كلمة الشيخ مصطفى بلمهدي في ندوة الامانة الوطنية للمرأة و الاسرة حول ” المحافظة على قيم الأسرة الجزائرية في ظل الاوضاع الراهنة ”
بفندق السفير يوم السبت 21 نوفمبر 2015
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه و من والاه
ايها الجمع المحترم مع حفظ الالقاب و المقامات
احييكم بتحية الإسلام تحية من الله طيبة فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ونفتتح هذه الندوة السياسية الفكرية معا، والتي تعقدها امانة المرأة والاسرة كندوة متخصصة، حول احد اهم الانشغالات التي تهم البلاد و العباد ومستقبل الاجيال فيها وهي :
• اولا: موضوع التحديات التي تواجه المنظومة الاسرية؛ سواء تعلق الموضوع بالرجل او المرأة او الطفل، وخاصة ما تعلق بالعنف المسلط على الاطفال، والتفكيك المسلط على الاسر، فصلاح المجتمع و استقراره من صلاح الاسرة و استقرارها.
• ثانيا: موضوع الحالة الهستيريا التي اصابت معظم الدول في الاستجابة للضغوطات الدولية في التقنين للمرأة والرجل، والعلاقات الاسرية، بعيدا عن مراعاة قيم الشعب وثوابته.
• ثالثا: موضوع فاعلية الاسرة، ومشاركتها في المناحي المختلفة للتنمية والاستقرار، والخروج من حالة الاسر المستهلكة الى حالة الاسر المنتجة.
أيها السادة ايتها السيدات
ان الجزائر تمتعت و اعتزت على مدار الزمان بشخصيتها الوطنية، التي كانت أحد عوامل مسيرة المقاومة الباسلة على الاستعمار ، و كانت هذه الشخصية دافعا رئيسا للثورة التحريرية ، وهي التي تشكل صمام أمان للانسجام الاجتماعي، والاستقرار الوطني.
بل ان شخصيتنا الوطنية، هي التي تجعل الشعب اليوم يقف مع قضايا التحرر في العالم، وعلى رأس القضايا؛ الوقوف مع فلسطين المظلومة دائما، ظلمت بالحملات الصليبية الارهابية، و ظلمت بالانتداب البريطاني الغدار، و ظلمت بزرع السرطان الصهيوني، و ظلمت بتهجير ابنائها في الشتات، وظلمت بالاستيطان الزاحف على حساب سكانها الاصليين، وظلمت بالمعاهدات المجحفة، و ازدادت اخيرا مظلمة بتدنيس مقدساتها و محاولة تهديمها، و فلسطين لم تكن يوما ظالمة، ونحن لا نقف مع الظالمين.
وأن الشخصية الوطنية تتحدد ملامحها التي نتحدث عنها اليوم في قضايا أساسية ، يتربى عليها الأطفال في الأسرة الصالحة ، الأسرة الحاضرة ، الاسرة الفاعلة، الأسرة المنتجة، الأسرة الأصيلة، الأسرة المنسجمة، الأسرة المطمئنة بإيمانها وأخلاقها، و مقوماتها، هذه الملامح تتمثل في انها :
1. شخصية ممتدة في التاريخ والحضارة، ومرتبطة بالحق والعدل ذات رسالة
2. شخصية عزيزة لا تقبل الذل والقهر
3. شخصية كريمة لا تبخل على الآخر
4. شخصية متسامحة لا تحقد
5. شخصية عاملة تكد وتجد، وتنتج وتفعل الخير
6. شخصية صابرة لا تتحول، ثابتة صامدة في وجه الفتن
7. شخصية متكافلة مع محيطها المحدود و الممدود
8. شخصية مطمئنة وغير عدوانية و ترفض العدوان و الظلم
9. شخصية تحب العلم وتسعى إليه، لأنها من امة اقرا
10. شخصية وطنية متماسكة لا تمارسها العصبيات المنتنة
11. شخصية حرة تثور لأجل الحرية، و الانعتاق و الانطلاق
12. شخصية منفتحة على العالم والانسانية، لأنها من رسالة الرحمة للعالمين
ولقد اصبحت معالم هذه الشخصية مهددة اليوم بأكثر من تهديد داخلي و خارجي، يقتضى منا الحوار والتفكير المسؤول، فالسؤال الملح بين أيدينا الآن هو :
• ماذا استفدنا من الأجندات الخارجية المتسلطة، غير عملية التدمير الممنهج للمقومات الرئيسة.
• ماذا استفدنا من الانخراط المرتجل، في المنظومات الوافدة، غير التبعية العمياء و الجري وراء السراب؟.
• ما ذا استفدنا من التنصل من قيمنا، غير تمرد اطفالنا في البيوت والمدارس و الجنوح نحو العنف.
• ماذا استفدنا من تضييع الاحترام للذات، غير مسلسل العنف الاجتماعي القاتل.
• ماذا استفدنا من التفرد الحكومي في القرارات الاجتماعية، غير غياب الثقة والتوجس من بعضنا البعض.
• ما ذا استفدنا من المتاجرة السياسية بالشخصية الوطنية، غير الانهيار في الجبهة الداخلية.
أيها السادة ايتها السيدات
ان هناك قضايا استراتيجية في البلاد، نتمنى إخراجها من التجاذبات السياسية، والحسابات الضيقة وعلى رأسها:
1. الانسجام الاجتماعي والوحدة الوطنية.
2. الأسرة والعائلة الجزائرية الأصيلة.
3. المؤسسات الاقتصادية الاستراتيجية.
4. الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير.
5. المدرسة والمنظومة التربوية، التي تؤسس لجيل المستقبل السليم.
ايها السادة و السيدات
ان حركة البناء الوطني؛ وهي تتشرف بمناقشة هذه الافكار، مع ثلة من اهل الخبرة والعلم والتخصص، لتحرص على ان يكون نقاشها هذا مع المجتمع ايضا، والانفتاح والتشارك بين مكونات الساحة الوطنية كلها، لأننا حريصون على جزائر الجميع.
ومن هنا نجدد دعوة الحركة الى فتح حوار جاد ومسؤول، حول قضايانا المستقبلية، لكي نزيل القنابل الموقوتة و المدسوسة من طريق الاجيال القادمة، ونحافظ على ارث نوفمبر الذي هو في الحقيقة مشروع مجتمع متكامل، يقوم على بناء دولة جزائرية، ديمقراطية اجتماعية، في اطار المبادئ الاسلامية ذات السيادة و لهذا:
وان الخصوصية الجزائرية في ارث نوفمبر تفرض علينا حماية ثوابتنا من الضغوطات المختلفة و الاجندات الخارجية.
فان الديمقراطية في ارث نوفمبر؛ تفرض على الجميع الحوار المسؤول، ثم الرضا براي الاغلبية من الشعب.
وان الاجتماعية في ارث نوفمبر، تقوم على تأمين دور ايجابي للدولة و مؤسساتها، في حماية المجتمع كله، ليس بالأكل والشرب فقط، ولكن بتحقيق الكرامة والهوية المميزة.
واما اطار المبادئ الاسلامية في ارث نوفمبر، فيعني أن كل ما خرج عن الاطار الاسلامي فالدستور يقف جدارا حاجزا في وجهه، لان نوفمبر هو مرجعية القوانين، ومرجعية مشروع المجتمع، ما دامت البلاد والسلطة، والمجتمع والدولة، اوفياء للشهداء و تضحياتهم
شكرا لكم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته