الجزء الثاني
من الحلقة الثالثة :
العالم العربي و صراع المشاريع
بِسْم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم
لقد انتكست و كسرت الإرادات الشعبية ، و هدأت ديناميكية الشارع العربي الثائر و التواق للحرية و العيش الكريم و تعثر المسار الديمقراطي وتباطأ مشروع الإصلاح و التغيير ، نتيجة تحالفات إقليمية ودولية من أجل إجهاض الحراك السلمي للشعوب وإدامة أوضاع الاستبداد والفساد و ذلك على ثلاث مسارات :
– احدهما بالالتفاف على حركة الشارع بتحويله من السلمية الى الاحتراب بعسكرة الهبات الشعبية ( سوريا ، ليبيا ) .
– و ثانيهما بالانقلاب العسكري المباشر ( مصر ) ، او الانقلاب إقليمي غير المباشر بوصاية إقليمية ( اليمن ) .
– و ثالثهما بانفاذ إنقلاب محلي ناعم دون اراقة دماء ، كالذي حدث بتونس ( و لعله الانقلاب الوحيد الذي حقق اغلب أهدافه ) .
– ان ما يحدث في ساحاتنا من فعل و ردة فعل مرده الى أمرين :
– أنفسنا و كيف تعطلت عقولنا عن التفكير و تشكلت فينا نتيجة الصدمة القناعة بقابلية الاستعمار و الاستخدام ، و أصبحنا جهاز استقبال و برمجة لا تفكير و تمحيص و مبادرة .
– و راجع كذلك للمشاريع و المحاور التي لها تأثيراتها المباشرة و غير المباشرة و التي تنشط على ارضنا تتداخل مصالحها ، تتنافر احيانا و احيانا اخرى تتقاطع ،
و إن اهم تلك المشاريع و المحاور التي تتواجد او لها تأثيرا في عالمنا العربي و كذا النظري منها هي :
1. مشروع نهضة الأمة ( مفترض ) لانه حاليا مشتت و ممزق و متحارب الخ …
2. المشروع الامريكي الغربي و هو الوحيد الكوني ومن ادواته :
أ. دول الاعتدال العربي او دول المماليك او دول الثورة المضادة .
ب : الكيان الإسرائيلي .
ج : مشروع الدولة العلماني التركي ( تحت سقف الأطلسي ) .
3 المشروع الجهادي او العنفي المتطرف قاعدة ، نصرة ، القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي ، بوكو حرام ، داعش ،،،،،
4. تجربة حزب العدالة و التنمية التركي ( و طموحه العثماني ) .
5. ما تبقى من قوى او دول الممانعة .
6. المشروع الايراني .
7. المشروع الروسي و هو المشروع فوق الإقليمي تحت الكوني .
8. النفوذ الاقتصادي الصيني .
ان أجزاءا من تلك المشاريع تتشظ احيانا و تتباين رؤاها لتشكيل محور قد يناقض مصلحة المشروع تماما ،
او بمنطق المصالح تتقاطع المشاريع و تتفاهم او حتى تتخادم ،
كما و أن مدى تأثيراتها و حجم فعلها متفاوت في منطقتنا .
يتبع بإذن الله
العالم العربي و صراع المشاريع… بقلم سيادة الوزير السابق الأستاذ عبد القادر بن قرينة
