المقاومة على طريق الاسراء والمعراج تنتصر

aqsa
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى : “سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله”
الإسراء رمزية عالية في مسارنا باتجاه القدس والمسجد الأقصى وقد كان الإسراء عمل خارج العقل والمالوف بل ضرب من الاعجاز لا يتحقق حتى مع العلم الذي وصلته البشرية اليوم ، وهو عمل في سرية لم يعلم بها أحد بل كان أمرا اختص الله به عبده ونبيه وخليله محمدا صلى الله عليه وسلم ، والاسراء كان باتجاه الأقصى وفلسطين التي كان الله قد جمع فيها لنبيه محمدا صلى الله عليه وسلم كل الأنبياء اجتماع العمل والتسليم ثم كان المعراج رحلة نحو الغاية الكبرى الله جل جلاله .
ومما ذكر الطاهر بن عاشور رحمه الله في الحديث عن الاسراء انه ” الإيماء إلى أن الله تعالى يجعل هذا الإسراء رمزا إلى أن الإسلام جمع ما جاءت به شرائع التوحيد والحنيفية من عهد إبراهيم عليه الصلاة والسلام الصادر من المسجد الحرام إلى ما تفرع عنه من الشرائع التي كان مقرها بيت المقدس ثم إلى خاتمتها التي ظهرت من مكة أيضا ، فقد صدرت الحنيفية من المسجد الحرام ، وتفرعت في المسجد الأقصى ، ثم عادت إلى المسجد الحرام ، كما عاد الإسراء إلى مكة ; لأن كل سرى يعقبه تأويب ، وبذلك حصل رد العجز على الصدر .
قال رحمه الله ” والمسجد الأقصى هو ثاني مسجد بناه إبراهيم عليه السلام ، كما ورد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ففي الصحيحين عن أبي ذر قال : قلت : يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول ؟ قال : المسجد الحرام ، قلت : ثم أي ؟ قال : المسجد الأقصى ، قلت : كم بينهما ؟ قال : أربعون سنة .
فهذا الخبر قد بين أن المسجد الأقصى من بناء إبراهيم ; لأنه حدد بمدة هي من مدة حياة إبراهيم عليه السلام ، وقد قرن ذكره بذكر المسجد الحرام . وهذا مما أهمل أهل الكتاب ذكره ، وهو مما خص الله نبيه بمعرفته ، والتوراة تشهد له .
والمقاومة اليوم تصنع انتصاراتها وثباتها خارج المالوف وخارج موازين القوة العادية ومقاييس الردع العسكرية وهي تسري في حفرها الانفاق واستكمال عدة النصر باذن الله وعلى امة محمد صلى الله عليه وسلم ان تتحمل معها تكاليف التحرير للمسجد الاقصى الشريف .والا تعول على الانظمة التي لت تحسن سوى صفقات البيع والتنازل عن المقدسات .

اترك تعليقًا