إنما النساء شقائق الرجال بقلم حشاني الزغيدي

zaghidi
هناك كلمات حركت قلمي.. فالكلمات وحدها تحرك القلم الساكن، حين يصدر من المرأة المتحررة كلاما نشازا تضيق به النفس،وترفضه المرأة الإنسان صاحبة الفطرة السليمة. أن يوصف هذا الشريك بأمثال هذه التصريحات: “أنا سعيدة بنفسي دون هذا النصف، سيكملني ويكبلني”، وتزيد الحقارة والازدراء “إن ظلي خير من ظل الحيطة”. وحين تريد هذه المتحررة حبس فرحة برفض الستر، فمن منا لا يستبشر بستر بناته؟ فكم يطربني أن تنعم بناتنا في سكن الزوجية في ظل رجل صالح مؤتمن، وامرأة صالحة مؤتمنة فيهنأ بالمودة في بيت سعيد. إن هذا النموذج من النساء موجود في أوساطنا، عشن في بيئات خاصة محدودة مؤثرة، وأنهن يعملن جاهدات للخروج عن كل عادة ومألوف وتقليد موروث.

المرأة نصف المجتمع

تضيق المرأة المتحررة من هذه العبارة،بل تعد ذلك نقيصة أن توصف بهذا الوصف، فتشعر بالظلم والإهانة والتمييز، فتستنفر ترسانة من الهيئات والجمعيات والمنظمات ليعيدوا لها حقها المسلوب، وأن يعيدوا لها نصفها الضائع المنزوع.

إن بعضهن لا يحسن قراءة النصوص فيخطئن في أفهامهن؛ فهي قرأت النصف ولم تقرأ المجتمع، فالرجل لم يحظ بهذه التكرمة، ولم يوصف بها الوصف؛ فهو ليس نصف المجتمع إنما هو رجل، لكن المرأة توصف بنصف المجتمع، بما يتضمنه المجتمع من تنوع،و يتضمنه من خبرات، وما يتضمنه من قيم. ليتك سيدتي تعيدي القراءة إنه يكفي المرأة شرفا وقدرا أن القرآن الكريم أنصفك منذ قرون

النساء شقائق الرجال

لم أجد صورة بيانية أبلغ وأبدع من دقة تصوير القرآن الكريم لأعظم علاقة انسانية للزوجين، صورة في غاية الروعة والجمال {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم: 21).

إن الزواج قيمة اجتماعية، وضرورة فطرية لاستمرار الحياة لحياة؛ فحياة دون زوج أو زوجة أو ولد دون سكن أو حياة دون لمة أهل أو أنس رفيق تحسب حياة ناقصة فاقدة لروعة الحياة؛ فالمرأة والرجل رفيقان، أو حبيبان لا تنفك حياة أحدهما عن الآخر،فهما في تكامل يحفظ خصوصية كلا منهما، فالمرأة امرأة والرجل رجل، وإن الفطرة السليمة تحدث المرأة بهذا الشريك، فلو تأخر أو افتقد شعرت الفطرة الكاملة بالنقص، هي فطرة ولا داعي لإظهار الكمال المغشوش، فالمرأة كريمة في عيون الزوج،و أحسب بالمقابل أن الرجل كريم في عيون الزوجة فالمرأة شقيقة الرجل.

فيا أختاه أفيقي من نومك والبسي حلة الأمل، وتزيني بأجمل ياقات الرياحين، واكسري الأوهام فأنت زهرة الحياة. فلا صلاح يرتجى بدون المرأة الصالحة. لقد جاء منهج الله عز وجل في الحياة ليبني هذه العلاقة الإنسانية الراقية على الطهر؛ فالعلاقة تقرها الفطرة الإنسانية السليمة، لأن منهج الله يرفض حياة الغموض، ويرفض حياة الشذوذ، كما يرفض حياة المثلية التي أهدرت قيمة الإنسان.

إنه منهج أقام العلاقة على العدل فلم يهضم حقوق الطرفين. {وَلَهُنَّ مِثلُ الَّذِي عَلَيهِنَّ بِالمَعرُوفِ} منهج راعى الفضل في بناء هذه العلاقة فللرجل فضله وللمرأة فضلها فكيف بالمرأة صاحبة الخلق العفيفة الطاهرة تنسى فضل الزوج،إن صاحبة الطباع السليمة لا تنسى الفضل وترعى الود وتصون العشرة وكذلك الرجل صاحب المروءة يرعى الفضل؛ فكيف ينسى توجيه المصطفى صلى الله عليه وسلم “مَا اسْتَفَادَ الْمُؤْمِنُ بَعْدَ تَقْوَى اللَّهِ خَيْرًا لَهُ مِنْ زَوْجَةٍ صَالِحَةٍ”؛ فما أجملها من قاعدة تصان بها هذه العلاقة،قاعدة الفضل فحين ينسى الفضل تختل الموازين {وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ}.

اترك تعليقًا