كلمة الشيخ مصطفى بلمهدي في ملتقى الهياكل لولايات الوسط يوم الجمعة 09 جوان 2017

كلمة الشيخ مصطفى بلمهدي رئيس الحركة في افتتاح الملتقى الجهوي للهياكل الولائية للوسط يوم الجمعة 09 جوان 2017 نادي المجاهد العاصمة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه و من والاه و اتبع نهجه وخطاه.
الحضور الكريم:
القيادات الوطنية لحركة البناء
القيادات الجهوية و البلدية
الضيوف الكرام
رجال الإعلام
حياكم الله
فالسلام عليكم و رحمة الله وبركاته
ايها السادة الحضور مع حفظ الالقاب والمقامات تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الاعمال ورمضان كريم علينا وعليكم جميعا، و نحن نعيش ايام المغفرة من رمضان ندعوه تعالى ان يرحمنا و يغفر لنا ذنوبنا كلها دقها و حلها اولها واخرها علانيتها و سرها ما علمنا منها و ما لم نعلم و ان يختم لنا بالعتق من النار.
لقد شاء الله ان يأتينا رمضان هذا العام بعد انتخابات برلمانية، فيكون على وقع التوترات العالية في الطبقة السياسية، التي تألمت كلها جراء سياسة التعامل السلبي، مع اختيارات المواطنين، وتفويت الفرصة على البلاد، للخروج من أزمتها المتعددة الاشكال، و ضياع فرصة اعادة بناء الثقة بين الشعب ومؤسساته، ولكن للأسف مازالت الرؤى الحزبية الضيقة والفئوية المحدودة مسيطرة على الذهنيات ترهن المصلحة الوطنية في الطمع والانانية، وتضيق رؤيتها عن إدراك احتياجات الجزائر الحقيقية.
ايها السادة
ان الاحداث الاخيرة في منطقتنا العربية وفي العالم كله؛ تنذر اصحاب العقول الواعية بالتدارك السريع للمخاطر والاحتياط الواسع للمستقبل الذي أصبح عرضة لمخاطر الكيد الخارجي والاهمال الداخلي و اللامبالاة.
1- اننا نشاهد موجة جديدة من التطرف، الذي تجسده حالة العمليات الارهابية التي تحركت في رمضان شهر التوبة و العبادات وتوسعت رقعتها في العديد من الدول ولم تكن الجزائر بمنأى عنها، رغم الجهود الكبيرة التي بذلتها القوات الامنية خلال السنوات الاخيرة، من تطهير البلاد من هذه الآفة التي يكون تحركها باستمرار متزامنا مع احداث، داخلية وخارجية مشبوهة، واجندات توقظ خلاياها النائمة ليست في صالح الوطن.

2- اننا امام مشهد خطير يكرر لنا الاحداث التي سبقت انهيار العراق، ذلك الانهيار الذي فتح الباب اما طوفان من الارهاب، وطوفان من الحروب الطائفية، وطوفان من التدخل الاجنبي، جعل الساحة كلها مستباحة تسقط مثل احجار “الدومينو” وتتحول الى ساحة حرب ودمار للدول وتهجير و تشريد وقتل لشعوب كانت آمنة مطمئنة.

3- وما يحدث اليوم ايها الحضور من حصار لدولة شقيقة من جيرانها وما يصاحبه من تجييش للدول الاسلامية ضدها، لا يؤدي الا الى مزيد من التدهور والانهيار لكل المنظومة العربية، التي أصبح من الضروري تغيير ادوات عملها، و اخراجها من هيمنة جهات تفتقد الى روح جمع الامة، و تتجه الى شن الحروب والقيام بالانقلابات لأجل رسم شرق اوسط جديد، بدأنا نرى ملامح شره في تصريحات المسؤولين الصهاينة الاسرائيليين و الامريكان، ونرى حقائقه في المعادلات القائمة على ارض الواقع.

4- اننا نسجل بأسف ان الفتن التي كانت نائمة قال عنها رسول الله لعن الله من ايقضها و التي احاطت بأمتنا، اهلكت الحرث والنسل، و دمرت البنى التحتية لدول هامة، مثل العراق وسوريا، وليبيا واليمن، و لكن الانظمة لم تتعلم الدرس و الدسائس بل لا تزال مستمرة في سياسة الهروب الى الامام، والاستماع الخاضع الى صوت القوى الدولية التي لا تريد الا مصالحها قبل كل شيء، ولا يمكن ان تتوقف عن سياسة الاذلال والابتزاز، والتدخل السافر في شأننا الداخلي.
وهذا ما يتطلب اليوم اكثر من اي وقت مضى، ان نتجه للبحث عن عوامل الاجماع الوطني، الذي هو سيادة القرار الوطني، و وحدة البلاد و امنها؛ ليس بالتخويف وصناعة الامر الواقع، ولكن من خلال الحوار المسؤول، والواقعية في رؤية الاحداث والتعامل معها بحكمة و عقلانية.

5- اننا نقف اليوم على حالة السفور والجرأة؛ في الضغط على المقاومة الفلسطينية وشيطنتها، من طرف دول يقع عليها واجب حماية فلسطين، والدفاع عن حقوق شعبها بدل الانخراط في مشروع الصهينة والتهويد الذي ترعاه امريكا، وتكيل فيه بمكيالين.
ولذلك نجدد اليوم دعمنا لحق الشعب الفلسطيني في الحرية والتحرر وندعو الى رفع مستوى الدعم للقضية الفلسطينية ضحية لكيد الاحتلال و ارهابه و تخاذل الانظمة العربية والتآمر الخسيس ضدها لتمكين الصهاينة من تصفية القضية الفلسطينية و تهويد و تحقيق مشروع اسرائيل الكبرى التي لا حدود لها.

6- اننا نرفض ان توصف المقاومة بالإرهاب، لانها تقاوم من اجل حقوقها المشروعة ضد الاحتلال الصهيوني الارهابي.
ونحيي كل احرار العالم الذين يدعمون الشعوب في تحررها، وندين كل موقف يتآمر على فلسطين او يكيد لها، او يطعنها في الظهر، مهما كانت المبررات.
ورحم الله السلطان عبد الحميد الثاني، يوم ان قال لهرتزل:

“ان ارض فلسطين وقف لامة الاسلام، وليس لأي كان الحق في التصرف فيها”

فكيف بمن يقايضون اليوم بها لأجل مصالحهم الضيقة

7- اننا نحيي الموقف الدبلوماسي الجزائري المعتدل والمتوازن، ازاء الخلافات البينية في الامة، وازاء الفتن التي تمس العديد من الاقطار.
ونجدد رفضنا للتدخل الاجنبي، وذهنيات الحروب على الشعوب الاسلامية تحت اي مبرر.
وندعو الدبلوماسية الجزائرية الى تحرك أكثر قوة وفاعلية للمصالحة في ازمة الخليج، التي تربط الجزائر بها علاقات حسنة بكل اطرافها، لان عدم استقرار المنطقة و عدم خروجها من النزاعات أصبح سوقا مفتوحا لكل المتاجرين المقتاتين من الازمات، والمصدرين للتوتر باتجاه كل المناطق الامنة.
ايها السادة
اننا اليوم نعقد هذا الاجتماع الجهوي لهياكلنا الولائية؛ لنجدد معا الالتزام بقضايا الوطن، التي لم تعد بعيدة عن قضايا الامة الاخرى.
و هنا نود التذكير بان هذا الاجتماع هو واحد من مجموعة اجتماعات جهوية اخذت من خلالها حركة البناء الوطني؛ المبادرة الى الفعل السياسي، والالتقاء مع الساحة لتثمين الجهود التي بذلتها القاعدة النضالية للحركة وللاتحاد من اجل النهضة و العدالة و البناء.
وكذلك لثمين الالتفاف الشعبي حول الاتحاد خلال الانتخابات التشريعية الفارطة؛ رغم ما شابها من تزوير لمستموه بقوة هنا في العاصمة، و في غيرها من الولايات.
فالشعب الجزائري شعب خير، و شعب وفي للقيم والمبادئ، وسنظل نناضل مع شعبنا ان شاء الله الى غاية استكمال رسالة الشهداء يرحمهم الله.
كما ان هذه اللقاءات الجهوية هي صورة متقدمة من صور الحوار والتشاور حول انجاز البرنامج المستقبلي للحركة والذي صادق عليه مجلس الشورى الوطني في دورته الاخيرة، وخاصة في شقين اساسيين هما:
أولا: الاتحاد من اجل النهضة والعدالة والبناء، الذي نجدد تمسكنا به كخيار استراتيجي لخدمة الوطن والتعاون على قضاياه الاساسية.
وهنا نؤكد ايضا على ان هذا الاتحاد سيكون اتحادا سياسيا و استراتيجيا و وحدويا، وسنعمل على اخراجه بالشكل الذي يعطي اضافة ايجابية للجزائر ان شاء الله.
ثانيا: ان الانتخابات المحلية القادمة والتي هي من الاهمية بمكان في منظومتنا الوطنية، تتطلب منذ الان الشروع في الاعداد لها بما يحقق طموح الشعب ويقلل من التأثيرات السلبية على المواطنين ويرفع مستوى الحضور الشعبي في الفعل الانتخابي.

ايها السادة
ادعوا الله ان يحفظ الجزائر
وفقكم الله والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اللقاء الجهوي للهياكل -الوسط-
نادي المجاهد الجزائر العاصمة
الجمعة 14 رمضان 1438 هـ
الموافق لـ:09 جوان 2017 م

اترك تعليقًا