إعلان الجزائر- تضامن شباني من أجل السلم والمصالحة ونبذ العنف والتطرف –

الجزائر في 9افريل 2016

إعلان الجزائر- تضامن شباني من أجل السلم والمصالحة ونبذ العنف والتطرف –

قال الله تعالى : واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا.. وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ومعصية الرسول…
تعيش الأمة الاسلامية في هذه المرحلة وضعا استثنائيا لم يسبق له في التاريخ الحديث، ، فاستهدفت في بنيتها الفكرية ونسيجها الاجتماعي كما في وحدتها السياسية والترابية ودخلت نفقا مظلما وفتنة عظيمة أصابتها في دينها و أمنها ومعيشتها، تكالب أعدائها عليها و اجتمعت عليها قوى الشر من داخلها ومن جوارها وخارجها ، فانتهكت حرمات أوطانها و استنزفت ثرواتها وسفكت دماء أبنائها وانتهكت أعراض نسائها و روع الآمنون وقطعت أرزاقهم ودفع بهم إلى جحيم الهجرة القسرية نحو المجهول.
ومثل هذا الحال ليستدعي من كل ذي عقل حليم وضمير حي و نظر متبصر، أن يستنهض في الأمة قوى الخير لتبث روح اليقظة وتنير عقول الناس بنور الحق والهداية الربانية، لتطوق بؤر الفتنة أينما شاعت وتحصن ما سلم منها من أجزائها حتى لا تلحقه العدوى، ولا مناص من أن يتبادر الخيرون من المصلحين والعلماء وأهل الفكر والسياسية لبعث حركية جديدة في الأمة ترفض الواقع المرير وترتقي بها إلى مسارات العلاج ومنافذ الخروج من المأزق الراهن.
إن القوى الشبابية الممثلة للاحزاب والجماعات والجمعيات والفعاليات الاجتماعية والفكرية والدينية، المجتمعة بالجزائر في التاسع من شهر أفريل عام 2016،
– إيمانا منها بمسؤولياتها التاريخية تجاه أوطانها في ظل ما تعيشه من غزو وتسرب للفكر التطرفي يستقطب عقول شبابها ويدفع بهم نحو منزلقات العنف والتدمير الذاتي لقدرات الأمة
– ووعيا منها بحساسية المرحلة التي تمر بها المنطقة التي أصبحت هدفا مباشرا لإدخالها في أتون الفتنة التي ألمت بالأمة في مشرقها حيث هدمت الاوطان وسفكت الدماء واستحلت الحرمات وأضحت بلادها ساحة حرب كبرى.
– وتعبيرا عن رفضها الكامل للمحاولات المتوالية للقوى التي تعمل على زعزعة استقرار الشعوب و تفكيك كياناتها الترابية والسياسية والاجتماعية وإجهاض مشاريع النهضة التنموية ومسارات المصالحة والوحدة.
– واعتبارا لتطلعات الشباب نحو بناء مستقبل آمن مستقر ومزدهر في ظلال الحرية والعدل والمساواة وفي كنف قيم التراحم والتعايش والتضامن المستمدة من الاسلام والموروث الاجتماعي والتاريخي المشترك.
فإنها تدعو إلى :
– نبذ كل أشكال العنف والتطرف بأي مسمى كان، وتحت أي مبرر ومنطلق، ومن أية جهة كانت، وعدم إلصاق هذه الظاهرة بالإسلام الحنيف دين الرحمة والرفق والتسامح.
– وقف الحرب واللجوء إلى السلاح في تسوية الخلاف بين أبناء الأوطان التي يتقاتل أبناؤها وتفعيل السبل السياسية والجنوح إلى السلم والحوار وحقن الدماء رحمة بالأبرياء من المستضعفين وصونا لمقدرات الأمة .
– رفض التدخل الأجنبي السافر في شؤون البلدان السيدة و وقف سياسات التأزيم عبر مواقف الانحياز والدعم السياسي المسلح لطرف على آخر، ووأد كل مساعي للتقارب والتصالح بين المتصارعين.
– تحصين الجبهة الداخلية عن طريق فسح المجال للحريات والممارسة الديمقراطية النزيهة وتثبيت العدالة والمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات، و الابتعاد عن سياسات الاستبداد في الحكم والرأي و احتكار السلطة والثروة لتيار أو حزب أو فئة أو جهة لوحدها دون غيرها.
– بناء عمل مشترك في مسار قصير ومتوسط المدى للتعاون الإقليمي بهدف التقريب بين الفرقاء وبعث المبادرات الشعبية نحو التصالح دعما للجهود الرسمية والهيئات الدولية الرامية الى حلحلة الصراعات التي تعيشها المنطقة.
• إطلاق سلسلة ندوات وملتقيات وطنية وجهوية لبحث سبل معالجة ظاهرة العنف و الإرهاب وكشف دوافعها وأسبابها و أبعادها وكذا سبل معالجتها في مقاربة شاملة يشترك فيها العلماء والسياسيون والاجتماعيون والاقتصاديون.
• التعاون في مساعي العمل الانساني في المناطق المتضررة أثناء النزاعات وبعدها تخفيفا عن مآسي الأبرياء ووقف الطريق أمام الجهات الأجنبية التي كثيرا ما تستثمر في هذه الحالات لبث سمومها وابتزاز ضحاياها.
كما بادرت القوى المجتمعة إلى إعلان مبادرة تشكيل كيان من القوى الشبابية بأطيافها القومية والاسلامية و بتوجهاتها السياسية والفكرية وبفئاتها الطلابية والنقابية تحت شعار:
التحالف الشبابي من أجل السلم والمصالحة ونبذ العنف والتطرف لدول شمال افريقيا والساحل،
يعمل على تحقيق الأهداف السالفة وتعزيز التعاون البيني والمشترك بين فعاليات الشباب والمجتمع المدني والاحزاب، ويوسع دائرة الشراكة للعمل في هذا الاتجاه نحو الشخصيات الدينية والسياسية والعلمية والثقافية ومراكز البحث.
وجرى اتفاق بين المجتمعين على هذه المبادئ والتصورات على إعلان هذه الوثيقة باسم اعلان الجزائر لتضامن قوى الشباب من أجل السلم والمصالحة ونبذ العنف والتطرف، وتشكيل النواة الأولى من الموقعين أدناه وتكليفها بمباشرة سلسلة اتصالات مع كل الفعاليات التي يمكنها الانخراط والمساهمة في المبادرة، على أن تعقد لقاءها التأسيسي وصياغة ميثاقها وأطر سيرها وبرنامجها في تاريخ لاحق وفي البلد الذي تراه مناسبا.
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله

اترك تعليقًا