خواطر قرآنية 5 للأستاذ سعيد نفيسي الأمل الأكبر

#خواطر_قرآنية_لسعيد_نفيسي 5
(وبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات ان لهم جنات تجري من تحتها الانهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل واتوا به متشابها ولهم فيها ازواج مطهرة وهم فيها خالدون) .
الحياة الدنيا قاعة امتحان كبيرة عما قليل ستغلق يعطي فيها الله من أفضاله من يحب ومن لا يحب.
أما الاخرة فدار جزاء لا يجزل فيها الله العطاء الا لمن يحب.
وفي دار الامتحان هذه قد يحرم المؤمن بعض لذاتها وقد تتوالى عليه صنوف الابتلاء وصور الالم ويحال بينه وبين ما يشتهي. وربما رأى ما حرم منه يساق الى صعاليك من حوله فيأكلون ويتمتعون ويعربدون وهم مع ذلك لا يحنون ظهورهم للمنعم عز وجل.
هناك يتذكر المؤمن ان الدنيا ساعة مهما طالت فيهي قصيرة وان (الدار الاخرة لهي الحيوان) وان بعد عسرها يسر عظيم وبعد مشقتها نعيم مقيم سيصبح كل ما يراه من متع الدنيا مجرد غرور واوهام تافهة ‘ فيرنو ببصره الى الغد القريب حيث ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
فيصيح من اعماق قلبه واشوقاه الى الجنة حيث لقاء الاحبة ومعانقة الصحب الكرام والورود على الحوض وتكحل العين برؤية القدوة والشفيع محمد صلى الله عليه وسلم.
ويرتفع منسوب الشوق حين يتذكر رؤية الله الكريم الودود العظيم.
حينها يصير الحديث عن المتع الحسية التي أعدها الله لعباده الصالحين من ثمار الجنة وانهارها وحورها حديث عن متع إضافية مقارنة بسابقتها.
إن اليقين في موعود الله لعباده (الذين امنوا وعملوا الصالحات) هو مفتاح الامل الاكبر الذي يحرك اهل الايمان الى دوام العمل الصالح والتمرد على شهوات الدنيا التي تسوقها الحضارة المادية اليوم تحت شعار (الحياة متع فاغتنمها).
ان الله سيجزي المؤمنين الصابرين المحتسبين بما ينسيهم كل بأس ذاقوا مرراته في الدنيا وهذا املنا الاكبر الذي به نحيا وعليه نموت.ان شاء الله وان بدا الضعف منا جليا.
اللهم انت املنا فبلغنا املنا.

اترك تعليقًا