الدان يدعو الطبقة السياسية للبحث عن سبل التلاحم والوحدة

شدد على ضرورة الابتعاد عن التراشق والخلافات

دعا الأمين العام لحركة البناء الوطني أحمد دان، الأحزاب السياسية والطبقة السياسية الوطنية على وجه العموم،الكف عن التراشق وتبادل الشتائم فيما بينها، والابتعاد عن الارتهان في الخلافات الحزبية الضيقة، وعلى الحسابات الانتخابية المحدودة، والبحث عن سبل التلاحم والوحدة في رؤية موحدة وشاملة.

وقال المتحدث أمس خلال تنشيطه لندوة صحفية بمقر الحركة بالعاصمة، إن الوقت الحالي يستدعى من التشكيلات الحزبية بمختلف توجهاتها الإيديولوجية إقامة تحالفات متنوعة من أجل الحفاظ على المكسب الديمقراطي من جهة والتصدي للمناورات الخارجية من جهة أخرى، مؤكدا في هذا الصدد أن تشكيلته الحزبية تدعو مجددا كل الأطياف بمختلف ألوانها الحزبية والعقائدية إلى التحالف في إطار تحالف وطني إسلامي بما يعود بالنفع على البلاد والديمقراطية في آن واحد، مشيرا إلى تلك السلسلة من الاتصالات مع الأحزاب الإسلامية والوطنية التي أقدمت عليها من أجل إيجاد قنوات التعاون فيما بينها، على الرغم من الاختلاف في بعض الأحيان، وهو أمر طبيعي حسب المتحدث.

وفي السياق، يرى الدان أن الاستحقاقات المقبلة فرصة سانحة لتكريس هذه التحالفات بين مختلف التشكيلات السياسية لحماية العامل المشترك الذي يجمعها، والمتمثل في حماية البلاد في المقام الأول والديمقراطية، مبينا نوع التعاون المقصود به، والمتمثل حسبه في التعاون على مستوى الرقابة، أو على البرامج، وعلى مستوى جمع التوقيعات الذي أصبح هاجس عديد الأحزاب عقب التعديلات الجارية على قانون الانتخابات، والذي يقر بأن الأحزاب المعنية بجمع التوقيعات التي لم تحصول في الاستحقاقات الانتخابية الماضية على نسبة 4 بالمائة للمشاركة بأريحية كبيرة في التشريعيات القادمة، وفي هذه النقطة بالذات، وفي رده على “الحوار” قال “الحركة لديها ما يكفيها من توقيعات، ويمكن لها حتى منح حصة منها للآخرين” مبديا ارتياحه الكبير من هذا الجانب، ويواصل حديثه قائلا على الرغم من أن قانون الانتخابات الأخير لا يبشر بالروح الديمقراطية، غير أن حركته لا تشعر بالقلق أو الخوف من جمع التوقيعات التي حددتها النصوص الجديدة للمشاركة في الاستحقاقات القديمة بحكم الانتشار الميداني لتشكيلته “التي تبنت خطابات ثوابتية وتنموية لاستقطاب الموطنين إليها بالرغم من العزوف عن العملية السياسية التي يقبع فيها الموطن الجزائري الذي لا يريد المشاركة في الفعل السياسي على حد قراءته للموضوع، وعليه أكد أحمد الدان أن حزبه يدرك جيدا أن التحديات الوطنية أصبحت من الخطورة بمكان، إلا ان الانتخابات القادمة ستكون فرصة هامة لإنتاج مؤسسات شرعية، تحوز من خلالها ثقة الشعب الذي هو فقط القادر على حماية الاستقرار، وحماية مؤسسات الدولة من التهديدات والمخاوف التي تحوم حولها عبر كامل تراب الوطن.

وأبدى الأمين العام لحركة البناء بالمقابل انزعاجه الشديد مما يمس الديمقراطية، معلنا تضامنه مع الطبقة السياسية التي تريد ان تحقق في الساحة السياسية خيار المنافسة السياسية الشريفة التي تبني الثقة بين الشعب ومؤسسات الدولة لبناء الجدار الوطني والوقوف في وجه المخاطر المحدقة بالجزائر، داعيا سلال تقديم “ضمانات وإجراءات ثقة” قبل اقتراب موعد الاستحقاقات المقبلة، مؤكدا أن تحقيق الانبعاث الاقتصادي والأمن الاجتماعي لن يكون إلا في ظلال رؤية سياسية جماعية لإيجاد حل للأزمة التي تزداد تعقيدا من يوم إلى آخر.

وكانت المناسبة فرصة للأمين العام للبناء، لتثمين مرافعة وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب من اجل البنوك الإسلامية على الرغم من فوهة الاختلاف الموجودة معه، إلا أن الشيء الظاهر بالفائدة على الجميع لا يجب التقليل به مهما كان مصدره، حسب هذا الأخير، الذي رافع من أجل التخلص من نزعة المحسوبية الاقتصادية و”شيطانه المال” في المنظومة الاقتصادية الذي هو بأمس الحاجة لتظفر كل الجهود للإقلاع بها للتخلص من التبعية الكاملة للريع البترولي.

وفي إشارة منه إلى التوترات السياسية والأمنية التي تتخبط فيها بلدان الجوار، أدن محدثنا، بشدة، حالة الإرهاب الذي أصبحت جغرافيتها تتوسع إلى مناطق كانت في وقت ما آمنة، غير أنها اليوم أصبحت مستهدفة، مما يستدعي إعادة النظر في استراتيجية الحرب على الإرهاب، وهذا باستنفار القوى الحية من العلماء والنخب، وكذا تحصين الشباب، وتجنيد الإعلام في معركة من اجل حماية امن الإنسانية، وليس للاستقواء به كما تفعل العديد من الدول والقوى الدولية، بما فيها الإسلامية منها، التي لا تزال سياسة التلاعبات الأجنبية والصراعات الطائفية تتحكم في خياراتها الكبرى، مشيدا بالمقابل بالدور الجزائري في المنطقة وبالخيارات الدبلوماسية لها المبذولة على الصعيد الإفريقي والعربي.

مناس جمال

اترك تعليقًا