تذكرت مقولة المصلح الشيخ محمد عبده “الإسلام محجوب بالمسلمين” عندما خرقت السلطة السعودية “جوهر الإسلام” المتمثل في الرحمة التي أرسل الله رسوله المصطفى من أجل نشرها في المعمورة. وممّا زاد الطينة بلة أن خرق هذا المبدأ الربّاني المقدس، قد وقع في شهر “الرحمة” شهر رمضان، شهر الغفران!!؟؟ فأين حكام السعودية من الإسلام الصحيح؟ إسلام الحكمة، إسلام الموعظة، إسلام الحسنى؟
تذكرت بعض أفكار المفكر شكيب أرسلان التي قرأتها في كتابه الشهير:”لماذا تأخر المسلمون وتقدّم غيرهم؟” أجملها في النقاط التالية:
• الإسلام أضاعه جامد وجاحد.
• من أكبر عوامل انحطاط المسلمين الجمود على القديم.
• جعل الفقهاء لـ”الدين”، مصيدة للدنيا.
• عدم العمل بقاعدة ” تقويم الأمراء بجرأة العلماء”.
• تراجع العقل المبدع أمام العقل الناقل.
لقد فرض الحكم السعودي المستبد على شعب شبه الجزيرة العربية(ولا أقول الشعب السعودي لأن التسمية ردّة سياسية)، فهما سقيما ومعكوسا “للدين”، إذ أرسل الله الأنبياء والرسل من أجل محاربة “الجور والطغيان” بعد توحيد المعبود، في حين أن علماء النظام السعودي الشموليّ، قد حرّموا الخروج على السلطان الجائر، بمنطق القرون الوسطى الذي لم يعد قائما.
والغريب في الأمر أن المرجعين الأساسيين للنظام السعودي، وهما الإمام أحمد بن حنبل والشيخ ابن تيمية(رضي الله عنهما)، قد اشتهرا في التاريخ بشجاعتهما في مواجهة جور السلاطين، الأمر الذي جعلهما يتعرضان للسجن. أين علماء السعودية الساكتون عن الحق من مقولة ابن تيمية التي مفادها” أن الله يقيم الدولة العادلة ولو كانت كافرة، ولا يقيم الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة. وأن الدولة تدوم مع العدل والكفر، ولا تدوم مع الظلم والإسلام”.
ولعل غلبة منطق “الشيطان الأخرس” في الجزيرة العربية تحت حكم آل السعود المستبد، يفسّر بأن “الإيديولوجية الوهابية” تقتل العقل، وتزرع “ذهنية القطيع” في المجتمع. فهل عجز علماء بطانة السلطان السعودي عن إدراك رمزية شهر رمضان المتمثلة في “الرحمة والتراحم”، فسكتوا عن جور سلطانهم الذي مارس سياسة الترويع والتجويع ضد ساكنة قطر(مواطنين ومقيمين)؟ أم أنهم جعلوا عقولهم في بطونهم، لأنهم مجرّد أكلة الدنيا باسم الآخرة؟؟؟؟؟ يبدو – والألم يعصرني- أن مصيبتنا في سوء فهم ديننا.[ ربّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين]
الإسلام محجوب بالمسلمين بقلم الأستاذ محند ارزقي فراد
