العالم العربي و صراع المشاريع …الجزء الثالث ،الحلقة الثالثة بقلم نائب رئيس الحركة الأستاذ عبد القادر بن قرينة

الجزء الثالث
من الحلقة الثالثة :
العالم العربي و صراع المشاريع
يمكن الرصد انه الى ما قبل الأزمة الخليجية كان يصنع الفعل في المنطقة بتلك اللحظة محوران إقليميان متناقضان في عقيدتهما ومصالحهما وتوجهاتهما:
– المحور الإيراني
– و محور الثورة المضادة

اولا : المشروع الإيراني :
طموحاتها تتعلق أساسا :
– حاجات و ضرورات صيانة الأمن القومي
– حماية و دعم و قيادة الطائفة أينما كانت تبعا لنظرية ولاية الفقيه
– تطلعات من اجل التسليم لها بالسيادة الإيرانية على الإقليم بالخليج و الشرق الأوسط .
ان هذا المشروع هناك من يعتبره طائفي عقدي مذهبي و هناك من يعتبره قومي فارسي ، و بعيداً عن تسميته و توصيفه
ما يزال هذا المحور مرتاحا ويصنع الحدث في ساحات ، كما و انه مأزوما في ساحات أخرى ، ويواجه العديد من التحديات في مواقع حضوره السياسية .
ويخوض في ذات الوقت حربا على ثلاث جبهات منها المباشرة و منها بالوكالة :
أ – الجبهة الأولى :
تثبيت مواقعه الحالية في سوريا و العراق و لبنان بتحقيق التفوق و النجاح ، أو محاولة الخروج من أزماته في تلك الساحات بأقل الخسائر .
و أول النجاح الذي حققه على حساب الثورة المضادة كان في لبنان بتنفيذ الاستحقاق الرئاسي و فرض حزب الله خياره بالمجئ بحليفه الرئيس ميشال عون لسدة الحكم .
ب – الجبهة الثانية :
بسط مساحات نفوذه والتمدد في مناطق جديدة يتمتع فيها بوجود طائفي يضغط فيه و يشتت جهد و تركيز خصمه محور الثورة المضادة (,البحرين,السعودية,الكويت ، الامارات ،) ،
ج – الجبهة الثالثة :
المراوحة في الكر و الفر بالساحة اليمنية ، كما و يسخنها أحيانا مستهدفا من ذاك التسخين على الاقل خمس مصالح استراتيجية يجنيها :
– استنزاف لمحور الثورة المضادة عموما و السعودية خصوصا .
– المقايضة بالجبهة السورية في اي تسويات قادمة .
– يهدد الملاحة الدولية بباب المندب و بالتالي يكسر كبرياء امريكا و حلفائيها .
– يدخل الرعب للسعودي و هو على حدوده بما يهدد الامن القومي للملكة بصفة مباشرة و الخليج عموما .
– الضغط على الإماراتي ( لدور المقاول الذي تطوعت ان تلعبه هذه الإمارة ببناء القاعدة العسكرية الإماراتية باسمرا ، و الجُزر التي تعلن الامارات احتلالهما من طرف ايران .
– موضع قدم في المنطقة الحيوية للأمن القومي الخليجي بما يسمح لها بالتدخل في اي ترتيبات قادمة بالمنطقة لاحقا .
و بدخوله استغلال حقل الغاز المشترك مع قطر أدخلهم بالصفة المباشرة في الاشتراك في منطقة حيوية لأمن القومي لإيران و المشترك مع الخليجي .
– كما وان هذا المحور يلعب في مناطق اخرى متنافسا مع الاسرائلي فقط ، كما هو الحال في الساحة الافريقية دون وجود يذكر لمحور الثورة المضادة او دول المماليك الا بما تعلق بالمذهب الوهابي ، تلك الساحة و التي لها تأثيراتها المباشرة على أمن العالم العربي لاسيما دول مثل مصر و السودان و الصومال و غير مباشرة على كثير من الأقطار العربية .
– كما ويلعب منفردا بكثير من الأحيان في ساحة أمريكا اللاتينية،
– و يتحالف وحده مع (روسيا والصين) و يشارك في تحالف دول بريكس .
– و يملك علاقات جيدة و تشارك في الرؤى لبعض أزمات الإقليم مع ما تبقى من دول الممانعة كالجزائر .
– يجب ان نسجل ان هذا المحور تخادم بصدق دون خديعة مع الامريكي في عدة ساحات ، لذلك قبله الامريكي كعدو و خصم مجرب يتبادل معه المصالح و المنافع و كلما وجد له مصلحة محققة في اي ساحة لا يجد حرجا بان يتقاطع مع المشروع الغربي او غيره ( في أفغانستان و في العراق من اجل إسقاط صدام و مع الخليجي و الامريكي ضد صدام بعد احتلال العراق )
و حاليا مع الروسي من اجل تثبيت أركان الحكم بسوريا ، و مع التركي بالملف الكردي و غيرها كثير ،،،،،
– كما و انه و يجب ان نضع بالحسبان ان هذا المحور اصبح ينتمي للنادي النووي و انه كذلك خرج من أزمة العقوبات المفروضة عليه .
– بسبب تحالف محور الثورة المضادة ( دول الخليج العربي ) مع امريكا و الغرب في إسقاط صدام حسين ، استطاع ان يكسب المحور الإيراني مرجعيتين أساسيتين كان الإشراف عليهما عربي :
أ : الحوزات العلمية و مختلف المزارات الشيعية ( بالنجف و كربلاء و غيرهما ) لما لهما من قدسية عند المسلمين الشيعة .
– ب : المقامات القادرية و مرجعية الطريقة القادرية ، لما لها من رمزية عند المسلمين من أغلب الطرق الصوفية السنية .
ان هذه الرمزية الاخيرة خلقت له بيئة خصبة لنشر المذهب الشيعي في الساحة الافريقية ذات الانتماء الصوفي المتعلق بحب آل البيت لمقارعة المذهب السلفي ( الذي يعتمد عليه محور الثورة المضادة ) و الذي يناقض التدين المذهبي الصوفي بافريقيا .
زِد على ذلك امتلاكها لورقة رمزية عند عموم العرب و المسلمين :
و يتعلق الامر بالعلاقة مع القضية الفلسطينية : وضعت الدولة كل ثقلها الإعلامي و المادي و اللوجستي و كذا كل خطب رموزها فارتبطت بهذه القضية فتستغله و تدخل به كل بيت مسلم مرتبط بالدفاع على الأقصى الشريف ، لتوصف نفسها بأنها المدافع الوحيد على هذه القضية .
يتبع باْذن الله بالجزء الرابع

اترك تعليقًا