الاية 37 من سورة البقرة
(قلنا اهبطوا منهاجميعا فإما ياتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
أي رب جاءنا هداك.. أرسلت الينا الرسل وانزلت الينا الكتب وبعثت فينا من ينصح ويذكر ويجدد لنا أمر ديننا.
ومضى هذا الوعد الازلي والقانون الماضي الى يوم القيامة ان من سلك طريق الله واتبع هداه واقتفى اثر الانبياء فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
أجل مهما اكفهرت الاجواء من حولنا ومهما ادلهمت الخطوب في حياتنا ومهما بعدت الشقة وقل الناصر وتآمر الاعداء فإن امواج الحزن تنكسر على صخور افراحنا وجحافل الرعب تنهزم عند حصون امننا.
ان شرط اتباع الهدى يستلزم وجوبا النجاة من الخوف والحزن لان الله لا يخلف الميعاد وما يصيبنا من أذى في طريقنا الى الله نحتسبه بعض ضريبة يجب دفعها من انفسنا واموالنا ولا يتجاوز ان يكون (أذى) (لن يضركم الا أذى)
وتلك طبيعة الطريق (لتبلون في أموالكم وانفسكم ولتسمعن من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذا كثيرا وان تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الامور).
ان التمسك بالهدي ضمان الامن الشامل الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والامني ووبالمقابل فإن تنكب الطريق عواقبه وخيمة وان ترائى للناس غير ذلك (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكى ونحشره يوم القيامة اعمى).
اننا نعيش على أمل حقيقي و وعد غير مكذوب اننا اذا بذلنا جهدا مضاعفا في حمل الناس على التمسك ب(الهدى) فإن ليل الحزن الكئيب الذي يخيم على امتنا الجريحة سينقشع بفجر صادق يتلاشى امام اشعة شمسه القادمة كل الخوف الذي يسكن في ثنايا امتنا.
اللهم انزل سكينة علينا وآمنا في أوطاننا وابدل احزاننا افراحا وخوفنا امنا وفرقتنا وحدة و ضعفنا قوة واثلج صدورنا بنصر من عندك وفتح قريب .
الوعد الازلي والامل الدائم بقلم الأستاذ سعيد نفيسي
