‫خواطر_قرآنية‬ 8 لذة الإيمان تذل الطغاة

بسم الله الرحمن الرحيم
الآية 72 من سورة طه
قال الله تعالى” قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا ”
إن للإيمان الحق اذا خالط شغاف القلوب أثر عظيم على سلوك العبد ؛ يطبع الجوارح والمواقف ,و تتغير النظرة الى الحياة والكون , و المطالب والرغبات , و موازين النظر في الحياة والمواقف والعواطف وتتغير الآمال والمقاصد ويتغير الأسلوب والخطاب والالفاظ والعبارات .
ان الايمان الحق اذا ترسخ في النفوس يحدث انقلابا في حياة الانسان رأسا على عقب ,ليس في سنوات ولكن قد يكون في لحظات . فرغم تهديد فرعون بأشد أنواع العذاب وعلمهم بإمكانية تنفيذ الوعيد , الا أنهم بعد أن كانوا قبيل ذلك يطلبون القرب منه ويرون ذلك غاية المنى ها هم أولاء يهزؤون بتهديده ووعيده ويعلنون في وضوح تام أنهم أصحاب عقيدة عزيزة عليهم لن يتخلوا عنها مهما كانت التهديدات بعد أن استغنوا عن فرعون ودنياه وجاهه وماله .
لقد وجدوا حلاوة الايمان في القلوب وصدقوا بآيات الله البينات وعرفوا ربهم الذي فطرهم من عدم , فتهاوت في لحظة كل آلهة وكل طاغوت .
كل الذي يجعل الناس يرغبون ويرهبون هو حب الحياة الدنيا وزينتها وهؤلاء اطمأنوا الى أن الرزق والأجل بيد الله وحده , ولذلك صغرت الدنيا كلها في أعينهم وأصبح أقصى ما يمكن أن يلحقه بهم عدوهم هو القتل وهو أمر صغير لم يعد يخيف ,لأن الآخرة أهم ,والجنة أغلى ,والنار أخطر فليفعل فرعون ما يريد ,
انما هي لحظة ألم ثم تنتهي وما هو الا ألم الجسد لأن الروح خرجت من يد الظالم وأصبحت تتذوق حلاوة الايمان والعواطف متعلقة بالجنان والأرواح ترفرف على عرش الرحمن فهيهات هيهات أن يكون لأي بشر عليها سلطان.

اترك تعليقًا