كلمة الشيخ مصطفى بلمهدي في الندوة المختصة حول خطر التغلغل الإسرائيلي في إفريقيا

كلمة افتتاح الندوة المختصة حول
التغلغل الصهيوني في القارة الافريقية
باسم الله الرحمان الرحيم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه و من والاه.
ايها السادة الحضور
ايها الاساتذة الكرام والعلماء الاعلام الاجلاء رجالات الفكر والثقافة .
ايها المشاركون في فعاليات ندوتنا من ساسة ومفكرين ورجال اعلام .
احييكم جميعا مع حفظ الالقاب والمقامات
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عيد سعيد وعمر مديد ملئه الخير و البركات
ايها الاحباب
نستهل حديثنا بجملة من المواقف التي نظل مهتمين بها مركزين اهتمامنا عليها في عملنا من اجل مستقبل آمن ومزدهر و من اجل قرار سيد وحر في الجزائر التي هي امانة الشهداء في اعناق الاجيال المتعاقبة.
• ان الجزائر الحديثة تأسست على قيم نوفمبر التي ربطت بين الاسلام و الوطنية و الحرية ولذلك نعتبر ان هويتنا الوطنية تعتز وتفتخر بالاسلام و نحن نريد ان يفتخر بها الاسلام الذي هو الاسمنت المسلح الذي يشد بناء الوطن بعضه ببعض.
و الاسلام هو الوعاء الذي تذوب فيه الاعراق والاثنيات في مشهد التكامل و التعاون.
فنحن جزائريون مسلمون ملتزمون بمقتضيات جزائريتنا واسلامنا.
• اننا نعتبر الجزائر كعبة الاحرار وقبلة الحرية و استمرارها على ذلك ولذلك نقف ضد الاستعمار و تصفية الاستعمار في اي مكان ونجدد هنا و من هنا و في كل مكان و زمان موقفنا الرافض للاستعمار الصهيوني في فلسطين وللاستعمار في الصحراء الغربية و الابادة ضد الانسانية في مانيمار.
• اننا في حالة حرب مع الصهيونية لانها استعمار لمقدساتنا فنحن لسنا ضد اليهود لأنهم يهود لاننا نحترم الاديان والاعراق كلها بحكم ايماننا برسالة الاسلام الانسانية ولكن الصهيونية العالمية وقفت مع الاستعمار ضد تحرير الشعوب و وقفت ضدنا ايام الثورة التحريرية و وقفت ضدنا ايام الماساة الوطنية ومازالت تحارب الجزائر والاسلام بكل الوسائل .
• ان ميزان القوة مرتبط بالمبادئ والقيم ولكن القيم و المبادئ لا تكفي وحدها وكما قال الشيخ الابراهيمي رحمه الله
“ان الفعل اعتدى يعتدي لا يواجه فقط بفعل “دعا” “يدعو” وانما يواجه بفعل “اعد “و”يعد” ولذلك نردد قول الله تعالى : “وأعدوا لهم ما استطعتم “.
فالأسد أسد بمخالبه و انيابه و اضراسه و بدونها لا يستطيع البقاء حيث يفقد حتى هويته
• نتشرف بمواقف الجزائر في الصراع ضد الصهيونية و ضد تمددها كالاخطبوط السرطاني في محيط امتنا وفي المؤسسات الدولية حيث جعلت كيانها فوق الشرعية الدولية.
و من هنا نجدد دعوتنا للحكومة قبل اعداد قانون المالية ان ترفع منسوب الدعم لفلسطين لتثبيت شعبها ودعمه في معركته من اجل الحرية والسيادة وان تحافظ على التفريق بين المقاومة والارهاب لان الجزائر ضد الارهاب وهي بالأصالة مع حركات التحرر في العالم.
ان فرنسا وصفت الثورة الجزائرية بالارهاب و سمت المجاهدين بالفلاقة وتعني قطاع الطرق و لكن الشعب بنضاله الشرعي برهن للعالم ان الاستدمار الفرنسي هو الارهاب و بالنضال اوصل قضيته الى المؤسسات الدولية و نال بمقاومته استقلالها و الى يومنا هذا لم تعترف فرنسا بجرائمها في الجزائر و ما خلفته تجاربها النووية في صحرائنا.
• ان القوى الوطنية مطالبة بتحريك كل امكانياتها في حماية الجزائر من عملية التطويق التي تريد الدوائر الصهيونية ان تضربها علينا عبر الحالة المتوسطية من جهة والحالة الافريقية من جهة اخرى بعد اختراقها للمنظومة العربية المشرقية وضرب عوامل الممانعة و المقاومة فيها.
• ان حركة البناء الوطني ملتزمة بالانتصار للقضية الفلسطينية تعبيرا عن توجهات شعب الجزائر.
ولذلك نجدد دعوتنا للدبلوماسية الجزائرية ان تكون تعبيرا عن اهتمامات وتطلعات شعبها وألا تترك المجال فارغا للدبلوماسية المضادة سواء على مستوى اقليمي او على المستوى الدولي ، لان مؤشر التحولات في المواقف الافريقية لم يعد لصالحنا في السنوات الأخيرة فقد اصبحنا في وضعية رد الفعل للأسف.
و اليوم نفس سيناريو خيانة 48 في ارض 48 يعاد تكراره في ارض 67 و ما بعد ارض 67 دولة كبرى للكيان الصهيوني ليس لها حدود تريد اليوم التغلغل في افريقيا بعد التغلغل في الشرق العربي المطبع مع الكيان الصهيوني.
و لقد سمى الكيان الصهيوني نفسه بدولة اسرائيل و اسرائيل براء منها لتفتح لنفسها مجال التوسع و اذا بقيت تحمل هذا الاسم تطالب الدول العربية بكل مكان وصله بنو اسرائيل في مصر و الطور وسينائها و مدين و اليمن و العراق و المدينة المنورة.
و من التطبيع ان نسمي الكيان الصهيوني باسرائيل و نحن ضد التطبيع.
ايها السادة
نجدد الترحاب بكم في افتتاح هذه الندوة المتخصصة حول التغلغل الصهيوني في افريقيا ومخاطره وتحدياته ونحن سعداء ان نسمع منكم ونتعلم من خبرتكم وتجاربكم ونستشرف معكم مستقبل وطننا في قضية هامة من قضاياه الكثيرة ولعل هذه الندوة ستتبعها ان شاء الله ندوات وتوصيات للجهات المعنية بهذا الملف ونخص منها البرلمان ووزارة الخارجية والاحزاب السياسية كما اننا نعول على الاعلام الوطني ان يكون له دور هام في هذا الملف سواء على مستوى نشر الوعي مستوى المواجهة والمقاومة ضد تمدد سرطان الصهيونية في جسم افريقيا لان طبيعة السرطان التمدد في الاجسام التي تفتقد المناعة.

ايها السادة
• اننا نستطيع حين نريد ونحن اليوم نريد ان نبادر الى عمل مشترك ووطني من اجل ايقاف الزحف الصهيوني على افريقيا لكي لا نقول يوما اكلت يوم اكل الثور الاسود
• وان الأفارقة الاحرار كانوا الصوت القوي الذي ادخل قضية فلسطين الى الامم المتحدة والجزائر كانت رائدة قائدة لافريقيا في ذلك الموقف العظيم
• والرئيس الجزائري الحالي هو من اكرمه الله ليكون له شرف ادخال صوت فلسطين للمحفل الدولي الاكبر .
• فلا يجوز لنا اليوم ان نبقى متفرجين على الصوت الافريقي وهو يستلب من الأفارقة الاحرار ليتحول الى ورقة في يد الكيان الصهيوني ليس ضد فلسطين فقط ولكن ضد افريقيا وضد فلسطين معا.
ندعو الله التوفيق لهذه الندوة و طبتم وطاب مقامكم
والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته
فندق السلطان حسين داي في 18 ذي الحجة 1438 هـ
الموافق لـ 09 سبتمبر 2017 م

اترك تعليقًا