كلمة الشيخ مصطفى بلمهدي رئيس الحركة في الاجتماع الوطني لرؤساء الهيئات و اللجان الولائية للانتخابات المحلية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

ايها الاخوة الكرام

السادة رئيس واعضاء الهيئة العامة

السادة رؤساء الهيئات واللجان الولائية للانتخابات المحلية

الاخوة الضيوف والاخوة رجال الاعلام والصحافة

احييكم بتحية الاسلام تحية طيبة فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ايها الحضور الكرام

اسمحوا لنا في البداية ان نرفع الصوت بالدعاء والافتخار والدعم للمرابطين في الاقصى الحبيب المحاصر بقوات الاحتلال الصهيوني، ونشد على ايديهم من خلال هذا اللقاء الذي نرفع فيه الصوت بالشكر الجزيل من خلالكم للشعب الجزائري و لكل الشعوب الاسلامية المتأهبة والتي لم تهدأ نفوسها امام محاولات التهويد والتقسيم الزماني و المكاني لأقصانا الذي لن يقسم -ان شاء الله- ولن يُهَود بل سيكون الشرارة التي تحيي الامة وتحرك فيها روح المقاومة و الصمود و المواجهة، وتكون السبب المباشر في انطلاقة جديدة للصراع ضد الاحتلال الصهيوني ، فغضب الشعوب اليوم من جراء الانتهاكات الصهيونية تتجمع انهاره في سد الاقصى ليجرف المشروع الصهيوني من النهر الى البحر بحول الله و يجتث الشجرة الخبيثة من فوق الارض المقدسة فيكون مصيره كمصير اصحاب الفيل في الارض المقدسة.

وبالمناسبة نحيي الموقف الرسمي الجزائري ومواقف القوى السياسية الوطنية التي عبرت عن دعمها القوي والواضح لخيار المقاومة الفلسطينية ووقوف الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال الذي استغل التمزق العربي وانخراط بعض الانظمة العربية في التطبيع فوق الطاولة او تحت الطاولة من اجل صناعة امر واقع جديد وفرض السيادة الصهيونية على المسجد الاقصى الذي نتاسف لخطيب المسجد الحرام المتخاذل عن نصرة مسرى رسول الله لان نظامه السياسي لا يريد ذلك رغم اننا كنا نسمعهم يتكلمون عن فصل الدين عن السياسة فلماذا لا يفصلون موقفهم عن السياسة المضادة للأرض المباركة اليس هذا هو الكيل بمكيالين

ايها الاخوة والاخوات

ان اجتماعنا اليوم يتعلق بالانتخابات المحلية اساسا وهو واجب الوقت ولكننا لا نفصل قضيتنا الانتخابية عن قضايا امتنا ووطننا واهتمامات شعبنا.

فحركة البناء الوطني ليست حركة مناسبات ومواسم ولكنها حركة نضال مستمر.

ولهذا نتقدم بالشكر لكل قياداتنا الولائية على انجاح الجامعة الصيفية للإطارات والقيادات، ونثمن عاليا الجامعة الصيفية لشباب حركة البناء الوطني، ونثمن المخيم المتخصص “شباب من اجل القدس”، كما نحيي الاف الاخوة والاخوات الذين تحتضنهم المخيمات الولائية على طول الساحل الجزائري من شرقه الى غربه.

ومن هنا نسجل:

تثمين دعوة الحكومة الى الحوار مع الشركاء السياسيين اذ ان حركة البناء الوطني تشجع المشاورات وتدعو الى تعميقها واخراجها من الشكلية الى الشراكة الحقيقية في الراي والمقترح امام التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تحيط بالبلاد

تاكيد المشاركة السياسية لحركة البناء الوطني، كمنهج مستمر للحركة وخيار في عملها السياسي.

ومن هنا نجدد مشاركتنا في الانتخابات باعتبارها صورة من صور المساواة بين المواطنين، وندعو الحكومة الى تحرير الانتخابات مما علق بها من التشويه بسبب التزوير والمزورين، كما ندعو الشعب الجزائري الى المشاركة الواسعة وايقاف حالة العزوف التي تدفعنا اليها ممارسات خفافيش صنع المقاطعة الذين يقتاتون من غياب المواطن ليتمددوا في الفراغ بالتزوير والتلاعب.

التاكيد على الرشادة في الحكم والاصلاح المستمر الذي يحمي المصالح الاساسية والشرعية المستقرة ويرسي دعائم العدل والتوازن في التنمية وحمايتها من الفساد الذي لا يتوقف بالمحاربة الموسمية فالصلاح والاصلاح دعوة مستمرة وبرنامج عمل دائم لأجل الوطن والنهوض به.

اعتبار الانتخابات المحلية القادمة بعد التشريعيات التي شابها التزوير بسبب ارتفاع حجم المقاطعة فالانتخابات المحلية تعتبر فرصة اخرى للوطن والمواطن من اجل بناء الديمقراطية التشاركية التي تتجسد بتضافر الجهود في البلدية والولاية قبل غيرها من المؤسسات.

وهنا نجدد دعوتنا الى اعطاء المنتخب مكانته اللائقة في منظومة الحكم فرئيس المجلس البلدي يستمد سلطته من شعبه كما يستمد كل مسؤول منتخب سلطته من الشعب وممارسات بعض المسؤولين تمس هذه الشرعية بالتعسف في استخدام السلطة.

التحذير من حالة تفتيت الأمة ومخاطرها على الامن القومي الجزائري فان الازمة في الخليج اظهرت مستوى خطير من تسارع الازمات وتأثيرها على الامة كلها وخاصة على قضايانا المصيرية والمركزية، وعلى الجزائر ان تقوم بدورها الدبلوماسي والسياسي للتخفيف من الانعكاسات السلبية للازمة والمساهمة في ايقاف النزيف بدعم المصالحة.

دعوة اشقائنا في ليبيا الى التعجيل بالمصالحة الوطنية فالأزمة الاقليمية وخاصة في ليبيا اصبحت تهدد المنطقة بأكملها والمصالحة الليبية ستكون خيرا على المنطقة باكملها هذه المصالحة التي لا تقصي طرفا ولا تكون من زاوية نظر واحدة ولا تسمح للتدخل الاجنبي ان يخلطوا اوراقها ويفرض عليها اجنداته الانتهازية الابتزازية

ايها السادة

ان لقاءنا اليوم هو حالة تحيين لهياكل الحركة وتجديد تواصلها مع المواطنين وفتح المجال امام المواطنين ليقاسمونا هموم واهتمامات الوطن فحركة البناء الوطني ليست حزبا نخبويا ولا فئويا وانما هي حزب جماهيري للشعب الجزائري كله بكل فئاته وجهاته ومكوناته.

وان لقاءنا اليوم انما هو نقطة انطلاق -ليس لمجموعة افراد وقيادات-وانما هو إطلاق الآلة الانتخابية بكل طاقاتها والتكفل بكل مراحلها التي ستخوضها الحركة ضمن قوائم الاتحاد من اجل النهضة والعدالة والبناء

هذا الاتحاد الذي هو مكسب للجزائر وليس حالة حزبية محدودة، ومن هنا نؤكد ان الاتحاد مشروع مستمر، وهو مشروع أكبر من الانتخابات، وسنعمل بإذن الله على ان تكون الانتخابات خادمة للاتحاد وليس الاتحاد مطية للمناصب.

واخيرا

نجدد دعوتنا لكم جميعا أيها الاخوة لتكون الجزائر حاضرة معكم في كل حين وان تكون فلسطين توأما للجزائر فأرض الانبياء شقيقة ارض الشهداء فالأمة وقضاياها كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، والسهر والحمى مظهران للاهتمام بالجسد

نشكركم ونتمنى لنا جميعا التوفيق والسداد والصدق والاخلاص

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المقر الوطني درارية في:05 ذو القعدة 1438 هـ

الموافق لـ 29 جويلية 2017 م

اترك تعليقًا