–عريبي: الجزائر مطالبة بالتدخل وإصلاح ذات البين
– ذويبي: الجزائر مطالبة بالوساطة
–الدان: يجب على الجزائر أن تقود مبادرة للإصلاح والحوار
عوض: نثق في قدرة الجزائر على لعب دور الوساطة
– بن عبد السلام: انتظروا عويلا وصراخا إخوانيا منقطع النظير على قطر
أبو البراء: حريصون على علاقات متوازنة ومنفتحة مع جميع الدول
يبدو أن الهدوء الحذر الذي كانت تعيشه دول الخليج مقارنة بنظيراتها في المشرق والمغرب العربيين قد تبدد لتنشب بدله حرب كلامية انتهت بقطع العلاقات الديبلوماسية بين بعض دول الخليج مع قطر في مقدمتها السعودية، الإمارات، وحتى مصر وليبيا، الأمر الذي أقلق الكثير من الدول حول مستقبل دول الخليج، أمام تصاعد حد “التوتر” بين البلدان المشكلة له والتخوف من مغبة التوجه الى حرب تشبه”حرب الخليج الأولى والثانية”، وأمام التطورات المتسارعة ارتفعت العديد من الأصوات الداعية إلى إصلاح ذات البين في مقدمتها الجزائر، أين دعوها إلى توظيف علاقاتها المتميزة مع جميع الأطراف لحلحلة هذا التوتر الذي لا يخدم الدول العربية وإعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي.
وقد رفض ممثل حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في الجزائر محمد عثمان التعليق على الموضوع سوى أنه شأن داخلي لا يمكن لحماس ان تتدخل فيه، مؤكدا التزام حركته بالسياسة التي انتهجتها منذ تأسيس الحركة التي تقضي بعدم التدخل في الشأن الداخلي والعلاقات البينية للدول، وأبدى محمد عثمان في حديثه لـ “الحوار” أمس حرص حركته على علاقات متوازنة ومنفتحة مع جميع الدول.
خلفيات الصراع سياسية وتاريخية
بدوره قال الصحفي محمد عوض إن الأسباب التي تعود خلف نشوب هذا التوتر تاريخية تعود الى عشرات السنين ترتبط باقتطاع السعودية لأرض كانت تشكل التواصل الجغرافي بين قطر والإمارات.
وأضاف صالح عوض في حديثه لـ “الحوار” أمس أن هناك أسبابا سياسية تقف وراء ذلك ترتبط أساسا برغبة المملكة العربية السعودية في أن تكون مرجعية العالم الإسلامي والمقرر في الملفات العربية المختلفة المطروحة في الساحة السياسة خاصة بعد الارتياح الذي شعرت به بعد عقدها للمؤتمر الإسلامي الأمريكي في الرياض حيث قال “شعرت السعودية أنها محل ثقة لدى أمريكا فأرادت تصفية حسابتها مع قطر”.
صالح عوض وفي تصريحه أكد أن انزعاج السعودية تفاقم بعد المنافسة الشديدة التي فرضتها قطر التي استطاعت ان تفرض وجودها في كثير من الملفات على غرار الأزمات التي تشهدها المنطقة العربية بالاضافة الى الوساطات الكثيرة التي ادتها في السنوات القليلة الماضية بسبب المكانة التي اقتطعتها لنفسها من خلال إمكانياتها المالية والإعلامية لأن محور العلاقات التي اختارته قطر هو الآخر كان سببا اضافيا لنشوب هذا الصراع أين أبدت هذه الأخيرة وقوفها إلى جانب الحركات الإسلامية الإخوان المسلمين في مختلف الدول العربية وبالخصوص في مصر وتركيا وفلسطين التي عززت هذا الاختلاف القديم كما يقول، وأضاف عوض أن الرغبة المصرية لمحاصرة قطر، بالإضافة إلى ما تحمله دولة الامارات من حقد لحركة الإخوان المسلمين التي أخذت على عاتقها محاصرتهم وملاحقتهم.
رسالة أمير قطر الموجهة إلى روحاني القطرة التي أفاضت الكأس
وكانت القطرة التي أفاضت الكأس، حسب المتحدث، الرسالة التي أرسلها أمير قطر إلى روحاني يقول فيها لا يوجد لدينا ما يمنع من التعاون مع إيران، في وقت كانت المملكة العربية السعودية والعالم العربي والإسلامي وحتى الدولي يسعون لمحاصرة إيران، واستبعد عوض تحول هذا التوتر الدبلوماسي إلى حرب عسكرية بين الطرفين المتنازعين، مرجحا إلى حدوث تحول في الموقف القطري من بعض القضايا والتحالفات التي تقيمها عن طريق الضغوطات التي تفرضها عليها من خلال الحصار السياسي والاقتصادي، مضيفا بالقول “قطر لا تحتاج الى هؤلاء جميعا، مالم يفرض عليها حصار أمريكي مباشر، اذ لديها قاعدتان عسكريتان للأمريكان، وما دام أن علاقتها جيدة مع امريكا فلا تحتاج إلى الإمارات ولا السعودية”.
وقال إن المستفيد الأول من هذه الصراعات هما الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني وهو قانون عام لان الاطراف العربية كلها تحاول ان تشتري رضا امريكا بالاموال، مردفا بالقول “السعودية دفعت اموالا للامريكان لكي يضغطوا على قطر وهذه الأخيرة مستعدة لان تدفع لامريكا لكي لا يقطعوا العلاقة معها والكل يستنزف الاموال”، وأبدى ثقته في قدرات الجزائر في لعب دور الوساطة بين الطرفين التي تتوانى في التدخل، مؤكدا ان الجزائر عودت الجميع على إصلاح ذات البين، قائلا: “اقدر على تقدير الموقف وكل المعطيات الموجودة .. تعرف متى تتدخل ومتى لا تتدخل فاحيانا يكون التدخل هباء منثورا اذا ما دخلت اطراف أخرى”.
جهات دولية نافذة تلعب على تعميق الوتر
من جانبه، أرجع محمد ذويبي أسباب ارتفاع حدة التوتر الى اسباب سياسية متعلقلة باختلاف حول هذه القضايا واختلاف المواقف تجاه المشاريع الاقليمية في المنطقة كحق الشعوب في اختيارها للحرية، ومواجهة العدو الصهيوني في المنطقة، أين أشار الى موقف قطر من الانقلاب الذي جرى في مصر.
ورجح ذويبي في حديثه لـ”الحوار” إلى وجود جهات دولية نافذة تلعب على هذا الوتر في اشارة الى الكيان الصهيوني بطريقة مباشرة او غير مباشرة التي تحرض على هذه الفتنة التي ستكون المستفيد الأول من هذا الصراع من خلال رغبتها الشديدة في فرض حالة التوتر والصراع في المنطقة العربية التي تريدها حسبه متفرقة ما تخدم مشروعها في التوسع.
وعبر ذويبي عن أمنياته في ان تعود العلاقات الى سابق عهدها بين قطر وباقي الدول التي قررت قطع علاقاتها مع قطر التي تعتبر عضوا فاعلا في مجلس التعاون الخليجي، ما يلوح بتبعاته على هذا الصرح الذي لا يخدم المنطقة مؤكدا ان مصلحة الجميع تكمن في الاستقرار وحول مستقبل هذا التوتر أكد ذويبي ان ذلك يتعلق بالجهد الديبلوماسي الذي تلعبه مختلف الاطراف لتطويق هذه الأزمة الديبلوماسية قائلا “نتمنى ان تكون سحابة صيف عابرة”. وفي ختام حديثه، طالب محمد ذويبي الجزائر بلعب دور الوساطة الديبلوماسية الفعال لإعادة العلاقات واللحمة بين قطر وباقي دول الخليج وانهاء حالة التوتر التي سادت في منطقة الخليج خلال هذه الفترة، مؤكدا ان هذا الصراع لا يخدم الامة العربية التي تعيش حالة من التشتت الذي أدى إلى اضعاف موقفها السياسي والأمني.
الجزائر مطالبة للسعي بجدية من أجل إعادة الأمور إلى نصابها
بدوره، صرح حسن عريبي لـ “الحوار” قائلا: “كل ما نتمناه من الإخوة في دول الخليج تجاوز هذه المحنة لأنها ليست من أولوياتهم، والرهانات الدولية والإقليمية تتطلب الحفاظ على دول الخليج متماسكة وأن كل تصعيد لا يخدم أي طرف بل يهدم ولا يبني”. وعن دور الجزائر في حلحلة هذا الصراع، رد محدثنا: “نحن نطلب من الدولة الجزائرية أن تسعى وبجدية من أجل اعادة الأمور الى نصابها لأن الحصار على قطر يكرس البغضاء والكره ولا يخدم لا السعودية ولا الامارات ولا غيرها، والجزائر وجب أن تلعب دورا رياديا في إصلاح ذات البين والا سندخل في متاهات وحرب أكثر سطوة من حرب الخليج.
على الدولة الجزائرية الاستفادة من علاقاتها المتميزة مع جميع الأطراف لتخفيف التوتر
في نفس الإطار، أكد الأمين العام السابق لحركة البناء الوطني، أحمد الدان، لـ” الحوار” أن التطورات الأخيرة في منطقة الخليج تشكل مركزا رئيسا في التأثير على الاقتصاديات الكبرى سواء في حال استقرارها أو في حال توترها“، مضيفا :”مطلوب من الجزائر أن تقود مبادرة للإصلاح والحوار والاستفادة من علاقاتها المتميزة مع جميع الأطراف ويمكن لرئيس الجمهورية والدبلوماسية الجزائرية ان تساهم في تخفيف التوتر قبل ان تدخل جهات أخرى على الخط“. وتفاعل الدان مع ملف قطع العلاقات مع قطر في صفحته الرسمية، معتبرا بالقول: “نسجل أسفنا وقلقنا على مستقبل أمتنا في ظل التوترات التي تمس المشرق العربي وتسارع الحصار الدبلوماسي على دولة عربية مما يدفع إلى تغيرات مستقبلية في المشهد“، مشيرا الى أن :”قوى الصهيونية تعمل إلى استثمارها ضد المقاومة الفلسطينية“، مضيفا: “ويعمل الاستبداد الانقلابي إلى التمسك بها لإنقاذ نفسه وتمديد فترة الحرب بالوكالة والمقاولاتية ضد شعوب المنطقة وخياراتها الإستراتيجية“.
من جانبه اعتبر رئيس جبهة الجزائر الجديدة، جمال بن عبد السلام أن لعنة الشعب السوري تلاحق دول الخليج، حيث غرد على حسابه الشخصي قائلا: “انتظروا عويلا وصراخا اخوانيا منقطع النظير على دويلة قطر وما حل بها من أبناء العمومة وشركاء التآمر على أقطارنا وشعوبنا العربية، لعنة الدم السوري واليمني والليبي والمصري والعراقي والفلسطيني والبحريني تلاحقكم جميعا وإنما كل واحد ووقته”، مشيرا:” الدور قادم على الإمارات وعلى السعودية ومن يبذر الشوك يجني الجراح، قطر وتركيا ضد السعودية والإمارات والعكس صحيح، ولكنهم جميعا يتسابقون لإرضاء أمريكا ويتآمرون على سوريا”. وعاد بن عبد السلام للقول: بسبب ضغوطات قطر ترحل قادة من حماس، وسوريا تشن عليها الحرب لانها رفضت ترحيل قادة حماس”.
نورالدين علواش/ زهرة علي عن جريدة الحوار