ازمة الخليج خلفيات و مآلات…الحلقة الثالثة بقلم سيادة الوزير السابق الأستاذ عبد القادر بن قرينة

الجزء الاول :
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم
ان العالم العربي عموما و منطقة الشرق الاوسط خصوصا تمران بوضع عصيب يكاد ينهي الأدوار التقليدية لعديد من دوله و سوف يغير من خرائطه في المستقبل القريب .
وواضح انه كان مخطط لحرب كونية ليس بالضرورة تقليدية فقد تأخذ زيادة على ذلك أشكالا اخرى ( اقتصادية ، ثقافية ، حتى الكترونية ،،،،، )
تدار هذه الحرب في ساحات المثلث الثلاث : ايران – تركيا – السعودية .
فحاولت بقدر المستطاع ان تدفع بها ايران لخارج أراضيها مؤقتا ، رغم ان العمليات الانتحارية الاخيرة بها هي محاولة لجرها لعمق جغرافيتها ،،
و نجحت تركيا هي كذلك لافشالها على ساحتها ، و التف الجميع حول الدولة و اسقط الانقلاب العسكري ، و الحلقات لازالت متواصلة ،،
بينما وقعت السعودية ضحية لها في تصدع المجال الحيوي لأمنها القومي ، و الحلقات متوالية ،،،
أن تدمير أسس مقومات الدولة في العراق و حل الجيش به أغرى القوى الاستعمارية فبرمجوا الضغط على أضلع مثلث اخر ( سوريا – مصر – الجزائر ) ، و كانت الفرصة سانحة بذريعة الربيع العربي ،
و بالفعل تم تدمير الجيش السوري بشكل كبير بما يحده من التأثير في ميزان القوى بمعادلة اي صراع عربي إسرائيلي مستقبلي لاسترداد الاراضي العربية المغتصبة ، و الترجيح القائم هو التغيير في عقيدته العسكرية عاجلا او تجزيئته تبعا لاي تقسيم منتظر و قد يكون قريبا في سوريا ( لا قدر الله ) .
و بسبب اختيار منهج السلمية من طرف جماعة الاخوان المسلمين جُنِبت مصر الكارثة الى حين .
– و بالنسبة للجزائر لازال التربص بها قائما ،
و تقارير مراكز الدراسات الأمنية و الاستشرافية بأوربا و امريكا تجمع في تنبؤاتها بهذا الخطر
و ليس من باب الصدفة ان رموزا ( الريسوني – الحمداوي – المقري الإدريسي ) من حزب العدالة و التنمية الذي يقود الحكومة في المغرب الشقيق شهورا بعد الربيع العربي يصدروا كتابا متعلقا برؤيتهم لقضايا إقليمية و يتطرق فيه بكل وضوح بالباب الثالث للبحث من الكتاب :
ان خارطة الجزائر بها انتفاخات غير طبيعية ( و يذكر ان جزاءا من أراضي السيادة الجزائرية بالجهة الغربية يجب ان يتبع المغرب ، و جزءاً اخر يتبع الدول الافريقية في أقصى الجنوب الحزائر و ورقلة و حاسي مسعود يجب ان تتبع ليبيا ،،،،،،، )
و كأنها تدعوا و تحرض قوى معينة انه اثناء حدوث اي فوضى و فلتان في الجزائر يجب ان يبدأ التقسيم على هذا الأساس ،
ثم ان هيئة تفكير في مستقبل صحراء ليبيا و إمكانية فصلها على الشمال اجتمعت بنفس الوقت بالمغرب ، متزامنا مع إقامة فرنسا قاعدة عسكرية في النيجر في تخوم الحدود الليبية الجنوبية او صحراء ليبيا .
إذن المنطقة تمر بحالة إرباك و ارتباك شديدين وعدم استقرار ، ويشهد الكثير من دولها صراعات سياسية وتجاذبات ، و ازمة اقتصادية وحمل سلاح واحتراب محتدم وحالات من الاستقطاب الطائفي والعرقي و الاثني اتاحت للقوى الطامحة تحقيق مأربها والتقدم في تنفيذ مشاريعها بإستغلال الخلخلات المجتمعية و تقوية تناقضاتها و تنافراتها ،،
يتبع بالجزء الثاني من الحلقة الثالثة بعون الله ،،،،

اترك تعليقًا