خواطر قرآنية 10

الآية 65 من سورة الاسراء
قال الله تعالى:  “ان عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا ” الرسالة التي حددها الشيطان لنفسه هي غواية بني آدم باستعمال كل الوسائل والخدع والاغراءات والوعود الكاذبة وأكثر الخلق له تبع. ورغم أن كل المخلوقات عبيد لله تعالى طوعا أوكرها الا أن المعنى العميق للعبودية حين يسير الانسان مع الفطرة فيضيف الى العبودية القهرية عبودية تنبع من الارادة البشرية التي ميز الله بها بني آدم فيكتمل معنى العبودية ويتم الانسجام وهاهنا تتدخل القدرة الالهية لضمان استمرار هذه العبودية والمتحدية لابليس اللعين وهؤلاء هم فعلا من حقق معنى الانتساب الى الله تعالى بالعبودية فهم عباد الرحمن وهم اولياء الله وهو وكيلهم وهو وليهم ونعم المولى ونعم النصير . ومما يوحي به السياق للقارىء أن هؤلاء الذين ساروا مع الشيطان وخضعوا لاستفزازه بشتى وسائله أصبحوا عبيدا للشيطان بمحض ارادتهم واختيارهم فلا يليق بعد ذلك أن ينسبوا الى الله تعالى الا في العبودية القهرية التي فرضها الله تعالى على كل خلقه (ان كل من في السموات والارض الا آتي الر حمن عبدا) ثم في الآية رسالة طمئنة للمؤمن أنه في كنف الله تعالى يكلؤه ويحميه ويضمن له أنه مادام قد حقق معنى العبودية لله ومعنى الانتساب للرحمن فلا سلطان لابليس عليه ليس فقط بارادته هو وتحرره من الشيطان ولكن قبل ذلك وبعده هو تمام توفيق الله لمن جعله وكيلا . فوالله ما خاب من صدق مع الله فجعله وكيلا .
أخي الحبيب ناجي ربك بمثل هذا الدعاء إذا خلوت به: “الهي ومولاي اليك فوضت امري وعليك توكلت واليك أنبت أنخت رحالي عند اعتابك وانكسر قلبي عند بابك فلا تطردني من جنابك فيستفرد بي عدوي وعدوك فإنه يراني هوو قبيله من حيث لا أراهم.
إلهي اكتبني في زمرة أوليائك واحفظني برداء استارك وادخلني برحمتك في عبادك الصالحين . ولا تكلني الى نفسي طرفة عين .
الهي لقد أغراني جميل سترك وعظيم عفوك أن أطلب مقاما عليا عندك وقرعت باب رحمتك طمعا في فضلك العظيم فآوني واحفظني بما تحفظ به عبادك الصالحين وشفع في حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم “.

اترك تعليقًا