كلمة رئيس حركة البناء الوطني الشيخ مصطفى بلمهدي في تجمع عنابة يوم السبت 25 فيفري 2017 .

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه اجمعين .
القيادات الوطنية للاتحاد
القيادات الجهوية للاتحاد
ضيوف الاتحاد الكرام كل باسمه ومقامه
المجاهدون الذين يستبشر بهم الشهداء من خلفهم
ممثلو المجتمع المدني
رجال الاعلام الملتزمون بالصدق و الحقيقة
ايها الحضور الكرام
احييكم جميعا بتحية الاسلام و تحيته السلام تحية الملائكة للمؤمنين يوم الفوز العظيم
” إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ”
سورة فصلت الآية 30
وانتم ايها الحاضرون من اهلها بقض لأهله ادخلوها بسلام.
فالسلام عليكم و رحمة الله وبركاته طبتم وطاب مقامكم
وبعد.
من ربوع عنابة ازف تحية الاكبار والافتخار الى كل رجال ونساء الجزائر، الذين كدوا وعملوا، وصبروا و صابروا من اجل هذه الارض وشعبها ودينها، واصالتها ومستقبلها، عمال وعاملات الجزائر في كل مجال و في كل قطاع .
واخص بالتحية اولئك الشهداء من الاوائل، الذين أسسوا الاتحاد العام للعمال الجزائريين في 24 فيفري عام 1956، و الذي كان عبارة عن تشكيل كتيبة جهادية ضد الاستعمار، و كان صوتا صادقا للشعب الجزائري وثورته العظيمة، وحقوقه المشروعة وممثلا التضحيات العمال من اجل أمتهم وشعبهم .
ايها الحضور الكريم
ان هذا التاريخ؛ هو ايضا تاريخ تامين المحروقات عام 1971؛ يوم ارادت الجزائر أن تتحرر من استعمار الشركات البترولية، وابتزازها الجشع لثروات الجزائر بقطع الحبل السري لاستغلالها فقررت الجزائر تأميم النفط، وقاطعت فرنسا بترولنا، وقالت إنه بترول احمر تريد الحط من قيمته فقال لها الجزائريون أحمر لأنه ممزوج بدماء الشهداء استجابة لتحذير الامام البشير الابراهيمي رحمه الله عام 1962 في بداية الاستقلال في خطبة الجمعة بجامع كتشاوة في ندائه الى الشعب الجزائري.
“ايها الشعب الجزائري ان فرنسا خرجت من ارضكم و لم تخرج من مصالح ارضكم و لم تخرج من السنتكم و من قلوب بعضكم”
ايها السادة ايتها السيدات
اننا اليوم أمام تحديات تشبه تلك التحديات التي واجهتها الجزائر، يوم احتاجت الى عمالها، ويوم احتاجت الى سلاح النفط في معركة التحرر والسيادة .
وباسم الاتحاد من اجل النهضة والعدالة والبناء؛ ندعوا السلطة المحترمة إلى تحمل مسؤولياتها في الحفاظ على الوطن، كما ندعو القوى الحية الى المساهمة الايجابية في حماية الجزائر وسيادتها وثرواتها.
• ان حماية الوطن تبدأ اساسا من احترام العمال، واحترام تضحياتهم، وتمكينهم من حقوقهم، وايقاف مهازل الاعتداءات الاقطاعية على حقوق العمال، وقمع احتجاجاتهم بالعنف، لان الحوار حق نقابي، والعامل الجزائري اليوم، هو رأسمال الوطن، ولابد من توفير مناصب الشغل، وصناعة اقتصاد حي، ودعم المبادرة الاقتصادية المسؤولة، وقطع الطريق على اجندات الابتزاز الاقتصادي .
• ان حماية الوطن تبدأ من الخروج من عقلية البايلك التي كانت سائدة في عهد الاشتراكية، الى عقلية المواطن الصالح والمواطنة الفاعلة، وصناعة بيئة ايجابية في العلاقة بين الجزائري والجزائر، حتى يشعر الجزائري أنه في أرضه، وحقه وسيادته، وان رايه محترم، وصوته مسموع و مصون وخياراته معتمدة، وأنه مصدر الشرعية بحق ونزاهة وحرية، وأنه مكفول السيادة محترم الارادة، شريك في الحق والواجب؛ يتفاعل مع وطنه في السراء و الضراء بالتخلي عن عقلية “انتاع البايلك”.
• ان حماية الوطن تبدأ من التحرر من التبعية العمياء للنفط والمحروقات لأنها منحة ربانية لا ينبغي ان تتحول الى محنة، والتمكن من صناعة بدائل تنموية واقتصادية واجتماعية، لصالح المواطن والوطن، والتوجه الصادق الى نهضة زراعية تحقق أمننا الغذائي، وترقية صناعتنا الصغيرة والمتوسطة، وتسهيل الشراكة المنتجة ودعمها .
• ان حماية الوطن تبدأ من استخدام النفط ليس للأكل فقط، بل كسلاح في القضايا الكبرى والتوازنات الدولية.
فالأزمات التي تضرب الدول النفطية؛ تعطينا صورة عن حرب النفط ضدنا، واجتماع الجزائر الذي اوقف انهيار سعر البرميل يدفعنا للتفكير في دبلوماسية مؤثرة في القضايا الحيوية، وهي مسلحة بعلاقاتها النفطية لحماية مكتسباتنا الدبلوماسية، التي نتابع تراجعها في الساحة الافريقية بقلق شديد.
• ان حماية الوطن تبدأ من حماية المواقف المبدئية لثورة نوفمبر؛ بتجسيد الديمقراطية الحقيقية المنشودة التي نعتبر الانتخابات القادمة فرصة لها لاثبات النية في حماية الفعل الانتخابي، من التشويه والتحريف، وحماية المؤسسات المنتخبة، وتمكينها من اداء الدور المنوط بها، وحماية المنتخب سواء في البرلمان، او في المجالس المحلية من كل التعسفات، والشفافية الحقيقية في تسيير الثروة، والملفات الكبرى في حياة البلاد وحياة المواطن.
• ان حماية البلاد تكون بالكفاءات العلمية والتقنية والاقتصادية والسياسية الامينة، والخروج من عقلية الانا الحزبية و الانا القبلية والعشائرية والجهوية، والانتقال الى التوازن الحقيقي في اشراك كل ابناء الوطن حسب الكفاءة في التسيير، لان الاطار الجزائري اثبت كفاءته العالية في ثلاث مواقف هامة:
يوم ان خرجت فرنسا ووضعتنا امام الامر الواقع.
ويوم تأميم المحروقات وانسحاب الشركات الاجنبية بكل كوادرها.
ويوم ان هاجر الاطار الجزائري الذي اثبت كفاءته العالية، واصبح الاقتصاد الفرنسي يستفيد من الاف الاطارات، الذين يمكنهم المساهمة الايجابية في بناء الوطن وحمايته، فعلينا اعادة الاعتبار للإطارات والكفاءات الوطنية.
• ان حماية الوطن تكون باشراك جميع جهات الوطن في التنمية، بنقل التنمية وتوزيع فرصها في كل الولايات، شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، وتمكين المواطن من الخدمات الضرورية في عمله وصحته، وتعليمه وتجارته ونقله.
لأننا نتأسف حين نرى ولايات هامة في الجزائر ليس لها الا رحلات جوية محدودة، وفي اوقات متأخرة من الليل، كأننا نتصدق عليها او نعاقب مسافريها لأن بلادهم مترامية الاطراف فهل المساحة الجغرافية منحة لنا ام نقمة؟.
• ان حماية الوطن تكون باشراك المرأة بشكل فعال في منظومتنا السياسية والاقتصادية، فهي اليوم خريجة الجامعات، وسيدة في بلادها، وتمثل النسبة الاكبر من السكان، ولكننا للأسف نتحدث عنها فقط في الزواج والطلاق، ولا نراها سفيرة لبلادنا ولا والية ولا رئيسة بلدية، الا في النادر القليل ثم نتكلم عن حقوق المرأة في القوانين الدولية واكراهاتها، رغم ان القرآن قد سبق الكل في اقرار حقوق المرأة ومساواتها وعلينا اليوم تمكينها من دورها الايجابي في بناء الوطن وحمايته.
قال الله تعالى:
” وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ ”
سورة التوبة الآية 71
و قال تعالى:
” فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ”
سورة آل عمران الآية 195
و انتم ايها الحضور رجال و نساء و شباب القوة و الفتوة فالذين حرروا البلاد هم شباب و ارتفعوا شهداء و هم شباب عند ربهم يرزقون.
فانتم املنا في غد افضل فكونوا ايها الاحبة خير خلف لخير سلف صفا كالبنيان المرصوص في وجه التدخل الاجنبي.
طبتم و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
عنابة في 27 جمادى الاولى 1437 هـ
الموافق لـ 25 فيفري 2017 م

اترك تعليقًا