وماذا عن التزامكم مع الله؟ – الاستاذ محمد الهادي الحسني —

قال أشباه العرب في الخليج الذي صار لا عربيا كريما ولا مسلما عزيزا، قالوا بعدما نشروا تلك القائمة العار بأسماء من استهدفوهم من العلماء غير المدجّنين، وممن بقيت فيهم بقية من العزة الإسلامية، وقبضوا قبضة من الكرامة العربية، قالوا تبريرا لذلك العمل الذي سيهوي بهم “في دركة سافلة من سقر”، إن الذي دعاهم إلى ذلك هو الالتزام بمحاربة الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله، ومحاربة الفكر المتطرف، وأدوات نشره، وترويجه، والعمل المشترك للقضاء عليه، وتحصين المجتمعات منه… كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا وافتراء…

لقد أثبتم بما فعلتهم صدق ما قاله الرصافي في أمثالكم ممن نقلوا العقال من الرّجال إلى الرأس كما قال الإمام الإبراهيمي:

قضوا أعاريب أقحاحا، وأعقبهم خلف هم اليوم لا عرب ولا عجم

إذا كان هؤلاء الأشياخ النخب بهذه الدرجة من التأثير في الشعوب العربية، فمعنى ذلك أنه لا قيمة لكم يا أصحاب “الجلالة والفخامة والسمو” عند هذه الشعوب.. ومعنى ذلك أن هذه الدول التي أقمتموها هي أشبه بالقصور الرملية التي يقيمها الأطفال على الشواطئ، حيث تنهار بـ”بولة” طفل صغير..

لقد أثبتم ما كان مظنونا بكم من أنكم مجرد موظفين صغار، لا عند الولايات المتحدة الأمريكية، فهي دولة عظمى تستنكف أن تكونوا “خداما” عندها، وأكدتم أن أكرمكم وأكبركم خادم صغير عند إسرائيل.

وقبل ذلك الذي قلتم وبعده هل فكرتم ـ يا من لا عزة لكم ولا كرامة- في التزامكم مع الله – عز وجل- الذي تزعمون أنكم به مؤمنون..

لقد صدق من قال في أمثالكم ويصدق عليكم:

وليس تندى من النكراء أوجههم كأنما القوم منجورون من خشب

وأما “العلماء” الذين وافقوكم على ما فعلتم فقد خانوا الله ورسوله وهم يعلمون.. وأثبتوا أنهم “عبيد للعبيد”.

واعلموا جميعا – “ملوكا، ورؤساء، وأمراء، وعلماء” أن من أسماء الله – عز وجل- وصفاته “العزيز المنتقم”، وسيأخذكم أخذ عزيز مقتدر، وهو من المجرمين منتقم..

وصبرا جميلا أيها العلماء الحقيقيون، فلن يضرّوكم إلا أذى، وإذا كان لابد من الموت بد فأحقر أنواع الموت الموت جبنا وخيانة

اترك تعليقًا