بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه.
ايها الحضور الكريم
سكان ولاية النعامة و ما حولها و امتدادها
قيادات الاتحاد من اجل العدالة و النهضة و البناء
المناضلون و المناضلات و الانصار و المحبون
سماحة العلماء و الدعاة حراس العقيدة الناشرون لمكارم الاخلاق
المجاهدون الاوفياء لعهد الشهداء و ابناء الشهداء
السادة ممثلو الاحزاب و المجتمع المدني
رجال الاعلام و الكلمة الصادقة الخامدون للفتن
الضيوف الكرام مع حفظ الالقاب و المقامات.
احييكم بتحية الاسلام والاخوة، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
طبتم وطاب مقامكم في هذه الربوع التي كان يدوي فيها زئير الشهيد لطفي رحمه الله، الذي نترحم عليه كما نترحم على العقيد الحواس والعقيد عميروش والشهيد الرمز مصطفى بن بولعيد والشهيد الرمز العربي بن مهيدي رحمهم الله جميعا ارتفعوا شهداء في شهر مارس الذين تعطر بهم هذا الشهر كما تعطرت بدمائهم ارض الجزائر، فاصبحت بحمد الله وفضله ارض الشهداء، ارض الامجاد و الوفاء.
ايها السادة
قبل يومين في 22 مارس مرت علينا ذكرى استشهاد البطل الشهيد القعيد احمد ياسين رحمه الله مؤسس حركة المقاومة الاسلامية في فلسطين وقائدها الذي لم يترك لنا سبيلا للقعود عن بذل الجهود فقد اقام الحجة الواضحة علينا جميعا بانه لاعذر لاحد في التخلف عن العمل المستمر من اجل الوطن والامة، ومن اجل فلسطين المباركة والاقصى الشريف و لا ننسى ان بجوار الاقصى حارتنا المغاربية وقف على سكان المغرب العربي يدوسها اليوم ارجاس اليهود، و وجب علينا ان نتعلم من احمد ياسين تفسير قول الله تعالى:
” انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ”
سورة التوبة الآية 41
وبعد ثلاثة ايام تحل علينا ذكرى استشهاد البطل الشهيد الشاب دغين بن علي المعروف العقيد لطفي، قائد الولاية الخامسة الذي استشهد يوم 27 مارس من عام 1960 على مرمى حجر من الاستقلال، وهو شاب في الـ26 من العمر رحمه الله وجميع الشهداء، الذين بفضل تضحياتهم العظيمة نحن اليوم ننعم بالحرية والسيادة.
و بين 22 مارس و 27 مارس عيد الأم التي أنجبت جيل الثورة و المقاومة فقد كرم الاسلام المرأة قبل الغرب منذ 14 قرنا؛ كرمها الإسلام أما وزوجة و بنتا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الجنة تحت أقدام الأمهات”
وقال “الزوجة الصالحة حسنة الدنيا” وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ
وقال :”الصالحات يشفعن لآبائهن يوم القيامة”
وقال الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله: “اذا علمت ولدا فقد علمت قردا واذا علمت بنتا فقد علمت امة”
وقال الشاعر حافظ ابراهيم:
الأم مــدرسـة إذا أعــددتـهـــا أعـددت شعبا طيب الأعــراق
وقد وددت في هذه البداية ان الربط بين المناسبتين لاجدد موقف الاتحاد من اجل النهضة والعدالة والبناء من قضايا هامة و أساسية:
1. ان دعم فلسطين ونصرتها جزء من برنامجنا الدبلوماسي وسياستنا الخارجية انطلاقا من عقيدتنا الاسلامية وانطلاقا من التزامنا بميثاق نوفمبر وانطلاقا من ان فلسطين نقطة محورية في الصراع الحضاري للامة الاسلامية ومركزا من مراكز التوتر العالمي الامس و اليوم ونتمنى ان نراها غدا مركزا لانهاء معاناة شعب منذ 70 سنة وعودة ملايين اللاجئين فاتحين في ربوع الارض وتحرر الاقصى المبارك الذي يتعرض لاشد حملات التهويد ولكن الله بالمرصاد.
” وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ”
سورة الانفال الآية 30
2. ان الاتحاد يدعو الى تجديد منظومة النظام العربي ليستوعب التحديات الراهنة والمستقبلية انطلاقا من مبدأ تحرير فلسطين التي لن تتحرر ما دامت دول جوارها كلها تعيش الفتنة ومصادرة السيادة وتهديدات القوى الاقليمية والدولية وتتخبط في وحل الارهاب والطائفية والتقسيم والتدخل الاجنبي وكل ذلك مرفوض و مرفوض.
3. ان الذي ادخل المنطقة العربية في هذه الدوامة؛ هو نفسيات الاحباط والعمالة، والخوف والانانية، والكيد لحالة المقاومة والتآمر عليها، وتهميش خيارات الشعوب، ونزعات التفرد والتسلط، والجبرية في الانظمة الحاكمة، لمنطقة طوق فلسطين ومحيطها، ولن تستطيع المنطقة ان تخرج من ازمتها الا بالمصالحة الداخلية التي تعيد للشعوب حقها في الاختيار، حتى تحس بوطنيتها المسلوبة، وتتحمل مسؤوليتها في اعادة الاستقرار على اساس وطني لا على اساس طائفي ولا مذهبي ولا فئوي.
4. ان الجزائر قد زرع الشهداء فيها بذور الوطنية في كل ربوعها وسقوها بدمائهم، واليوم نودع يوما بعد يوم جيل المجاهدين الابرار لان اصغر المجاهدين اليوم قد تجاوز السبعين عاما جعل الله البركة فيمن بقي فلا ننسى انهم كانوا حراس الوطنية التي نحمل امانة مشعلها الى شباب اليوم، شباب الفتوة و القوة ونوصيهم على وديعة شهداء الجزائر و اهميه موروث الثورة التحريرية الذي اكد بيانها على دولة اجتماعية ديمقراطية مما يجعلنا نؤكد التزام الاتحاد باستكمال مسار دولة اجتماعية والعمل على تمتين وترسيخ البعد الديمقراطي في الجزائر و حمايته حتى يشتد عوده باغتنام الانتخابات القادمة التي هي فرصة للتنافس الشريف.
5. ان الوطنية لم تتكون بقرار سياسي في الجزائر وانما تكونت الوطنية بتعاقب المقاومات الى ان تحقق الاستقلال، ولذلك فلا يجوز لنا ان ننسى موروث المقاومة الشعبية؛ التي نحن بين قطبيها الامير عبد القادر والشيخ بوعمامة رحمهما الله وامثالهم من المقراني والحداد ببلاد القبائل الى الشيخ آمود ببلاد التوارق، وكلهم كانت مقاومتهم اسلامية تنطلق من مرجعية الدين، وتقرن جهاد المصحف والعلم بجهاد السيف والبندقية الذين تخرجوا من المساجد و الزوايا، ومن هنا نؤكد على ضرورة حماية المدارس القرآنية من التلاعب و الحيل الدنيئة ونرفض ان ياتي لارض الشهداء مَن يزعم انه يعلمنا الوسطية وقومه يرعون و يدعمون الانقلابات على الوسطية، ويسممون تاريخنا و بسيئون الى الثورة بادعاء ان ديغول قد منح الجزائر الاستقلال، ويدوسون على دماء ملايين الشهداء و المجاهدون مازالوا احياء.
ايها السادة
ان هذه المناطق الشاسعة الرحبة التي مررنا عليها وحللنا بها، هي مناطق الكرم والجود و مناطق النجدة والشجاعة والوطنية والتضحية والصبر، ولكنها للأسف مناطق حظها من التنمية ما يزال بعيدا عن المستوى المطلوب، ولذلك نطالب من هذا المقام
• بان تكون في هذه المناطق ولايات منتدبة جديدة، ضمن الاصلاح الاداري القادم.
• وان تكون ايضا في هذه المناطق فرص اوسع للاقتصاد البديل عن النفط
• وان تكون فيها رعاية خاصة للثروة الحيوانية وللفلاح والموال، بالقروض والدعم والمرافقة الراشدة
• وان تحظى هذه المناطق بمرافق الصحة ورعاية المرأة والطفولة وتيسير فيها الشراكة والاستثمار الاجنبي الايجابي فليست مناطق للصيد و الترفيه فقط للأجنبي.
• و على هذا يناضل الاتحاد من اجل العدالة و التنمية و النهضة والبناء
ايها السادة
• ان الانتخابات التي نحن على ابوابها تنازعتها ارادتان، ارادة تسعى للمشاركة وتناضل من اجلها و ارادة تدعو للمقاطعة و الحمد لله انتصرت المشاركة على المقاطعة.
• وان الانتخابات تتنازعها ارادة العزوف وارادة الاقبال وعلى الله نعول ثم عليكم في مشاركة واسعة لاجل الوطن و لأجل توسيع دائرة الاصلاح و تضييق دائرة الفساد.
• وان الانتخابات تتنازعها ارادة التعددية النزيهة واكراهات الاحادية والمال الفاسد وفضائح الرشاوي، وثقتنا في العدالة ان تتخذ الموقف الحامي لارادة الديمقراطية النظيفة.
• وان الانتخابات تتنازعها ارادة الشباب في صناعة الغد وارادات تكره التداول وتكرس الاحادية وعلى الشباب مسؤولية الحضور والمشاركة والتأثير لانهم بناة المستقبل الواعد.
• وان الانتخابات تتنازعها سلوكات ادارية لم تتحرر من ممارسات الضغط على الساحة السياسية، امام ارادة شعب يريد الشفافية و النزاهة.
• وان الانتخابات نراها في الاتحاد فرصة للعبور الآمن نحو المستقبل، ويراها غيرنا فرصة للاستزادة من الهيمنة والتعسف
• وان هذه الانتخابات نراها هي الاسلوب السلمي للاصلاح والبناء والشرعية، في مواجهة مشاريع الارهاب والعنف، والتطرف والاهمال، والتدخل الاجنبي.
هذا التدخل الاجنبي الذي سلب سيادة امتنا العربية، وتواطأ الشرق والغرب فيه، فسوريا عرضة للتدخلات، وامريكا لم تخرج بعد من العراق و تريد البقاء، حيث صارت الامة كالقصعة يتداعى الاكلة على ثرواتها ليس من قلة اهلها فهم كثيرون ولكن بسبب الوهن، وضعف الارادة، وحب الدنيا، والتنافس على المصالح والمكاسب الزائلة، والدنيا كالظل ان تبعته و هو امامك لم تلحقه، وان اعرضت عنه سار وراءك، ولذلك فاننا ندعوكم لتجديد النية في الانتخابات، وجعلها من الجهاد بالنفس، فصوتك من نفسك، والله قال لنا جاهدوا بأنفسكم.
شكرا لكم والسلام عليكم ورحمة الله
النعامة في:26 جمادى الثاني 1437 هـ
الموافق لـ24 مارس 2017 م
كلمة الشيخ مصطفى بلمهدي في لقاء الاتحاد من اجل النهضة والعدالة والبناء في مدينة المشرية بولاية النعامة يوم 24 مارس 2017.
