ليكن النفير العام حيثما كنتم …بقلم مصطفى الصواف

لم يعد هناك ما نخسره، وعلينا التحرك دون أن ننتظر أحدا أن يتحرك معنا نصرة للقدس والاقصى، لقد اتضحت الصورة تماما ولم يعد هناك ما يستر العورات، ولن يتعدى الموقف العربي والاسلامي الرسمي بيانات الشحب والاستنكار والادانة، بل تعدى ذلك إلى مطالبات للاحتلال بالتراجع عن ما يقوم به من إجراءات في القدس ولكن على أرض الواقع كل ذلك لم يغير شيئا، بل يدفع الاحتلال الصهيوني إلى المزيد من الاجراءات ضد الفلسطينيين وضد المقدسات التي لم يتمعر وجه زعيم عربي غضبا وهو يسمع ويرى كل ذلك، بل ويفعل ما يشجع هذا الاحتلال على مزيد من الارهاب لأنه قال بشكل واضح أن القدس والاقصى لا تعنيني لا من قريب ولا من بعيد ولو لم يكن هذا قوله لكان موقفه مختلفا تماما.

هذا هو الواقع، فهل نستسلم له نحن كفلسطينيين ونقبل بالذل والمهانة التي قبل بها الزعماء العرب والمسلمون؟ أم بات من الواجب علينا أن نتحرك بشكل أكثر وبفعالية أكبر لرفض كل ما يفرضه الاحتلال على أرض الواقع والتي كان آخرها البوابات الالكترونية التي وضعها على مداخل الحرم القدسي لتفتيش المصلين والداخلين لباحات المسجد الاقصى.
إن موقف الهيئات الاسلامية في مدينة القدس بأن دعت المواطنين بعدم الاستسلام للمحتل والانصياع لما يخطط له ورفض المرور عبر تلك البوابات، وهذا بالفعل ما تم واعتصم المواطنون والمصلون على ابواب المدينة رافضين المذلة والهوان والاستجابة للمحتل.
خطوة أولية صائبة ولكنها بحاجة إلى خطوة عملية ثانية على أرض الواقع تستكمل هذه الخطوة وهو دعوة للنفير العام بين الفلسطينيين ممن يستطيع الوصول إلى مدينة القدس وتحديد ساعة الصفر لهذا النفير بالتجمع أمام باب الاسباط أو أي باب من أبواب المسجد الاقصى والزحف إلى داخله بعيدا عن البوابات الالكترونية واختراقا للحواجز الصهيونية والتدافع نحو ساحات المسجد الاقصى بشكل جماعي، وإن لزم الأمر المواجهة مع الاحتلال فلتكن مواجهة وليكن دما يروي التراب والثرى وليرتق الشهداء ولا نستسلم للاحتلال ولا نقبل الدنية والهوان لديننا ومقدساتنا.
هذه الخطوة لابد أن تدعم بخطوات في مختلف المناطق الفلسطينية وحيثما تواجد الفلسطينيون وبطرق وأدوات مختلفة كل حسب إمكانياته والمتاح له سواء بالاشتباك مع الاحتلال ومستوطنيه أو بالتظاهر أمام المؤسسات الدولية وأمام السفارات الصهيونية في الخارج للتنديد بما يقوم به الاحتلال، اما الدول التي تقيم علاقات مع المحتل من الدول العربية سواء كانت علاقات علنية كمصر والاردن أو سرية؛ فعلى شعوب هذه الدول العمل أن تعلن عن غضبتها لله وللدين وللمقدسات فقد بلغ السيل الزبى، هذه الشعوب عليها ألا تعود الى بيوتها إلا وقد تم طرد المحتل من أراضيها من خلال طرد من يمثلون هذا المحتل وإغلاق تلك الاوكار التي يعيش فيها المحتل الصهيوني في تلك الدول التي لم يراع المسئولون فيها حق الله ولا حق دين الله وتجاوزوا كل الخطوط الحمر.
نعم، نعلم أنها خطوات تشكل خطورة على حياة الناس كون هذه الانظمة قمعية دموية ويمكن أن تقوم بأفعال خارجة عن الفهم والتصور؛ ولكن لم يعد هناك بد من المواجهة، فإلى متى هذا الصمت؟ وهل عاد هناك من صبر؟ وهل هذا الاجرام بحق الله ودين الله ومقدساته لا يستوجب الخروج على مثل هؤلاء الحكام الذين لم يرعوا حق الله.
يا أيها العرب والمسلمون، وخطابي هنا للشعوب، إلى متى هذا الصمت؟ إلى متى هذا الخنوع؟ تقتلون وأنتم أحياء، أحياء ولكنكم أموات، ماذا ستخسرون؟ ألا تنتصرون لدين الله؟ الا تنتصرون لمقدسات الله؟ القدس مسرى رسولكم الكريم صلى الله عليه وسلم، وقبلتكم الأولى.
أعلنوها غضبة لله ورسوله ونصرة للقدس وفلسطين، عندها لن تخسروا شيئا وستكسرون قيد الذل والمهانة، الأقصى والمسرى يستصرخكم أن هبوا لنصرته فيهود يجهزون لذبحه، وذبحه مقدمة لذبحكم، هبوا قبل فوات الأوان.

اترك تعليقًا