بسم الله الرحمن الرحيم
مؤتمر الشيخين و المشاركة السياسية بقلم الأستاذ عبد الحميد بن سالم
كان مؤتمر الشيخين حدثا وطنيا بارزا ، ومحطة كبيرة في عمر الحركة ، نقلها الى مصاف الكبار، ووضع على كاهلها مسؤولية الحركة الإسلامية، وأمانة المنهج الذي أبدع فيه الشيخين فانقذ به الوطن من الفتن والحركة من الانحراف .
فقد كان مميزا بالحضور الكبير ، ومن الشباب خصوصا الذين غصت بهم القاعة ، جاؤوا من كل ربوع الوطن وبإمكانياتهم الخاصة وفي ضيافة إخوانهم ، في وقت يكثر فيه الحديث عن عزوف الشباب عن المشاركة السياسية ، ولكنها التربية الصحيحة والفهم السليم ،وسحر المنهج الذي تركه الشيخين .
وكان المؤتمر مميزا بالحضور القوي والمتنوع للأحزاب السياسية والجمعيات والشخصيات الوطنية سلطة ومعارضة جنبا الى جنب ، وكلهم يعبر عن منهج الشيخين بلغته وبفهمه، دون أن ينسى ذكر المصطلحات التي كان يعبر عنها الشيخ محفوظ نحناح عن حماية الدولة ووحدتها وعن الوسطية والاعتدال ونبذ الإرهاب والمشاركة الإيجابية والوطنية الصادقة وعن نصرة فلسطين ، ودون أن تمر عليه العبارتين أو الثلاث حتى يدلي بعبارات الثناء على حركة البناء الوطني والاعتراف لها على أنها النسخة الأصلية والوريث الشرعي لمنهج الشيخ محفوظ نحناح .ويعبر عن دعمه الكامل لها والتعاون معها بقيادة رفيق دربه الشيخ مصطفى بلمهدي، على نفس ما كانت عليه في حياة مؤسسيها الشيخ محفوظ نحناح والشيخ محمد بوسليماني.
ولم يكن هذا إلا بسبب تمسكها بالمنهج الصحيح والفهم السليم والقراءة المتأنية للواقع والرؤية الثاقبة للمستقبل
ولم تصل الحركة الى هذا التطور إلا بالجهد المبذول خلال أربع سنوات من العمل المستمر والعودة الجادة الى العمل التربوي والدعوي ، فكانت حملات ” قوا انفسكم وأهليكم ” وحملة “والذين جاهدوا فينا لنهديهم سبلنا” وحملة ” هذا من فضل ربي” ودورات التحفيظ التربوي ،ومؤتمرات شباب البناء ،والمخيمات، ومعاهد المعارف المقدسية ،والدعم المتواصل لأهلنا في فلسطين ،والنزول الكثيف والمستمر للقيادات الوطنية للولايات ،والملتقيات التنظيمية والفكرية للإطارات .كل هذا وغيره من الأنشطة الدائمة أحدث أثره الكبير في نفوس رجال الحركة ونسائها وشبابها على حد سواء ،وأثمرت هذه المنتوج الطيب للحركة ، لتعلن بعدها عن المشاركة الانتخابية في ظل مطالبة من كثير من أبناء الحركة بضرورة إكمال الجرعة التربوية ، شغفا منهم للاستزادة من التحصين التربوي وصقل النفوس جيدا ومراجعة الأخطاء التي حدثت أثناء الممارسة السياسية سابقا ، غير أن التقدير القيادي في تقييم استعداد الحركة ، والتقاط اللحظة المناسبة للمشاركة الانتخابية من خلال نظرة ثاقبة ،وبركة الشورى في اخذ القرارات والمواقف .والاستفادة من تجربة الحركة في الممارسة السياسة . كان كفيلا بأن يعطي هذا القرار زخما وتزكية في القاعة المكتظة بالحضور ، فكان المؤتمر ترسيما لمنهج الحركة في المشاركة السياسية ،وتزكية لرؤيتها ، ليضع حدا للمغامرة بهذا الموروث الثمين ، ويحفظ الحركة الإسلامية من الإنجرار وراء متاهات ومغامرات مجهولة العواقب.
لقد بدى للجميع في هذا المؤتمر ان حركة البناء هي صمام الأمان لمنهج الشيخين . وان المشاركة السياسية هو الموروث الحقيقي لمنهجهما ، وأن المشاركة السياسية ضمان للوحدة الوطنية وحماية الوطن ، وان القضية الفلسطينية وتحرير القصى واجب مقدس .
فالشكر لجميع من سعى وحضر ولبى الدعوة وحضر ، والشكر لرجال ونساء لا نرى إلا أثرهم وبصماتهم ، ولشباب أشربوا حب الفكرة وفهم المنهج فأبدعوا في خدمتها وتبليغها ونشرها . أملين ان تكون حركة البناء لبنة قوية في بناء صرح هذا الوطن وذخرا لأمتنا العربية والإسلامية .والله الموفق والهادي إلا سواء السبيل.” وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ”
عبد الحميد بن سالم 2نوفمبر2016