مراقبون: تطوّر عمليات الانتفاضة وصل لمرحلة النوعية

منذ أن انطلقت انتفاضة القدس تتالت هجمات المقاومين الفلسطينيين وأوجعت الاحتلال في كل مكان، إلا أن الجزء الأعظم منها كان دون تخطيط مسبق ومدبر، فبعد عملية الاستشهادي نشأت ملحم النوعية، توالت الضربات القاسية التي نفذها الفدائيون ضد العدو، حتى أشعل عبد الحميد سرور الباص بالقدس، إلى أن أنهك الفدائيان مخامرة ليل (تل أبيب) قبل أيام.
سرعان ما بدأت وسائل الإعلام الصهيونية بالحديث عن ضربة نوعية ومنسقة ومعدٍ لها جيداً، ووصفت وسائل الإعلام الحدث بأنه فشل ذريع لأجهزة الأمن الصهيونية، التي فشلت في منع وقوع العملية.
ويرى المراقبون أن تطور العمليات الفدائية التي يقوم بها الشبان الفلسطينيون وصل لمرحلة النوعية، حيث أن العمليات الفردية من طعن ودهس ومواجهات مباشرة كانت الطابع الأبرز لأحداث الانتفاضة، إلى أن تطور وعي الثائرين ليوقعوا الصهاينة بين قتيل وجريح في عمليات نوعية مخطط لها مسبقاً، لتقف أجهزة الأمن الصهيونية عاجزة أمام هذا التطور النوعي.
تسلسل منطقي
وخلال حديثه لــ “موقع القسام” أكد الأسير المحرر أكرم سلامة المتابع للشأن الصهيوني إلى أن تسلسلاً واضحاً كان في نوعية العمليات التي ينفذها الشبان ضد الأهداف الصهيونية، مشيراً أن الانتفاضات السابقة خير دليل بدأت بالحجارة ثم إطلاق النار إلى أن وصلت للتفجيرات.
وأضاف سلامة أن الكيان الصهيوني يعلم جيداً أن عمليات الانتفاضة الحالية ستصل للنوعية خلال وقت قصير، معتبراً أن ما يحدث من عمليات نوعية هو الوضع الطبيعي لشعب مضطهد يرزح تحت الاحتلال، ولديه مقاومة تخطط لإيلام العدو.
ووصف سلامة عملية (تل أبيب) الأخيرة بالنوعية لأن الصحافة الصهيونية وعلى مدار ثلاثة أيام تحدثت عنها وعن المنفذين وشجاعتهم باختراق العمق الصهيوني، قائلاً:” مزيد من هذه العمليات النوعية ستربك حسابات قادة الاحتلال وخاصة بعد التضييق على مناطق الضفة إلا أن المنفذين نجحا في الوصول”.
واستكر سلامة التضييق المتعمد من قبل أجهزة أمن السلطة على عوائل شهداء العملية، ومشاركة أجهزة الاحتلال معلومات اختفائهم، وليس انتهاء بالمشاركة في حصار بلدة يطا لاعتقال من يشتبه علاقته بالعملية.
فشل الحل الأمني
في ذات السياق عقّب الدكتور فايز أبو شمالة الكاتب والمحلل السياسي على نوعية العملية الأخيرة في (تل أبيب) بالقول:” العملية رد فعل مقاوم، فالشعب الفلسطيني يبدع بوسائل مقاومته، ويخترق كل التحصينات الأمنية، فكل التكنولوجيا الصهيونية والـ 600 نقطة تفتيش المنتشرة لم تحل دون وقوع العملية”.
وبين المحلل أن العملية الأخيرة سبقتها عمليات أخرى تميزت بالجرأة والتخطيط المدروس في تنفيذها، مشيراً أن ذلك هو ما يربك الاحتلال حيث تأتيه الضربات من حيث لا يحتسب.
وأضاف خلال حديثه لــ “موقع القسام”، “هذه العمليات أجبرت رئيس بلدية (تل أبيب) أن يقول يجب أن نفتش عن حل سياسي فالحل الأمني لا يكفي لمنع وقوع هكذا عمليات، وجعلت الصحف الصهيوني تتحدث عن وجود عجز سياسي للحل مع الفلسطينيين”.
وأشار أبو شمالة أن العملية أجبرت وزير الحرب (ليبرمان) على القول بأن حياة المواطن الصهيوني أغلى من الأرض، متوافقاً مع حديث (بن غريون) قبل 60 عاماً، مؤكداً أن مثل هذه العمليات هي شريان الحياة للمقاومة الفلسطينية، وتدفع الشبان لمواصلة اشعال الانتفاضة.
وأوضح الكاتب أن الجمهور الصهيوني عاش ليلة عملية (تل أبيب) في حالة منع تجوال، ما أجبر رئيس البلدية لدعوتهم للعودة للحياة الطبيعية، متوقعاً أن مزيداً من هذه العمليات على فترات قريبة ستغير الخارطة السياسية لدى الكيان الصهيوني، وتبعث برسالة للعدو أن بقاءه مجرد وقت لا أكثر.
المصدر:موقع كتائب الشهيد عز الدين القسام84e83841a3e08df25dcb689422ccb2fc

اترك تعليقًا