تحديات حكومة اويحي…العقول النظيفة. والأيدي النظيفة . والطاقة النظيفة بقلم نائب رئيس الحركة الأستاذ احمد الدان

ديزيرتيك حلم الماني جزائري كان سيجعل الجزائر اليوم في امان لو كانت العقول نظيفة والايدي نظيفة ولكن الحلم تحول الى كابوس حين اختطفه المفاوض المغربي ليجعل المغرب بداية العشرية القادمة احد اكبر مراكز الطاقة في العالم في ظل انهيار وتراجع الطاقات التقليدية والتوجه الى الطاقات البديلة .
للاسف ؛ فبدل التوجه الاستباقي الى الطاقات الغير تقليدية تتجه حكومة اويحي اليوم الى التوميل الغير تقليدي الذي سيغرق السوق بالتضخم ويفقد الدينار ما بقي من سيادة ويدفع باتجاه صندوق النقد الدولي الذي ستكون شروطه على حساب البعد الاجتماعي لاي برنامج اقتصادي مستقبلي وعلى حساب السيادة في القرار والعلاقات الدولية وعلى حساب القيم والثوابت لان الدولار اصبح دينا لايقبل الشرك به .
اليوم يمكننا الحديث عن دخول النفط الى مرحلة الاحتضار فالعشرية القادمة ستبدأ بتسارع انتاج المحركات الكهربائية والكهرباء لاتحتاج النفط لانها في النهار تحتاج الشمس وفي الليل تحتاج الغاز وهذا ما يجعل امكانات الجزائر وفرصها في البقاء اكبر اذا كانت العقول نظيفة في رؤيتها للمستقبل بواقعية واستشرافية وعملت على توجيه سريع لاستثمار جزء من المخزون او جزء من التمويل المتوقع في عملية انتاجية تقوم على الشراكة العادلة والبراغماتية واخراج الاقتصاد من الاكراهات السياسية لان النفط كان سلاح الماضي الذي لم يستثمر جبدا في حماية السياسة وترشيدها والكهرباء ستكون سلاح المستقبل اذا تحررت الجزائر من الذهنيات البالية امام حدة المنافسة الصهيونية والمنافسة المغربية على السوق الافريقية والمتوسطية في تصدير الطاقة الكهربائة من الشمس التي نحن الدولة الأولى في توفرها والاخيرة في انتاجها .
مؤتمر الامارات حول الطاقة النظيفة ومؤتمر واشنطن حول الطاقة الشمسية وطاقة الرياح اعتبرهما الباحثون من المنصات الهامة لاشارة انطلاق العصر الجديد للطاقة ،وتوجه سوناطراك نحو الاستثمار في الطاقة النظيفة واطلاق سونلغاز لمناقصات الاستثمار في الطاقة االشمسية كلها مبشرات تساعد على الامن الاقتصادي ولا يزال امام الجزائر فرصة للاستدراك ولكن التوجهات السياسية لا تزال بطيئة للاسف.
ان دولا اقل امكانات منا وكانت على حافة الانهيار لكنها بسياسة الايدي النظيفة استطاعت ان تصل الى المراكز الاولى في المنظومة الاقتصادية العالمية وتمكنت من الإنعتاق من الازمة بفضل ايقاف نزيف الايدي الملطخة بالفساد والذي يتجاوز عندنا ال20بالمائة للاسف الشديد وبمجرد اعلان الوزير الاول السابق للحرب عليه سقط هو واسقطت حكومته بشكل غير مسبوق وعلى اويحي ان يوجد الايدي النظيفة التي تمكنه من العبور الامن لما بعد 2020 ؛ تلك السنة التي ستتغير فيها قواعد اللعبة كثيرا.

اترك تعليقًا