه، مقابل معاقبة منبر اعلامي لا يتحمل مسؤولية من يتحدث فيه.
أعرف أن البعض أصدر توجيهات بعدم استضافة مدني مزراق في المؤسسات الإعلامية بعد تصريحاته في احدى القنوات وتهجمه على الجيش ولكن مثل هذا التوجيه بقي في أركان وزارة الاعلام ولم تتواصل مع أي كان حتى وإن لم يكن من حقها ذلك ولا من حق أي أحد منع أي مواطن من تبني أي خطاب إلا القضاء الحر الذي يمكن أن يتابع الناس على تصريحاتهم أو تجاوزاتهم.
الإجراء تعسفي بكل المقاييس ولا يمكن تبريره وعلى السلطة الفعلية وحكام البلد أن يتداركوا مثل هذه القرارات التي تزيد في الاحتقان وتبعد البلد عن أولوياته الأساسية وتجعل البعض يتحالف مع الشيطان لوقف مثل هكذا استهتار بالقيم الأساسية للشعب وعلى رأسها حرية التعبير المكفولة ليس بقوانين الجزائر فقط وانما بكل القوانين الدولية والمواثيق الملزمة لحكومتنا.
إن مثل هذه الإجراءات التي لا ترتكز على أحكام قضائية رغم سهولة ذلك وامكانيته بالسرعة المطلوبة إلا أن استمرار استهداف رجال الأعمال والصحافة وكل من يرفع صوته رافضا للواقع الذي تعيشه البلد لا يمكنه أن يكون حلا بقدر ما يزيد الوضع تعفنا وأكثر تعقيدا وهو ما من شأنه أن يزيد صب الزيت على النار التي إن اشتعلت لا قدر الله فلا يمكنها أن تترك الأخضر واليابس من أجل قضايا ثانوية يمكن معالجتها بأشكال ودية.
حفظ الله الجزائر وشعبها.watan

اترك تعليقًا