التيار الإسلامي والحملة الانتخابية
ونحن على مشارف نهاية الحملة الانتخابية التي كانت فرصة لأبناء التيار الإسلامي لتقديم خطابهم في حلة جديدة ، وبلغة متجددة وقد استفادوا من مدرسة الحياة ، ومستجدات الواقع ، وتغيرات الساحة والمحلية والدولية ، وما يهدد الثوابت ويعصف بالاستقرار ويقضي على التنمية.
فخرجوا يتكلمون عن الإسلام بعقيدة أرسخ ، وعن الوطن والوطنية بحرقة أشد ، وعن الوحدة الوطنية والأمن الوطني بحرص أكبر ، وعن مستقبل البلاد بوعي أكبر. وأصبحوا اليوم يزايدون بلا فخر عن دعاة الوطنية المزيفون نصفهم أو يزيد، ويتصدون لدعاة التغريب جلهم ، الذين لم ينتجوا منذ الاستقلال الى التخلف والتبعية والفساد ، ولطالما ضحكوا على أذقان الإسلاميين وضعف حسهم الوطني.لحداثة ممارستهم السياسية ونقص تجربتهم ،وساهموا في تشويه صورتهم وتفتيت صفهم .
وهاهم اليوم أبناء التيار الإسلامي يتمرسون على السياسة وإكراهاتها ،ويفقهون معنى الاختلاف وتعلموا دروسا من الخلاف وسوء عواقبه ، وبدأوا يتلمسون طريق الوحدة وسب التقارب ومعاني الأخوة الجامعة ، وأدركوا أهمية المشروع والتحديات التي تواجهه ،وبدأوا يشعرون بضرورة تكاتف الجهود وتوزيع الأدوار إن على مستوى التنسيق الحزبي أو الكتل البرلمانية الفائزة . كل هذا بعيدا عن المشاكسات الحزبية التي تفرزها الحملات الانتخابية من طرف بعض صغار العقول والنفعيين والمأجورين والأغبياء . الذين يخربون بيوته ويشوهون مشروعهم ،ويجلدون ذواتهم، بالتهجم على إخوانهم. وإن كان لا بد من التنافس المحمود في تقديم أفضل الموجود من البرامج والرؤى “وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ” ولكن حده عرض أخيك ومصلحة دينك ووطنك ، وخدمة مشروعك .
عبد الحميد بن سالم
التيار الإسلامي والحملة الإنتخابية. ..للأستاذ عبد الحميد بن سالم
