النص الكامل لكلمة الشيخ مصطفى بلمهدي في افتتاح مجلس الشورى الوطني يوم 26 ماي 2017

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله و على اله وصحبه و من والاه

ايها الاخوة الاحبة
رئيس و اعضاء مجلس الشورى
القيادات الوطنية
قادة الاتحاد المحترمون
الضيوف الكرام
رجال الاعلام
احييكم بتحية الاسلام ..فالسلام عليكم ورحمة الله و بركاته
و نحن على مدخل رمضان ندعو الله ان نؤديه إيمانا و احتسابا وان يحقق لنا و لامتنا الرحمة و المغفرة و العتق من النار
ايها الاخوة
شاء الله ان ينعقد اجتماعنا الدوري لمؤسسة مجلس الشورى الموقر بعد احداث هامة في عمر الحركة حيث:
• تم انعقاد المؤتمر الاول للحركة في ظروف استثنائية وقد كنتم جميعا في المستوى المطلوب الذي عكسته الجاهزية لدى الولايات و عكسه المستوى العالي من الوعي و التربية لدى اعضاء المؤتمر كلهم مما اعطى المؤتمر صورة جمالية لدى الاخوة وانعكس ايجابا على ابناء الحركة وقواعدها الصلبة.
كما اعطى المؤتمر انطباعا للراي العام بالانسجام الكبير لدى ابناء الحركة والرؤية الواضحة في الاصلاح الاجتماعي المبني على التدرج والتربية والمشاركة الاصلاحية التي تحقق التعاون بين كل مكونات الوطن و اطراف الساحة السياسية.
• كما تمت مشاركة الحركة في الانتخابات التشريعية بتوفيق الله من خلال القوائم المشتركة للاتحاد من اجل النهضة والعدالة والبناء، وهي الانتخابات التي لم تسلم من التزوير ذلك المرض المزمن بل ان ولايات عديدة عُرض فيها على قوائمنا ان تشارك في التزوير وتاخذ نصيبها من اقتسام الاصوات المضافة الا اننا رفضا الانخراط في التزوير الذي لولاه لكان الاتحاد في مكانة افضل وكانت احزاب اخرى في مكانة اقل مما هي عليه الان ولكن الحلال احب الينا، فلا يمكن ان نحارب التزوير ونتبناه ونمارسه.
و رغم ذلك سنخوض الانتخابات المحلية ان شاء الله وقد استفدنا من دروس الماضي وسنتعاون مع كل محب للجزائر يخدمها ولا يقتات من ازمتها.
ومصلحة الجزائر عندنا هي البوصلة التي توجهنا لاننا اوفياء لشعبها المسلم الاصيل الكريم الذي احتضن الاتحاد و يستمر الاتحاد وفيا له.
• كما ياتي هذا الاجتماع –ايها الاحبة- ونحن نطلق عملية التحضير لقضية هامة هي الاتحاد من اجل النهضة والعدالة والبناء والذي اطلقنا اولى خطواته منذ نصف عام تقريبا واليوم وسعنا هيئته المديرة لانها ستتكفل بعمل اكبر بعد الانتخابات لتجسيد هذا الاتحاد واعداد له الرؤى السياسية والفكرية والتربوية والتنظيمية التي تنظم بنائه و اعماله بما يحقق الامال المعلقة عليه، ويتعامل بقوة مع التحديات المحيطة به، و يساهم في تامين مستقبل البلاد بقوة الحضور والتاثير والايجابية والامتداد العمودي بتنظيمه الجاد، و الامتداد الافقي بفضاءات خدمة الشعب والوطن ان شاء الله، و اعادة الروح الاخلاقية للممارسة السياسية والتوجه نحو الاصلاح العام الذي هو قضيتنا الاساسية
ولذلك فالاتحاد عندنا اكبر من ان يقاس بانتخابات او حكومة او موقف او منصب اومكسب لانه قضية وطنية سامية وعامة تتعلق بتوحيد التيار الاسلامي للنهوض بمبدأ الوفاء لشهداء نوفمبر رحمهم الله وحماية ذاكرتهم الطاهرة من الفساد السياسي والاجندات الاستعمارية المتربصة والعمل مع الشعب لتحقيق طموحاته.

ايها الاخوة
• اننا في هذا اللقاء نود ان نسجل جملة من الملاحظات التي نراها هامة في المرحلة الراهنة
ان الاسئلة التي تطرح علينا وعلى الجميع الان هي :
• هل نبقى نتفرج على الجزائر في ازمتها ؟
• هل نترك الجزائر للاطماع الخارجية والاهمال الداخلي وغياب الرشد في الحَوْكَمَة التي عليها مدار الاصلاح؟
• هل تملك القوى الوطنية امكانية التغيير الآمن في البلاد ؟
• هل سنتمكن في المستقبل –بجهود المخلصين- من صناعة قاعدة حكم اوسع بمواصلة النضال؟
• ام سيتمكن الياس السياسي من المصلحين بعد ان تمكن الياس من عامة الشعب و دفعه الى المقاطعة و القعود عن تادية الواجب؟
• لقد كنا نامل ان ندخل رمضان والجزائر في توبة عامة وتوبة سياسية على الخصوص من خلال حماية السيادة الشعبية من خلال احترام حقوق المواطن في الاختيار الحر والنزيه.
ولكن للاسف طاف طائف على حرمة الصناديق بسيل من الاوراق المشبوهة اغرق الحقيقة الانتخابية في زيف المشاركة بسبب من ضل سعيهم السياسي وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا.
لان المشاركة الواسعة تكون بإجراءات الثقة المسبقة والجزائر في حاجة اليوم اكثر الى ان تتاح الفرصة للجميع للمساهمة الحقيقية في بناء المستقبل الآمن للوطن والمواطن
• اننا نشعر –ايها الاحبة- ان وطننا مريض مرضا مزمنا يحتاج الى علاج مزمن، ويعاني ازمة اقتصادية حادة ومضرة بيوميات المواطن ومرهقة للسيادة الوطنية والقرار الحر.
• وطننا يعاني ازمة لها انعكاسات على الاخلاق العامة و على ثقافة المؤسسات.
• وطننا يعاني ازمة لها تأثير في نظرة المحيط الاقليمي والدولي الينا.
• وطننا يعاني ازمة تحب بعض الاطراف اطالة عمرها لانها تعودت على الإقتيات من الازمات والاصطياد في المياه العكرة.
• ازمة تتعدى الحاضر الى المستقبل وتتعدى الحكومة الى كل المنظومة الوطنية وقطاعاتها الاستراتيجية في التربية والمالية والامن الغذائي
• ان الجزائر تكتنفها العديد من التحديات وتفرض عليها الاجندات الدولية والاقليمية اكراهات جديدة ومتتالية تعمل على اعادة ترتيب موازين النفوذ في منطقتنا.
• وعلينا جميعا الوعي التام المتجدد واليقظة الوطنية المستمرة لمواجهة هذه التحديات والتعامل معها بما يحقق مصالح البلاد ويحمي استقرارها.
• ان رمضان –ايها الاخوة- فرصة امام الدولة الجزائرية للتوسع في التضامن الاجتماعي وتحرير مبادرات المجتمع لنشر ثقافة التكافل والتضامن واخراجها من قفة رمضان الهزيلة شكلا ومضمونا، وحماية قيمة الدولة الاجتماعية التي نص عليها نداء نوفمبر وهي جزء من امانة الاباء المؤسسين للثورة و هي جزء من عهد الشهداء رحمهم الله.
• ان رمضان فرصة لرفع منسوب الانسجام الاجتماعي، وتمتين الجدار الوطني وترقية عوامل الوحدة الوطنية من خلال تحمل الحكومة لمسؤولياتها تجاه حرمة رمضان من خلال تحمل وسائل الاعلام مسؤولياتها بالمساهمة الاعلامية في تعميق الحس الوطني والحس الديني والايماني لان رمضان ليس موسما للنوم والترف بل رمضان لرفع منسوب الايمان والفتح والجهاد.
• ان رمضان شهر الفتوحات والانتصارات والمقاومة والتحرير في امتنا الاسلامية وتاريخها القديم والحديث، ونحن نسجل بافتخار دعمنا للشعوب المقاومة للاستعمار كيفما كان شكله و لونه، مثلما نُدين التدخل الاجنبي، والانقلابات على الشرعية والفتن الداخلية والصراع الطائفي وحروب الوكالة.
• ونرفض من يصف المقاومة بالإرهاب او يصف الوسطية والاعتدال بالتطرف و نرفض املائات الاستكبار العالمي على امتنا.
• ان رمضان فرصة للتضامن مع اشقائنا الذين تتجاذبهم الفتن من فلسطين الى مصر ومن سوريا الى العراق ومن ليبيا الى اليمن، وهذا التضامن لا نقرأه في حركة البناء من زاوية الصدقات والتعاطف بل نقرأه من مسؤولية الحكومة ان تبادر الى قيادة عمليات تضامن تحفظ كرامة اشقائنا وتعيد للجزائر دورها في المحيط الاقليمي بما يحمي المستقبل لاجياله.
• وان مقاربتنا اليوم للتعامل مع الفتن التي احاطت امتنا ليس بتبادل التهم وانما بالتوجه نحو مصالحات وطنية تتجاوز الجراح لانها هي الحل الوحيد ولكن يجب ان يذهب الى الحل الجميع باقل التضحيات والخسائر وهو ما يتطلب الشجاعة من مختلف الاطراف.
وننتظر من الدبلوماسية الجزائرية ومن السيد رئيس الجمهورية ان يكون للجزائر الدور الاوسع والاكبر في تصدير المصالحة الوطنية من اجل التخفيف على شعوب شقيقة كانت نعم السند للجزائر في ثورتها وفي محنتها.

طبتم ايها الاحبة و طاب مقامكم و اجرى الله الخير على ايديكم
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المقر الوطني في 29 شعبان 1438 هـ
الموافق لـ 26 ماي 2017 م

اترك تعليقًا