مشروع_الإخوان_أفسد_خطة (( سايكس بيكو الأولى))…بقلم الأستاذ أحمد محمود خونا

#مشروع_الإخوان_أفسد_خطة (( سايكس بيكو الأولى)):
إذا تأملنا تصريحات وزير اتصالات الكيان الإسرائيلي التي أشار فيها أن قيام دولة #كردستان سيُمهد الطريق لإصلاح خطة #سايكس_بيكو ، والتخلّص من كل المشاكل التي ظهرت عند تنفيذها وتطبيقها. وأن إقامة دول خاصة #بالأقليات يتعبر أصلاحا للخطة، لأن الخطة الأولى إنما قامت على أساس التقسيم الجغرافي وليس أساس الانتماء الطائفي أو المذهبي أو العرقي.
إذا تأملنا ذلك ثم تأملنا ظروف نشأة جماعة الاخوان المسلمين (سنة 1927)بعد عشر سنوات من بداية تنفيذ خطة سايكس ييكو (سنة 1917)، #أدركنا حينها أن أفكار هذه الجماعة وأدبياتها سياسية وخطتها في الإصلاح الدعوي والتربوي.. هي المسؤولة عن عرقلة مخطط سايكس بيكو من أن يبلغ أهدفه الضارة بالأمة كل الضرر.
فقد اهتم فكر الاخوان بإعادة بعث مفهوم (الأمة) من جديد بعد أن كاد أن ينْمحي من عقول وقلوب أبنائها، وهذا هو السرّ الكامن وراء تخاذ الاخوان من (الاخوة) شعارهم البارز وعنوانهم الرامز، وقد انصبغت بمعاني هذا الشعار كل وسائل التربية عند الاخوان وكذا برامجهم السياسية.
حتى لقد أصبح تجميع الامة وجمع كلمتها ، ووحدة أوطانها من أهم الغايات العملية عند الاخوان، بل قد أثر الاخوان بهذه الافكار الوحدوية والقومية في الفكر القومي الناصري التي كان #جمال عبد الناصر قد استقاها من الاخوان يوم كان عضوا بارزا في جماعتهم برتبة (أخ عامل).
¶ وليس اعتباطا أن يختار الاخوان اسم (#الأسرة) لقبا لأصغر مكوِّن تنظيمي عندهم ، ويتركوا مصطلحات كثيرة كالخلية والقسمة وغيرها من المصطلحات التي لا تُشير بالضرورة إلى معنى التآسر والتعاون والتجميع.
¶ وليس اعتباطا أن يضع الاخوان (عودة الخلافة) أبعد هدف لهم ويفسرون الخلافة باللحظة التي يرتفع فيها الاختلاف بين الأمة ولذلك كثيرا ما يرد في أدبياتهم قولهم (الخلافة المفقودة والوحدة المنشودة).
¶ وليس اعتباطا كذلك أن يتزامن تنفيذ خطة سايكس بيكو #الثانية مع الكيد والتآمر على هذه الجماعة ومحاولة #تشويه أدبياتها الفكرية والدعوية المبثوثة في الامة كمفهومي ((الدولة)) و((الخلافة)) من خلال صناعة ((تنظم الدولة)) و((#داعش))

ولقد حدد الإمام البنا الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها جماعته بإيجاز فقال:
((نحن نريد الفرد المسلم، والبيت المسلم، والشعب المسلم، والحكومة المسلمة، #والدولة التي تقود الدول الإسلامية، وتضم شتات المسلمين وبلادهم المغصوبة، ثم تحمل علم الجهاد ولواء الدعوة إلى الله تعالى حتى يسعد العالم بتعاليم الإسلام)).
و ركّز الإمام الشهيد على هدفين حيث قال: ((أذكر دائمًا أن لكم هدفين أساسيين:
1 – أن يتحرر #الوطن الإسلامي من كل سلطان أجنبي، وذلك حق طبيعي لكل إنسان لا ينكره إلا ظالم جائر أو مستبد.
2 – أن يقوم في هذا الوطن الحر دولة إسلامية حرة تعمل بأحكام الإسلام وتطبق نظامه الاجتماعي، وتعلن مبادئه القديمة، وتبلغ دعوته الحكيمة إلى الناس، وما لم تقم هذه الدولة فإن المسلمين جميعًا آثمون مسئولون بين يدي الله العلي الكبير عن تقصيرهم في إقامتها وقعودهم عن إيجادها.))

وحدد الإمام الأهداف المرحلية التي تصل بالمسلمين أو يصل المسلمون من خلال تحقيقها لهذين الهدفين الكبيرين على هذا النحو الدقيق والواضح:
1) – تكوين الإنسان المسلم قوي الجسم، متين الخلق، مثقف الفكر، القادر على الكسب والعمل، سليم العقيدة، صحيح العبادة، القادر على مجاهدة النفس، الحريص على الوقت، المنظم في شئونه، النافع لغيره ولمجتمعه ولوطنه.
2 )– البيت المسلم: المحافظ على آداب وخلق إسلامه في كافة مظاهر الحياة المنزلية والمجتمعية. وحين يحسن تكوين الإنسان المسلم عقائديًا، وتربويًا، وثقافيًا.. سيُحسن اختيار الزوجة، وتوقيفها على حقها وواجباتها والمشاركة معها في حسن تربية الأبناء، وحسن التعامل مع الآخرين، والعمل لما فيه صالح المجتمع والأمة.
وحين تتكون الأسرة المسلمة.. سيتحقق وجود المجتمع المسلم الذي تنتشر في أرجائه وعلى ساحته دعوة الخير ومحاربة الرذائل والمنكرات، ويتم تشجيع الفضائل ويتم العمل والإنتاج.. والأمانة والعطاء.. والإيثار.
والوصول إلى #المجتمع_المسلم.. سيوصِّل إلى اختيار الحكومة المسلمة.. التي تلتزم شرع الله.. وترعى الله في الشعب، وترعى وتحافظ على حقوقه، وتلتزم القانون في تأكيد حق الإنسان في الحرية والأمن والعمل والانتقال، والتعبير عن الرأي، ومزاولة حقه في المشاركة واتخاذ القرار.
و #الحكومة_المسلمة، التي سيفرزها المجتمع المسلم، تؤدي مهمتها كخادم للأمة، وأجير عندها، عاملة على مصالحها، وهذه الحكومة يلتزم أعضاؤها إسلامهم وتعاليمه يؤدون الفرائض.. وتستعين بغير المسلمين من أنحاء المجتمع؛ من أجل تحقيق نفع الأمة وخيرها.
وقيام حكومة إسلامية يختارها مجتمع مسلم في حرية تامة.. والتزام هذه الحكومة بشرع الله عز وجل سيؤدي إلى وجود الدولة الإسلامية النواة.. الدولة التي تقود الدول الإسلامية، وتضم الشتات، وتستعيد المجد، وترد على المسلمين أرضهم المسلوبة.
وقيادة #الدولة الإسلامية من خلال دولة قائدة تتوفر لها صفات وإمكانات ومقومات القيادة ليست مطلبًا بل عملاً راشدًا ومسئولية ضخمة.. تجعل وحدة الأمة الإسلامية أمرًا ليس بالبعيد، خاصة ومجموع الفوائد السياسية والاقتصادية والعسكرية- التي ستتحقق للمسلمين بل العالم كله- لا تُعد.
وقيام الدولة الإسلامية الواحدة أو الولايات الإسلامية المتحدة.. تعيد #الكيان_الدولي_للأمة.. وتؤكد درورها الحضاري ودورها في تحقيق السلام والأمن الحرية في العالم، وتحول دون محاولات الهيمنة من قِبل قوى أخرى.
ويقول الإمام ((إن المسلمين جميعًا آثمون مسئولون بين يدي الله العلي الحكيم عن تقصيرهم في إقامتها وقعودهم عن إيجادها، ومن الظلم للإنسانية في عالمنا المعاصر، أن تقوم فيه دول على ساحة العالم الإسلامي تهتف بالمبادئ الظالمة، وتنادي بالدعوات الغاشمة، وتصادر حقوق الإنسان.. ولا يكون هناك من يعمل لتقوم دولة الحق والعدل #والسلام والأمن والحرية.)).

اترك تعليقًا