بعد انهيارات الاتحاد الخليجي. ..من يكون بوتن المنطقة. بقلم نائب رئيس الحركة الأستاذ أحمد الدان

بعد انهيارات الاتحاد الخليجي
من يكون بوتن المنطقة ؟؟ .

ابن زايد وابن سلمان وابن حمد ،وابن عبد الله صالح ، وابن القذافي ، وقبلهم ابن الحسين ،وابن حافظ الاسد.
هذه العناصر تشترك في صناعة المشهد في اهم منطقة من مناطق التوترات في العالم اليوم .
انها منطقة الصراع الديني في فلسطين ، ومنطقة الصراع المذهبي في شبه الجزيرة العربية و محيطها حيث ياخذ الصراع المذهبي ابرز أشكاله السياسية حول من سيرث المرحلة القادمة .
وهي ايضا منطقة الصراع الاقتصادي على الطاقة والنفط والغاز .
والقوى الكبرى كلها داخل شبكة التاثير على الاحداث في المنطقة حيث امريكا تسترجع الخليج المالي بعد فترة برودة العلاقات ايام حكم اوباما ومخاطر قانون جاستا الذي ادان السعودية بالارهاب ، والروس يسترجعون ايران وسوريا بعد غلق الملف النووي الايراني لصالح ايران ، والصين تلعب مع الجميع حيث تشارك في بناء مشاريع ضخمة في فلسطين الكحتلة وتتعاون مع الخليج وايران دون ان تدخل الى الزوايا الحادة من الصراع.

فهل يستطيع الابناء ملاعبة العمالقة ؟
او بالاحرى هل تستطيع سلطة الفرد ان تنجح في مواجهة سلطة وارادة دول المؤسسات ؟

الحرب شبه الباردة في الخليج تصنع مشهدا قاتما مكن من تمزيق اهم قوة تعاونية في الخليج ممثلة في مجلس التعاون الخليجي وضربه في عمق منظومته المالية .
وتيران وصنافير تفتحان الباب لثلاث مؤشرات خطيرة هي :
اولا: حرية الملاحة في مياه دولية جديدة هي 4كلم بحرية بين مصر والسعودية بعد ان اصبحت الجزيرتين سعوديتين او عادتا الى السعودية على حسب بعض الروايات التاريخية المصرية، وحرية الملاحة هنا تعني تحول مركز الثقل من مصر الى الاحتلال الصهيوني.

ثانيا: فتح الاحتلال لمشروعين هامين هما القناة البديلة لقناة السويس وخط السكك الحديدية من العقبة الى اسدود فالقناة الجديدة من خليج العقبة الى البحر الابيض المتوسط ستحول حركة السفن بشكل غير متوقع في ظل تراجع قناة السويس ، وخط السكة الحديدية سيكون سلاحا اقتصاديا لتثبيت الاحتلال وتسهيل خططه المستقبلية حيث يستفيد اليوم من السيسي لصناعة ادوات حصار مصر ما بعد السيسي وقتل مقدراتها الاقتصادية بعد تفكيك انسجامها الوطني لان مصر تبقى تهديدا استراتيجا للاحتلال والسيسي لن يدوم ودول المؤسسات لا تربط نفسها بالافراد.

ثالثا: انخراط السعودية في التطبيع بحكم كامب ديفد لانه سيصبح لديها حدود مع دولة الاحتلال عبر الجزيرتين وهذا ما يعني ركونها الى تحالف امني مع الاحتلال ضد ايران مبدئيا وضد القوى التي يمكن ان تزعج مستقبلا دوائر الحكم في المملكة وبذلك تفقد السعودية دورها المحوري وتصبح تحت رحمة التهديدات والتخويف والصراع الداخلي على السلطة كما تفقد ادوارها الاستراتيجية في الامة لان درس الربيع العربي الذي تحول الى ربيع إسلامي ثم الى ربيع اخواني اثبت حجم خطر يقظة الشعوب على الاحتلال الصهيوني اولا وعلى منظومة أمريكا في المنطقة ثانيا ؛ ومن هنا بدأ الاحتياط لما بعد مرحلة المملكة باضعاف عوامل القوة فيها وتحويل وجهة الحرب مقابل تحويل وجهة قانون جاستا .

ان حقبة حكم الابناء قد تطول نسبيا سواء تحت الحكم الشكلي للاباء المتبقين او بتحييدهم ، كما انها يمكن ان تجعل من ملك الامارات الشاب السائر نحو الحكم ملكا للملوك الابناء لانه:
– هو صاحب فضل في وصول ابن سلمان الى الملك وازاحة محمد بن نايف عن ولاية العهد بعد ان كان عرابا لتوجهات متعب التي فشلت بموت الملك عبد الله.
– وسيعمل لاعادة نجل عبد الله صالح – المحتمي به من السعودية – الى حكم اليمن وربما باتفاق مع ايران لان عبد الله صالح حليف للحوثيين وهم حلفاء ايران وحزب الله في اليمند.
– ويجري الحديث عن عودة مرتقبة لسيف الاسلام القذافي الذي شمله العفو ويمكن ان يكون له دور مستقبلي في حكم ليبيا وبالتاكيد سيكون مع القبائل وبتحالف مالي عسكري مع الامارات ووكلائهافي المنطقة .
وربما يستطيع الوصول الى اتفاقات مع امير قطر بوساطة خليجية او امريكية وبتنازلات قطرية تراعي مصالحها في ظل تعقد المسارات ان لم تنجح الامارات في تحييد تميم والمجيء بابن آخر من ابناء العائلة لادارة قطر ضمن قواعد وضوابط بيت الطاعة الخليج
– وهو يعمل لاتمام تسوية الملف السوري لصالح الابن بشار بالاتفاق مع روسيا وايران لتقاطع المصالح بعد الانهيارات الكبرى لداعش التي كانت مخلبا من مخالب الهر او راسا من رؤوس الافعى ادى دوره في خلط اوراق المنطقة ولا يسمح له بالحضور في اعادة ترتيب موازين القوة والنفوذ ، والتخلي عن داعش هو تنازل لصالح إيران لان ملف العراق وسوريا جزء من امن ايران الاستراتيجي وايران سيكون لها ادوار في كبح الاسلام السني القادر على صناعة حرية الاوطان وليس الاسلام السني الذي مثلته السعودية قرابة القرن وكان حالة توازن غربية امام الاتحاد السوفياتي الذي سقط اولا ولابد له من ثان.
– ولان ابن الحسين في الاردن يعاني اقتصاديا كما كل كاهله من عبء الشعب الفلسطيني الموطن في الاردن فسيستفيد من مقاربات ملك ملوك الابناء من خلال اطلاق تسوية الملف الفلسطيني على حساب المقاومة وستكون جزيرتا تيران وصنافير فأل خير له لان خليج العقبة سيشهد حالة تاثير اقتصادية جديدة ومتطورة يتحول ريعها من مصر الى الاردن وسينال الاردن نظرة من عين الرعاية والعطف الكبرى كالتي ينالها غيره من ابناء الخليج الملوك والامراء ،وامناء امريكا في مستقبل المنطقة.
– وربما يكون لدحلان الذي هو ابن عاق من ابناء سلطنة فتح ربنا يكون له دور لاتمام المشهد في فلسطين بعد ان عرض خلال الايام الاخيرة خدماته الانسانية والسياسية في مشهد فلسطيني قادم يؤسس لمرحلة ما بعد عباس وتحاول مصر ان تراهن عليه حسب فتحها الحوار مع حماس في عز الحملة الخليجية المضادة لحماس ووصفها بالارهاب.

ان في الواجهة الاخرى للمة وامام ابناء الملوك هناك ابنا الشعوب وابناء الانفاق اي ابناء المقاومة وهم الذين سيرثون في مصر وفي الاردن وفي الخليج وفي فلسطين لان موسى عليه السلام كان مطاردا قبل ان يولد فلما ولد تربى في الداخل الفرعوني ، وداوود الفتى هو من قتل جالوت ..
ان الاسلاموفوبيا علامة رعب عند أعداء الاسلام والا فالإسلام هو دين الرحمة والسلام والسلمية وسلمية الاسلام اقوى من الرصاص ولكنه دين الحرية والتحرر.

وابناء الملوك لو علموا سيكون اقرب طريق الى استمرار ملكهم هو التصالح مع شعوبهم وقيم امتنهم لان التاريخ حدثنا عن الفاتحين وانكر الحديث عن غيرهم

اترك تعليقًا