هذه رسالة موجهة لكل مسلم أدرك رمضان وهو في صحة وعافية, لكي يستغله في طاعة الله تعالى, وحاولت أن تكون هذه الرسالة في وسائل وحوافز إيمانية تبعث في نفس المؤمن الهمة والحماس في عبادة الله تعالى في هذا الشهر الكريم, فكانت بعنوان (عشر وسائل لاستقبال رمضان وعشر حوافز لاستغلاله).
ينبغي للمسلم أن لا يفرط في مواسم الطاعات, وأن يكون من السابقين إليها ومن المتنافسين فيها , قال الله تعالى: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} الآية (المطففين: 26).
فاحرص أخي المسلم على استقبال رمضان بالطرق السليمة التالية :
– الدعاء بأن يبلغك الله شهر
رمضان وأنت في صحة وعافية, حتى تنشط في عبادة الله تعالى, من صيام وقيام وذكر, وكان السلف الصالح يدعون الله أن يبلغهم رمضان, ثم يدعونه أن يتقبله منهم .
فإذا أهل هلال رمضان فادع الله وقل (الله أكبر اللهم أهله علينا بالأمن و الإيمان والسلامة والإسلام, والتوفيق لما تحب وترضى ربي وربك الله)(رواه الترمذي, والدارمي, وصححه ابن حيان).
– الحمد والشكر على بلوغه, قال النووي –رحمه الله– في كتاب الأذكار: (اعلم أنه يستحب لمن تجددت له نعمة ظاهرة, أو اندفعت عنه نقمة ظاهرة أن يسجد شكراً لله تعالى, أو يثني بما هو أهله) وإن من أكبر نعم الله على العبد توفيقه للطاعة, والعبادة فمجرد دخول شهر رمضان على المسلم وهو في صحة جيدة هي نعمة عظيمة, تستحق الشكر والثناء على الله المنعم المتفضل بها, فالحمد لله حمداً كثيراً كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه .
– الفرح والابتهاج, ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يبشر أصحابه بمجئ شهر رمضان فيقول: (جاءكم شهر رمضان, شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب الجحيم… الحديث. (أخرجه أحمد).
وقد كان سلفنا الصالح من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان يهتمون بشهر رمضان, ويفرحون بقدومه, وأي فرح أعظم من الإخبار بقرب رمضان موسم الخيرات, وتنزل الرحمات .
– العزم والتخطيط المسبق للاستفادة من رمضان, الكثيرون من الناس وللأسف الشديد يخططون تخطيطاً دقيقاً لأمور الدنيا, ولكن قليلون هم الذين يخططون لأمور الآخرة, وهذا ناتج عن عدم الإدراك لمهمة المؤمن في هذه الحياة, ونسيان أو تناسى أن للمسلم فرصاً كثيرة مع الله ومواعيد مهمة لتربية نفسه حتى تثبت على هذا الأمر ومن أمثلة هذا التخطيط, التخطيط لاستغلال رمضان في الطاعات والعبادات, فيضع المسلم له برنامجاً عملياً لاغتنام أيام وليالي رمضان في طاعة الله تعالى.
– عقد العزم الصادق على اغتنامه وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة, فمن صدق الله صدقه وأعانه على الطاعة ويسر له سبل الخير, قال الله عز وجل: {فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ}(محمد: 21).
– العلم والفقه بأحكام رمضان, فيجب على المؤمن أن يعبد الله على علم, ولا يعذر بجهل الفرائض التي فرضها الله على العباد, ومن ذلك صوم رمضان فينبغي للمسلم أن يتعلم مسائل الصوم وأحكامه قبل مجيئه, ليكون صومه صحيحاً مقبولاً عند الله تعالى: {فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}(الأنبياء:7).
– علينا أن نستقبله بالعزم على ترك الآثام والسيئات و التوبة الصادقة من جميع الذنوب, والإقلاع عنها وعدم العودة إليها, فهو شهر التوبة فمن لم يتب فيه فمتى يتوب؟، قال الله تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}(النور: 31).
– نستقبل رمضان بفتح صفحة بيضاء مشرقة مع :
أ- الله سبحانه وتعالى بالتوبة الصادقة .
ب-الرسول صلى الله عليه وسلم بطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر .
ت- مع الوالدين والأقارب, والأرحام و الزوجة والأولاد بالبر والصلة .
ث- مع المجتمع الذي تعيش فيه حتى تكون عبداً صالحاً ونافعاً قال صلى الله عليه وسلم: (أفضل الناس أنفعهم للناس).
هكذا يستقبل المسلم رمضان استقبال الأرض العطشى للمطر واستقبال المريض للطبيب المداوي, واستقبال الحبيب للغائب المنتظر.
كيف نستقبل رمضان
