رمضان شهر المقاومة بقلم الأستاذ احمد الدان

رمضان شهر المقاومة
المقاومة مذهب وسطي متجدد في عدة شعائر؛فرائض ونوافل، ورمضان شهر المقاومة لشهوات البطن والفرج وتخليص للنفس والمجتمع من الارتباط باحتياجات الجسم الى الارتباط باحتياجات الروح لانها الطاقة الحقيقية للمقاومة وزادها الصبر والقرآن او الثبات والذكر.
والاسلام لم يأت للعدوان كما لم يات للاستسلام والتبعية بل جاء للحياة المستقرة الواقعية التي ينتشر فيها الخير ، فان اصابها التهديد كان على المسلمين المقاومة للتهديدات الداخلية مثل الطغيان والظلم والفساد لانها مظاهر ان عمت اخذت الامة كلها حتى ولوكان فيها الصالحون لان التطبيع العام مع الفساد مؤذن بالخراب ، او الخارجية مثل أي العدوان على امن الناس وحرياتهم لانه سيكون اكراها يجب ان يقاوم قبل ان يقع لعسر رفعه ان وقع ولذلك قيل المنع اولى من الرفع والازالة والمنع مقاومة في الاساس .
قال الله تعالى” فاستقم كما امرت ومن تاب معك ولا تطغوا انه بما تعملون بصير ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من اولياء ثم لا تنصرون ”
وهذه الاية تعطي اصل في الوسطية المقاومة فالمنهجية الوسطية لا تسمح بالانخراط في تاييد الظالمين ولا تسمح يالطغيان تحت اي مبرر، بل يجب البحث عن ادارة مختلفة تتحرر من ثنائية الركون والطغيان وتخرج الى سعة الاستقامة التي امر الله بها والتي مدارها على حفظ المقاصد الكلية للانسانية وتامين الحرية بالعدالة وحراسة الامة لكيانها بالعمل الصالح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر اي باقامة الحق ونشر الخير وتحجيم الفساد بالاصلاح
ومذهب الاستقامة مذهب مساعد على الخير منكر على الباطل لايعتدي ولا يستسلم بل يقاوم ويجدد بدائل العمل التي تبني ولا تهدم تنفع ولا تضر تصلح ولا تفسد ، وكلما كانت السواد الاعظم او الجمهور او الراي العام في عمومه معبأ بالاستقامة على الوسطية ضمرت الاعضاء المتطرفة لانها لابيئة لها ، ولكن حين الظلم دون مقاومة او قبول الانحراف تتشكل بيئة الفساد ولذلك كان رمضان بيئة المقاومة العامة والطوعية لمظاهر الفردية والانانية والبخل بمشاريع النفع العام

اترك تعليقًا