لم يتمالك قادة الكيان الصهيوني أن يخفوا فرحتهم بالأزمة التي تمر بها الامة في دول الخليج العربي من انقسام حاد ، وهم يعتقدون أنها بداية النهاية لجرجرة الدول التي طالما احتضنت المقاومة الفلسطينية الشريفة والحركات الاسلامية المعتدلة ،الى حبل المشنقة اود فعها الى طريق الخيانة التي جهرت به بعض الدول العربية اليوم .
ويعتقد الاسرائيليون وحلفاؤهم بقرب تصفية القضية الفلسطينية ، بعد الممارسات العدائية على الأرض ، ومحاولات تهويد القدس وإعلانها العاصمة الابدية ل”دولة إسرائيل” ، وبعد ان توصلوا الى إقناع حلفاؤهم من العرب بالتخلي عن المقاومة الفلسطينية وكشفها في العراء وضربها عن طريق تحالف غربي تعد له امريكا بشراكة عربية ، فيتفرق دمها في القبائل . ويعتقد بعض الاعراب أن حماية عروشهم ، وحماية بلدانهم من فزاعة إيران ، يستحق كل تضحية مهما غلا ثمنها ، ولو كانت على حساب أموالا ومبالغ خيالية تصرف وستكون عليهم حسرة،أو دولا يتم الإنقلاب عليها أو محاصرتها أو القضاء عليها ، والبداية بمصر ثم بتركيا ثم قطر والقائمة طويلة لتنتهي بالقضية المركزية للأمة الاسلامية والعربية .
غير ان هذه التحركات التي تهدد قضية فلسطين ، شملت تهديدا لكيانات مجموعة من الدول التي ترفض هذا التوجه ،الذي بلغ درجة متقدمة من اهتزاز الثقة أمام قسوة الحصار وسرعته وفجائيته ، فيصعب استرجاع هذه الثقة أو تجاوزها بمصالحة شكلية ، بقدر ما يدفع مجموعة من الدول المهمة في المنطقة الى أخذ الحيطة والحذر، و ايجاد تحالفات بديلة تقوم على الدفاع المشترك والتبادل الاقتصادي والتجاري وتكون فيها القضية المركزية والمقاومة المشروعة وعداء الكيان الصهيوني المحتل على رأس ثوابت العمل المشترك ، بمقابل المناهضين للقضية الفلسطينية حلفاء بني اسرائيل الذين كشروا عن أنيابهم على المقاومة المسلحة وأبدوا استعدادهم للتنازل عن فلسطين .والذين ستنكشف عوراتهم أمام شعوبهم ، ولن يكون ذلك الا تمهيدا لثورة قادمة عليهم أوانقلاب عسكري عليهم طالما أيدوه وناصروه في بلدان غيرهم ، ولن تغني عنهم الوعود الغربية حين تنتفض الشعوب وقد رأوهم كيف تخلو عن حلفائهم في ثورات الشعوب وهم يتساقطون ويقتلون ويهربون ، ولن تغني عنهم حجب المواقع وتهديد المتعاطفين بالسجن والذي سيتحول الى كبت وغضب يؤجج الموجة الثورية القادمة ، وستفرز الساحة حلفان ، حلف المقاومة والاعتدال ، وحلف الخيانة والتطرف . ولن تكون قضية الفلسطين الا كما كانت عبر قرون من الزمن الا موحدة للشعوب ، ناصرة لمن ينصرها ، ورافعة لمن يرفعها وخافضة لمن يخونها ، وستعرف شعوب الأمة طريقها وحلفها . ولن يكون الكيان الصهيوني الا وفي مواجهة موجة غضب جديدة و في وجه عاصفة شديدة تزلزل عرشه بعد أن تنتهي من عرش حلفائه بحول الله .
حلف المقاومة الشريفة بقلم رئيس لجنة فلسطين الأستاذ عبد الحميد بن سالم
