شهر رمضان وعاء الوحدة بقلم نائب رئيس الحركة الأستاذ أحمد الدان

شهر رمضان رمز متعدد الدلالات على الوحدة النابعة من التوحيد ولذلك قال الله تعالى فيما روى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما عن ربه ” الصوم لي” بل جعل للصائمين بابا خاصا هو الريان يدخلون منه يوم القيامة الى الجنة .
وقد جعل الله الصوم عبادة الامة الاكثر توحيدا لها لانها تكون لزاما في زمن معين وشهر واحد وعلى الامة كلها خلافا لما سواها من الاركان ، بل لا تقبل نافلة تزاحمها من جنسها .
ومدار العقائد على توحيد الله تبارك وتعالى . ومدار العبادات هو توحيد الامة المؤمنة بوحدانية الله لتكون مركزا للانسانية في نشر الرحمة التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم ” وما ارسلناك الا رحمة للعالمين” ومن اراد نشر غير الرحمة في العباد لم يكن على الصراط السوي والمحجة البيضاء ، ومن احتكر الرحمة لم يكن على الهدي النبوي الكريم.
ولا تقوم الامة بالبلاغ المكافئ للرسالة الا بالاتجاه المستمر نحو الوحدة والاتحاد والتخلص من الفرقة والانقسام وبالحفاظ على الروح الجماعية الوحدوية ما دامت قائمة ، والعودة اليها عند انفراط عقدها بما تعنيه اهمية الوحدة شكلا وموضوعا ؛كما وكيف؛ شعارا ومضمونا ؛هيكلا ومنهجا.لان الوحدة وعاء الرسالة والجماعة دثار المنهج وشعاره .
واول الوحدة في رمضان قوة الثقة اذ برؤية رجلين للهلال تصوم الامة كلها وتفطر فان غابت الثقة اهتزت اركان الوحدة وشذ الافراد وابق اصحاب الدوران حول الذات عن عموم الامة .
ثم دخول الناس في امساك عن الشهوات علامة للتنزه الذي تقوم عليه الوحدة لان الاجتماع على الشهوات ممكن فالذباب يندفع كله على قطرة من إدام تيقط على التراب.
ثم يحمي رمضان تلك الوحدة من المهددات بالعافية فلا رفث ولا فسوق ،ومن آذاه غيره كفاه ان يقول اني صائم ويحتسب الاجر عند الله سبحانه.
وكانت صور التراويح تجتمع فيها الامة على القرآن ايحاء بالضرورة الى ان يرى الناس مظهر الوحدة ويشاركوا فيه وهو يحقق الالتفاف على قراءة القرآن وراء امام واحد تطوعا ونافلة وحبا .
ثم يكون القيام بالليل اتماما لجهاد النهار بالصوم وهو رسم الامة الواحدة امة صابرة بالنهار وقائمة بالليل مستعدة تعبر عن الجاهزية في صفوف متراصة وراء امام يقودها الى الله .
ثم في رمضان رمز آخر لتلك الوحدة ان يتشارك الغني مع الفقير جوعه ثم يتقاسم معه طعامه ويأخذ مثل اجره ولا ينقص من الاجر شيء فتزول من النفوس الضغائن وتنتهي من المجتمع الفوارق وذلك اصل في الوحدة النفسية.
ثم في رمضان يتساوى الناس في فرصة الرحمة والمغفرة والعتق مم النار ولكنهم يتنافسون في تحصيلها ، ويتسابقون في البحث عن ليلة القدر المباركة لان الوحدة عمل وليس تواكل والوحدة انجاز من اجل انجازات العمران والعبادة وليست نهاية مطاف وانما رمصان يرمم ما يحصل من تصدعات في جسم الامة خلال الاشهر الاخرى .
وان كانت هذه اشارات حول الوحدة نأخذها من رمضان المبارك الكريم فغيرها يكثر بالتتبع . ولكن الدرس الواجب في حقنا جميعا ان نبحث عن اسباب الفرقة فنزيلها وعن عوامل الوحدة فنغذيها بالعمل والتواصل
وليس يصلح للمشروع الاسلامي في هذا الظرف الخطير وخاصة عندنا ان يبقى اجزاء لا رابط بينها او ان يفتخر كل بمقامه ويعتز بالانكفاء على نفسه ومجموعته ، او يفاخر بامجاد تاريخ مضى صنعها الاجتماع والاتحاد وضيعها الانقسام والتصدع ، او يزهو في الدوران بين اشجار بستانه كصاحب الجنة يظن نفسه اكثر اموالا واعز نفرا .
اننا كل من موقعه مطالبون بان يكون لنا جهد في الوصل لما انقطع واصلاح ما فسد والا نخدش باللوم وكثرة العتاب وجه المحبة الإيمانية والاخوة في الله والوحدة على عهد طاهر كان له نور ارادت افواه الحساد ان تطفئه بالنفخ وما علمت ان نور الوحدة كجمر يتقد بالنفخ ان شاء الله من جديد.
قال الله تبارك تعالى” يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم والله متم نوره ولوكره المشركون “

اترك تعليقًا