“وعي الطبقة السياسية قادر على حماية الجزائر من الإنزلاقات الأمنية”
كشف الأمين العام لحركة البناء الوطني أحمد الدان أن الجزائر محصنة من الناحية الأمنية رغم اشتعال حدودها على الجهة الشرقية بفضل وعي الطبقة السياسية و قوة الجبهة الداخلية كما أعتبر أن استقرار المؤسسات وخاصة مؤسسة الرئاسة يؤدي إلى استقرار البلاد .و من جهة أخرى أكد ذات المتحدث أن المشاركة في الانتخابات المقبلة يكون من طرف جميع الأطياف السياسية على اختلاف توجهاتها، من خلال الحوار الذي أجرته معه الجزائرية الأولى.
حاورته ” رانية رفاد
الجزائرية الأولى: تشهد الكثير من الأحزاب السياسية بعض المشاكل الداخلية و التي أثرت عليها بشكل مباشر، فكيف تصفون وضع حركة البناء الوطني من الداخل؟
أحمد الدان : حركة البناء الوطني هي حركة حديثة التأسيس لم تستكمل أربع سنوات منذ مؤتمرها الأول وهي حركة تعتبر أن مشروعها نوفمبري ومرجعيتها تنطلق من الثوابت التي أسس لها نوفمبر، ولدينا آلاف الشعب الجزائري ملتفين حولها، وتبقى محور نضال مستمر لان هناك قوى تحاول طمس نوفمبر باستمرار. وحركة البناء الوطني اليوم تتواجد تنظيميا على المستوى الوطني وتمارس رؤيتها الإصلاحية بالتعاون مع الآخرين وترفض المتاجرة والمغامرة السياسية على حد سواء وتعتبر أن هناك من يقتات من الأزمة في الجزائر ولذلك نحاول أن نكون طرفا في الحل لا طرفا في الأزمة. ومن هنا فإننا نعتقد أن المشاركة السياسية هي المنهجية التي تخدم الجزائر سواء في حالة الأزمة أو في حالة الاستقرار ولذلك جاء إعلاننا عن المشاركة في الانتخابات القادمة ضمن السياق العادي لرؤية الحركة ودعت الحركة الى شيئين هامين وهما: دعوة الطبقة السياسية إلى المشاركة والحمد لله لم يبق هناك أي تيار خارج المشاركة في اللإستحقاقات القادمة، وكذا الدعوة إلى تحالف بين التيار الوطني والإسلامي على أساس المصالح الإستراتيجية للبلاد ونحن في تواصل مع مجموعة من الأحزاب حول هذا الموضوع.
الجزائرية الأولى: أشهر معدودات تفصلنا عن الانتخابات التشريعية. فماذا حضرت حركة البناء الوطني لهذا الموعد الهام؟
أحمد الدان: حركة البناء كما قلت لك هي حركة إصلاحية لا ترى دور الأحزاب مقتصرا على الانتخابات ولذلك فتحضيرنا مستمر منذ مدة بالتواصل مع الشعب عبر آليتين هما : الأسر التي تمثل أصغر خلية في الحركة وهي تقوم بعمل جواري مستمر كما تؤدي الوظيفة التنظيمية والوظيفة الإصلاحية عبر تنفيذ البرامج والتكوين والتربية والتعريف والتواصل مع المجتمع، بالإضاقة إلى النزول المستمر لقيادات الحركة واقعهم بالشباب والأعيان وإقامة التجمعات والمؤتمرات في كل الوطن وكذلك تنظيم تجمعات شعبية كبرى سواء في موضوع الشباب أو المرأة أو من اجل نوفمبر أو فلسطين وكلها كانت على مستوى جيد من الناحية الشعبية. وأما على مستوى التحضير الخاص بالانتخابات فهناك تحضير مادي وبشري تقوم به الحركة مركزيا وولائيا وتحضير للقوائم نتشاور فيه مع المواطنين وداخل أطر الحركة وكذا التحضير سياسي نتواصل من خلاله مع الأحزاب السياسية والقوى الفاعلة من اجل توفير بيئة نجاح ونزاهة سواء للتنافس أو التحالفات لان الجزائر تحتاج لذلك.
الجزائرية الأولى: تشريعيات ستكون في ربيع 2017 أي لم يبقي عليها الكثير من الوقت مع ذلك تشهد الساحة السياسية الكثير من الانقسامات و الأنشقاقات داخل الأحزاب نفسها، مع وجود الكثير من التضيق من طرف السلطة، ما تعليقكم حول هذا؟
أحمد الدان: الانشقاق داخل الأحزاب السياسية هو ظاهرة متعددة الأسباب وليست بريئة دائما وللأسف لا تزال السلطة لا تقدر حاجة البلاد إلى أحزاب قوية وفاعلة ولا تزال العديد من الأحزاب أيضا لم تتخلص من الأنا الحزبي والرؤية التنظيمية الضيقة وهذا التضييق يدفع إلى انفجارات كلما توفرت لها أبسط المبررات وكل انقسام هو إضعاف للحالة التنظيمية حتى وإن كانت مبرراته مقبولة أو مشروعة. لان البناء التراكمي لحالة فكرية وسياسية وتمكين رؤيتها في قلوب الناس وداخل المجتمع ليس سهلا أن تقفز عليه خيارات هيكلية أو شخصية فعالم السياسة هو عالم الأفكار قبل الأشياء والأشخاص. ولذلك ستؤثر الانقسامات حتما على الانتخابات التشريعية القادمة إذا لم تعوض بتحالفات تستوعب العاطفة الشعبية باتجاه العمل المشترك وتوجهات الرأي العام نحو الفعل السياسي المسؤول.والسلطة اليوم مارست تضييقا على الأحزاب بشكل حاد سيتطلب بالتأكيد تعاونا للتغلب على العوائق التي تضعها الإدارة في وجه السياسة للأسف.
الجزائرية الأولى: في هذه الفترة يتم الترويج لفكرة العهدة الخامسة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من قبل بعض الشخصيات السياسية خاصة من الحزب العتيد، يكف ترى حركة البناء هذا الأمر؟
أحمد الدان: هناك محاولة لصرف النظر عن الانتخابات التشريعية التي هي الموضوع السياسي اليوم وعلى أساسها سترسم الخارطة السياسة المستقبلية للبلاد ولا بد أن تكون شفافة ونزيهة، ويجب أن تركز الطبقة السياسية وخاصة السلطة على الخطاب المشجع على المشاركة الشعبية الواسعة والبحث عن وسائل بناء مؤسسات قوية تنبع من الشعب وتستوعب النخب وتحصل على ثقة الشعب . وأما الحديث عن الانتخابات الرئاسية في 2019 قبل ثلاث سنوات فهذا الأمر يثير تساؤلات حول هذه التصريحات ويشوش على الانتخابات التشريعية والمحلية في الوقت الذي تحتاج البلاد إلى استقرار المؤسسات وخاصة مؤسسة الرئاسة التي يؤدي استقرارها إلى استقرار البلاد .
الجزائرية الأولى: هل ترون استقالة الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعيداني جاءت في وقتها المحدد ؟
أحمد الدان: استقالة سعيداني جاءت في سياق الوتيرة التي جاء بها إلى الحزب وفي نفس القاعة التي عين فيها أمينا عاما واعتقد انه لعب دورا سياسيا أي تقليدي وحاول أن يصنع ظاهرة حزبية تقوم على الجرأة الإعلامية التي لم تكن باتجاه الريح السياسي للمرحلة القادمة وهو ليس حالة شاذة لان مهري رحمه الله تكلم عن محاولة إخراج الحزب من بيت الطاعة ولم يستطع لان حزب جبهة التحرير ليس حزبا عاديا بل هو ركن في منظومة السلطة ولا يمكن أن يتأثر بذهاب مسؤول أو مجموعة قيادية .
الجزائرية الأولى: مختلف النقابات تشهد حالة من المد و الجزر مع الوزارة الوصية حول التقاعد النسبي فما هو موقفكم من هذا الملف؟
أحمد الدان: التقاعد النسبي حق عمالي وعلى الحكومة أن لا ترفع فشلها على حساب العمال ووضعهم في حالة إرهاب إداري سيحرم الدولة الجزائرية من عشرات الآلاف من الإطارات والكفاءات التي تكونت ثلاثين سنة في القطاعات الحساسة للبلاد وهذا تهديد للأمن الاقتصادي والتنمية ولابد من الحوار الواسع والهادي من اجل التعامل الإيجابي مع الملفات الحساسة في ظل الأزمة الاقتصادية.
الجزائرية الأولى: كيف سيكون مصير الجزائر بعدما تمت المصادقة على قانون المالية 2017؟
أحمد الدان: قانون المالية هو قانون أزمة وستكون له انعكاسات سلبية على الاستقرار ونحن ندعوا الحكومة إلى فتح حوار اقتصادي واسع يشرك الشعب في الوضع ويسهل له المساهمة في تجاوز مخاطر الأزمة من خلال الاستماع لصوت ورأي المواطنين والعمل بمقترحاتهم وإبعادهم عن حتمية الربا لان المواطن الجزائري لا ينخرط في منظومة الحرام ولا يضع أمواله في خدمة الاقتصاد إلا عبر وسائط حلال، فالشعب الجزائري شعب مسلم وقيم الإسلام هي التي يتفاعل معها والدستور الجزائري يكفل له ذلك. ولكن الحكومة فاشلة في الاستفادة من محيطها ومخزونها الشعبي.
الجزائرية الأولى: في ظل للوضع الذي تمر فيه الجزائر من ناحية الأمنية خاصة وعدم استقرار دول الجوار وجاء في أخر تقرير أمريكي أن الجزائر هي ثاني دولة ستسقط بعد موريتانيا كيف تقرؤون هذا سيدي؟
أحمد الدان: الربيع العربي أصبح مثل حصان طروادة والمظاهرات التي حصلت في المغرب هي حالة إستباقية لتنبؤات باضطرابات في المغرب ولكن النظام المغربي تعامل مع هذه الاضطرابات بما سيفوت هذه التنبؤات لان المغرب له تحالفات دولية تعمل على حمايته وأما موريتانيا فستكون الخيار الأمريكي المستقبلي وستكون قاعدة هامة للفعل الخارجي والتأثير الأمريكي في المنطقة ولذلك لا نتوقع أن تحدث انهيارات على مستوى منظومة هذه الدول لأنها لا تشكل حالة ممانعة مؤثرة ضد الأجندات الخارجية إلا أن أي اضطراب فيها سيؤثر على الجزائر لأن حدودنا الشرقية مضطربة وانتقال التوتر الحاد إلى الحدود الغربية والجنوبية سيجعل الجزائر في حالة حصار لا بد أن نفكر الآن في كيفية منع حصوله بتطوير حريتنا السياسية باتجاه أفريقيا وآسيا لان فرنسا تحتكر الموقف الأوربي والإساءة الفرنسية الأخيرة للسيد رئيس الجمهورية تعبر عن حجم الأحقاد التاريخية والابتزاز الاقتصادي لدى فرنسا وهي التي أدخلت ليبيا إلى الاضطرابات الأخيرة. والشعب الجزائري صار محصنا ضد التدخل الخارجي ولكن الاختراقات الممنهجة للنسيج الاجتماعي وللمنظومة الاقتصادية وحركة الإرهاب الذي سينزح من العراق وليبيا باتجاه الساحل الإفريقي كل ذلك سيؤدي إلى مخاطر لابد من بناء جدار وطني لمنع الجزائر من الانزلاقات المتوقعة والاستفادة من الروح الوطنية لدى الطبقة السياسية التي عبرت كلها عن المشاركة كخيار سياسي من اجل الجزائر.
الأمين العام لحركة البناء الوطني أحمد الدان لـ ” الجزائرية الأولى”:
