لماذا تخسر السعودية على كل الجبهات ؟؟؟ بقلم الأستاذ احمد الدان

الحصار الخليجي لقطعة من مكوناته و الذي هو اعلان حرب على قطر يسحب السعودية باتجاه الخسارة في الزمان والمكان الخاطئين .
فزمانيا تكون موجة الربيع العربي الاولى وما تلاها من الثورات المضادة تكون قد استنفدت كل مبرراتها واهدافها والمنطقة ستدخل مرحل الحلول التي تفرض على الجميع قسطا من التنازل لايجاد الاستقرار او على الاقل راحة المحارب كما ان التحالفات الكبرى قد رسمت معالمها في المنطقة وبالتالي تكون السعودية قد بدأت المبارات في الوقت الضائع.
ومكانيا فان الامن القومي للسعودية مرابط باستقرار المنطقة المجاورة والاقليم الذي تؤدي فيه دور الاخت الكبرى ولكن الاخت الكبرى احرقت رؤاها الاستراتيجية غيرة غير مبررة من دولة هي صغيرة لكن جغرافيتها السياسية تجعلها تشكل نقطة تاثير مباشر على الاقليم كله لانها جزء من جغرافية الخليج التي لاتغمض عين ايران على اصطياد فرصها وهوامش الفعل فيها.
ان ايران تمتد في العراق وسوريا عسكريا وسياسيا وتمتد اقتصاديا في دبي وفي الكويت واوجدت لها موضع قدم لصناعة التوترات من اليمن وبذلك تعيد السؤال مكانيا حول من يحاصر من ؟؟خصوصا مع الاحاديث التي تتكلم عن دعم تركي وايراني لقطر بالتاكيد لن يكون بدون مردود استراتيجي لكلا القوتين الاقليميتين وهو دعم عسكري وسياسي واقتصادي معا.
السعودية بحربها على حماس وعلى الاخوان باعتبارهم رمزا للاعتدال الممتد في ملايين المسلمين تكون قد خسرت قيادة السنة في العالم ولا يسمع احد لقولها حول الكتاب والسنة لانها افقدت علماءها الحرية التي هي اساس صحة الفتوى اذ لا طلاق في اغلاق كما قال مالك رحمه الله وهذا ما سيوسع التصدعات في التيار السلفي ويربك ولاءه للمملكة بعد مجاهرتها بالانحراف العقائدي في الولاء والبراء وارتكابها لنواقض التوحيد واصرارها على الفاحشة السياسية .
واهداف الحصار تسقط كلها في الماء لان:
– تجويع قطر لم يعد ممكنا امام حملة التضامن الاقتصادي العالمي معها وامكاناتها الاستراتيجة في الامن الغذائي
-الجزيرة وجدت مادة اعلامية في الحصار اعادت لها البريق الذي افتقدته نسبيا خلال السنتين الاخيرتين ومهما تكن نتائج الحصار عليها فهي في مربع الشرف ولايمكن انهاؤها في عصر الاعلام الالكتروني والفضاء المفتوح.
– حماس تملك العديد من الخيارات لانها حركة مقاومة وتحرر وقبادتها من غزة تتحاور مع المصريين ليلة اعلان الحصار على قطر والتغيرات التنظيمية الاخيرة لهياكلها وسعت لها مجال التحرك وقادتها الحدد تربطهم علاقات اقليمية اوسع من الحالة السابقة ، بل ان القوى الفاعلة في المشهد تظل بحاجة الى موقع حوار علني ورسمي مع حماي لانها الفاعل الاكثر تاثيرا في المشهد الفلسطيني ولو قامتىاسرائيل بالحرب علىةغزة فسيجد الجميع انفسهم يبحثون عن الاتصال بحماس واولهم وكلاء انريكا في المنطقة.
– الاخوان المسلمون لا يمثل وجود بعض عناصرهم بقطر اي تاثير على حالتهم العامة خصوصا في ظل المرحلة المتقدمة من الانهاك المصري الذي سيدفع الجميع الى البحث عن خطوط رجعة وتنازلات تخرج مصر من الانهيار الذي لايسمح به لان الساحة المصرية لا تتحمل الانفلات وانعكاساته على الجوار فهي ليست سوريا ولا العراق ، والمحن لاتزيد اتباع مرسي الا قوة وتعاطفا مع حقوقهم .
– المصالح الاوربية والروسية ستكون باتجاه قطر لان السعودية تم استنزافها عبر زيارة ترامب فلم يعد فيها المطمع السابق على حاله بل ان توريطها في الحصار سينهكها اقتصاديا وماليا مقارنة مع قطر التي سيطمع الجميع فيها الان ويعرضون خدماتهم لها وما عرض ترامب للوساطة الا مقدمة لذلك .
والسؤال هو لماذا تخسر السعودية في كل الاتجاهات؟؟
ولعل الجواب يختصره قول بشار بن برد لمن طلب منه ان ياخذ بيده ويدله على الطريق وهو لا يرى؟؟؟
فقال له :
اعمى يقود بصيرا لا ابا لكم…
قد ضل من كانت العميان تهديه

اترك تعليقًا