كلمة رئيس الحركة الشيخ مصطفى بلمهدي في مؤتمر الشباب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على اله و صحبه و من والاه
ايها الحضور الكريم
قيادات حركة البناء الوطني على المستوى الوطني و الولائي و المحلي.
ممثلو السلك الدبلوماسي و المؤسسات الرسمية.
رؤساء الاحزاب و المجتمع المدني.
رجالات الاعلام.
الاخوة و الاخوات.
معشر شباب الامة سر نهضتها و سواعد بنائها.
جنود الخفاء الساهرون على راحة المؤتمرين.
ايها الشباب نحييكم جميعا بتحية اهل الجنة و انتم برحمة الله من اهلها فتحيتكم فيها يومئذ سلام فالسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

تحية خاصة لمعشر الشباب فقد اخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أهل الجنة كلهم شباب ليس فيهم شيخ عاجز ولا طفل واله بل هم في عز عمر الشباب الذي يعرف معنى السلام و قوة السلام ويعرف كيف يحمي السلام بقوته، التي لا يستخدمها إلا في الخير، والبر والإحسان، والنفع العام، لدينه و وطنه و امته.
أيها الشباب خطابنا موجه الى الشباب لكن في حضرة الكبار اهل الخبرة و الحكمة والتجربة لقد بدأنا حديثنا عن السلام في هذا الزمن، الذي أصبح زمن الهيمنة والاستبداد، والظلم و الحرب والعنف، والإرهاب بامتياز.
وذلك لنعلن من هذا المنبر و أمامكم ان بيننا عهد دائم، يتجدد ولا يتبدد، وهو أننا ننشد إصلاح أمتنا والانسانية جمعاء، بما لا يفسدها،ولا يهدد أمنها وحريتها ، ولا يجرها إلى الحروب والانزلاقات، وذلك ما نسميه بالتغيير الآمن، والإصلاح المحمود العواقب، فالأمور ايها الشباب بمآلاتها، والاعمال بمقاصدها.
فقد نبه رسول الله صلى الله عليه وسلم امته من بعده، مبشرا و نذيرا، حول الاصلاح و الفساد فقال: “كما تكونوا يولى عليكم” اذا كان شباب الامة صالحا يحكمهم الصالحون و اذا كان فاسدا يحكمهم الفاسدون لانهم منهم.
وجاء في قصص القرآن ان سليمان عليه السلام لما مات واقفا و هو معتمدا على منسأته و بعد زمن خر على الارض فكان ذلك بسبب دابة الارض اكلت منسأته من الاسفل.

فاصلح ايها الشباب الاسفل تصلح القمم

وان اصلاح الأمة إنما يبدأ باصلاح الفرد والاسرة، فهما صلاح المجتمع، ومنه تنتج الحكامة الراشدة ،وتقام العدالة والرقابة المانعة للفساد.
وأول الفساد الظلم والاستبداد ؛والزور والربا؛ والرشوة والمحسوبية.
1. لان الظلم معطل للعدل وللحريات
2. والاستبداد معطل للتعددية والجماعية
3. والزور معطل للامن والرزق
4. والربا ارضة وسوس المنظومة الاقتصادية وجرثومتها
5. والمحسوبية والرشوة قاتلة لقيم العمل والمبادرات والابداع .

ايها السادة
ان حركة البناء الوطني وهي تنظم هذا المهرجان الشباني تحت شعار : “حماة الاستقرار و سواعد البناء” إنما تعني حركة البناء الوطني ما تقول: فالشباب صمام امان الوطن في محنته، وقوة العمل والتنمية في زمن العافية والاستقرار.

ولكم ايها الشباب قدوة في اسلافكم الذين حرروا الجزائر ، وقبلهم لكم نموذج في اسلافكم الذين فتحوا الاقطار، وهدوا البشرية الى الاسلام ، اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين احاطو به كالسوار بالمعصم، وحملو اخلاق الصدق، والبر والاحسان، و قيم العلم والعمل الى الناس مثالا.
ولكم ايها الشباب في اهل الكهف وحواري عيسى واصحاب موسى رموزا لا تنتهي، لانها تتغذى بالافكار، وتشرب من روح الايمان.

وهي اليوم تتجلى في شباب الانفاق، يصنع الانتفاضات المتتالية، ويرفع راس الامة عاليا ويحيي عزتها. “انهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى اذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والارض”.

ولكن ايها الشباب لستم وحدكم في هذا التدافع ، فلاهل المعاصي ايضا شبابهم، ولاهل الفساد شبابهم، ولاهل الباطل شبابهم، ولاهل المنكر شبابهم، ولاهل البلطجة شبابهم، ولاهل الشر شبابهم، وللارهاب شبابه، وللاستبداد شبابه، وهؤلاء لا ننظر اليهم اعداء، بل هم اخواننا في الانسانية، غلبنا عليهم الانحراف، وعلينا ان نقود اليهم قوافل النور، ونفتح معهم سبل الحوار، والله يهدي من يشاء، وانما نحن دعاة ولسنا قضاة، لكن في الاخير للجنة شبابها، وللنار شبابها، نسال الله الجنة وما قرب اليها من قول او عمل.

ولذلك ايها الحضور فاننا مدعوون اليوم إلى إتاحة الفرصة لهذا الشباب الحي الطموح، لكي يؤدي واجبه تجاه الوطن، ويفجر طاقاته في الخير، فيعصم نفسه من ان تفجره الجماعات الإرهابية، والاجندات المشبوهة في زرع الفتن، والانظمة الحبيسة في الافساد والاستبداد، الخائفة من الابداع و من الطاقات المتجددة وسط أمتنا، التي اصبح أبناؤها كالايتام على موائد اللئام، ونحتاج من أبناء الجزائر الذين عركتهم المحن، ان يصدروا لها الرحمة والمصالحة الوطنية، ويعلموها العفو والإحسان، ويرافقوها في العودة والنهضة، فان حوالك الليالي المظلمة مؤذنة ببزوغ فجر منير، وصبح مشرق، وقد قال الله تعالى : “ان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا”

ايها الشباب اننا نأمل فيكم ان تحولوا سنواتنا العجاف الى اعوام يغاث فيها الناس، بالخير والهدى، والبركة والحريات، والتعددية والحوار، والابداع والعلم والعمل، و هذا كله انما يتحقق بسواعد الشباب صاحب العزم الفتي.
1. أن تحولوا هذه السنة الى عام الاسرة الثوابتية، التي تقف في وجه مؤامرات سيداو، ومحاولات تبرير التدمير الاخلاقي في المجتمع تحت اسم الحريات المطلقة
2. أن تحولوا هذه السنة الى عام العربية بالوقوف في وجه الاجندات المضادة للغة الشعب الجزائري، لغة القرآن وإرث بن باديس، فانه لا حياة لامة القرآن الا بلغة القرآن و بعدها اللغات الأخرى
3. أن تحولوا سنة التضاد والمعادلة الصفرية الى عام المشاركة بين مكونات الوطن، وقواه الحية، فكل الطبقة السياسية حريصة على بناء الوطن، وبالمشاركة تتاح الفرص للجميع.
4. أن تحولوا هذه السنة الى عام الانكار على الفساد، ورفض التطبيع مع الفاسدين، فالعفو عن زمر الفساد؛ لا يعني تبرير جريمتهم، او التواطؤ معهم ضد الشعب الجزائري.
5. أن تحولوا هذه السنة الى عام الشباب، من اجل القيام بواجب الوعي بالتحديات، والتكامل لبناء الجزائر، والمساهمة في حماية الامة من مسلسل الانزلاق.
6. أن تحولوا هذه السنة الى عام فلسطين وقضايا الامة، فالانتفاضة تستمد قوتها من دعمكم، والشهداء يورثونكم امانة المقدسات، والامة تتطلع اليكم لصناعة مستقبلها وانبات النخيل في وسط غابات الغرقد.
7. أن تحولوا هذه السنة الى عام الحملات الجوارية والنفع العام، فالمواطن يحتاج لقمة العيش وتعليم الابناء، واليقضة الدائمة، والاخلاق القائدة، وانتم باذن الله الاقدر على ذلك لانكم تحوزون العلم والقوة والوحدة.

وحركة البناء هي منبر من لا منبر له، وشرف لها ان يقود الشباب مشروعها في المنافسة الشريفة، والمشاركة الصادقة، والعمل المتواصل؛ على اساس الفهم العميق، والاخاء الوثيق، والقرب من المواطن، والاهتمام بألم الامة من الحيط الى الخليج، فالنسور لا تحدها الاسلاك،و طير العقاب كان رمزا على راية صلاح الدين، لانه ينظر من اعلى ولا يسقط على الجيف.

ندعو الله ان يرزقنا الاخلاص في العمل لان الاخلاص سبب نزول التوفيق وشكرا لكم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اترك تعليقًا