مداخلة النائب منصور عبد العزير- حركة البناء الوطني- حول مناهج الجيل الثاني من إصلاحات وزارة التربية

مداخلة النائب منصور عبد العزير- حركة البناء الوطني- حول مناهج الجيل الثاني من إصلاحات وزارة التربية abdelaazizبتاريخ 17/04/2016 خلال اليوم الدراسي الذي نظمته لجنة التربية بالمجلس الشعبي الوطني.

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين السادة الحضور السلام عليكم ورحمة الله
في البداية أقول يتزامن ملتقانا هذا مع ويوم العلم ، وبالمناسبة نترحم على الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس رائد النهضة الجزائرية الذي كرس حياته للدفاع عن هوية ولغة وقيم الشعب الجزائري, هذا الشعب الذي بإمكانك أن تفقره وتجوعه وتجهله وتستعمره 130 سنة , ولكن ليس بإمكانك أن تسلخه عن هويته وعربيته وإسلامه لأنه لا يركع إلا لله ، كما قال الشيخ عبد الحميد بن باديس :
شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب
من قال حاد عن أصله أو قال مات فقد كذب”
أما فيما يتعلق بالإصلاحات التربوية فأتقدم ببعض الملاحظات حول مناهج الجيل الثاني :
أولا:الحجم الساعي للغات :
السنة الأولى متوسط : تتفوق اللغة العربية بساعة واحدة فقط
30-5 سا للعربية 30-4سا للفرنسية
السنوات الثانية والثالثة والرابعة متوسط :
نفس الحجم الساعي 30-4 سا للعربية و الفرنسية :
144 سا في السنة الثانية و الثالثة
135سا في السنة الرابعة
النتيجة : منافسة ومزاحمة الفرنسيةللعربية : للعلم لم يسبق لأمة أن سابوت بين لغتها القومية ولغة أجنية في الحجم الساعي إلا في الجزائر .
– ونتوقع رفع معامل اللغة الفرنسية بإرتفاع عدد ساعات تدريسها ، وهذا ما لم تعلن عنه الوزارة إلى اليوم وهذا أمر وارد جدا
– و إلا من كان يتوقع إستبدال الوزارة اللغة العربية الفصحة بالدارجة والعامية في السنوات الأولى والثانية إبتدائي ,إذا كل شيء ممكن في وزارتنا .
اللغة الإنجليزية :لا تحظى إلا بحجم ساعي قدره :80سا في السنة الأولى مقابل 144 سا للفرنسية أي ما يقارب الضعف ,
في السنة الثانية 112 سا للإنجلزية مقابل 144سا للفرنسية .
في السنة الثالثة 80سا الإنجلزية مقابل 144 سا للفرنسية .
في السنة الرابعة 105سا للإنجلزية مقابل 144 سا للفرنسية .
– علما أن اعداد الطلبة الملتحقين باللغة الإنجلزية في الجامعات يفوق أعداد الملتحقين بالفرنسية وهذا ما يجعل حجة الوزارة باطلة : والتي تقول أنها لا تستطيع رفع الحجم الساعي للإنجيزية لقلة الأساتذة .
– علما بان 94% من تعاملات الشبكة العنكبوتية هي باللغة الانجليزية و 4% فقط باللغة الفرنسية , و علما بان الفرنسيين انفسهم يتابعون دراساتهم العليا و البحوث العلمية باللغة الانجليزية , فهي لغة العلم و السياحة و التعاملات الدولية .
– ثم إن فرض الوزارة إجتياز المترشح لمسابقة التوظيف 2016 إختبار في مادة الفرنسية ، دونإمكانية الإختبار بينها وبين الإنجلزية يعد إغتصابا لحق الكثيرين ممن يتقنون اللغة الإنجليزية وإقصائهم من ممارسة مهنة التعليم , وهذا يأتي في إطار التدرج في فرنسة القطاع : من التدريس بالعامية , إلى مزاحمة الفرنسية للعربية في الحجم الساعي , الى فرض الفرنسية على الأساتذة الجدد , في إنتظار تسوية معامل اللغة الفرنسية بمعامل اللغة العربية, وفي إنتظار فرنسة التعليم الثانوي والمتوسط .
ثانيا : موضوع الهوية والقيم والثوابت :
1/- إلغاء الإنتماء للمحيط العربي الإسلامي : جاء في الصفحة 16 من المناهج : من فقرة عنوانها : “على صعيد ترسيخ الأصول الوطنية” ينتقل واضع المنهاج إلى فقرة أخرى عنوانها :” على صعيد التفتح على العالم” : إذا ليس هناك أدنى إشارة إلى الإنتماء إلى الوطن العربي الإسلامي وهذا يعني قطع الجزائر عن محيطها الطبيعي العربي الإسلامي وهذا لم يكن موجودا في المناهج السابقة .
2/- إلغاء مصطلح الإسلام من المنهاج : يدخل الإسلام المنهاج من باب “الموروث أو موروث الأمة ” ولم يشر إليه ولا مرة واحدة كدين للأمة أو الدولة ويرتب أخيرا في كل مرة يشار له فيها بلفظ دين وليس الإسلام وذلك بعد أن تذكر عناصر الموروث كلها
– كما جاء في الصفحة 21 باب القيم :”يتشبع بمعرفة واسعة لموروث الأمة في المجال التاريخي والجغرافي واللساني والثقافي والديني للأمة ” دائما الديني في الأخير .
3/- حصر القيم الوطنية في الجزائريتية
كما جاء في الصفحة 21 دائما :
” أول قيمة : يتعرف على مبادئ جزائريتهAlgerianité ) )” وهي كلمة تكررت في المنهاج وتذكرنا بشعار :” الجزائر فرنسية “و” الجزائر جزائرية ” في مظاهرات 11 ديسمبر 1960من أنصار ديغول ثم خرج الشعب الجزائري ليحسم في موضوع الهوية بشعار :” الجزائر مسلمة ” ، وكأن التاريخ يعيد نفسه .
الجزائريتية لا تعبر عن قيمة (ne determine pas l’ identité).
وليست معيارا قيمياce n’ est pas une valeure de mesure) )
حتى الأشجار جزائرية و حتى الحيوانات جزائرية وحتى البنايات جزائرية .
و في الاخير, شكرا على كرم الاصغاء و السلام عليكم و رحمة الله

النائب منصور عبد العزيز

اترك تعليقًا