كلمة النائب لخضر بن خلاف التي ألقاها منذ قليل …يوم الخميس 05 -09-2017 بمناسبة مناقشة مشروع قانون النقد والقرض……. النائب: لخضـر بن خـلاف الجزائر، في 05 أكتوبر 2017
رئيس المجموعة البرلمانية للاتحاد
من أجل النهضة والعدالة والبناء
NAHDA-ADALA-BINA
مداخــــــــــلة بمناسبة منــــــــــــــاقشة مشـــــــــــــروع القانون المتمم للأمر رقم 03-11
المتعـــــــــــلق بالنقد و القرض
بسم الله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى،
السيد رئيس المجلس الشعبي الوطني.
السيد و زير المالية والوفد المرافق له.
السيد وزير العلاقات مع البرلمان.
السيدات والسادة النواب، أسرة الإعلام السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
لقد بُرمجت مناقشة قانون النقد والقرض وهو قانون حسّاس وخطير أيام العطلة وكأنما الجهاز التنفيذي هو في سباق مع الزمن لتمريره ولو بدون نواب حتى تتمكن الحكومة من تنفيذ خطتها السحرية المتمثلة في مباشرة طباعة الأوراق المالية، مستعملة في ذلك الترغيب والترهيب والتخويف والتهويل بما في ذلك الرجوع بذاكرة الجزائريين الى سنوات الدم والجمر بإظهار تلك الصور البشعة لأشلاء الجزائريين وهي تتناثر في الهواء، صور لمآسي ظن الشعب أنها ذهبت وبدون رجعة وللأسف برر أصحاب فكرة هذه المشاهد المرعبة بـ” إخوني لا تنساو الشهداء” ولكن هل بهكذا صور مؤلمة نتذكر بطولات الشهداء؟ في ظل أزمة متعددة الجوانب مست كل ما هو جميل في هذا البلد.؟؟
السيد الرئيس
إن تعديل هذا القانون في هذا الوقت بالذات والذي اقتُبس في التسعينات من القانون الألماني بهدف الفصل بين النظام النقدي والجهاز التنفيذي. حيث كان البنك المركزي يغطي عجز الميزانية بنسبة 10 % فقط كي يصبح اليوم يغطي العجز غير المنتج كله والمقدر بنسبة 90% وهو عبارة عن نفقات عمومية.
فبهذا التعديل قد يضرب في الصميم آخر معيار من معايير الكفاءة الاقتصادية المعروفة في العالم وهي استقلالية البنك عن الجهاز التنفيذي.
السيد الرئيس
إن اعتماد التمويل غير التقليدي و طبع النقود من طرف الحكومة التي لم تقدم لنا حتى المبلغ الذي تريد طبعه لجهلها له فهو مجازفة وخيار غير صائب ليس له الغطاء والمقابل المادي الإنتاجي، وهذا ما يؤدي إلى نتيجة واحدة هي ارتفاع الأسعار وتآكل المزيد من القدرة الشرائية للمواطن وارتفاع نسبة التضخم وتمييع العملة الوطنية وفقدان الثقة فيها، حيث تصبح قيمة الورق الذي تطبع عليه أكثر من قيمة النقود و يصبح المواطنون -لا قدر الله- يتعاملون بالذهب مكان النقود لأن ثقتهم في الحكومة التي طبعت الورق قد اهتزت وانهارت و لكن ثقتهم في الذهب بقيت مستمرة لأنها غير مرتبطة بحكومة أو باقتصاد و هذا ما وقع في كثير من الدول كزيمبابوي مثلا.
إن آلية طبع النقود تُستخدم لإنعاش الاقتصاد و زيادة الإنتاج عندما يكون الاقتصاد في حالة نمو وليس في حالة ركود كحالتنا لأنه يعاني خللا هيكليا مزمنا بالاعتماد المفرط على المحروقات، وكذلك تصحره الصناعي وتبعيته الغذائية للخارج، والقول بأن اليابان وأمريكا استخدما هذه التـقنية هو مثال ليس في محله، لأن اليابان مثلا هو بلد مصنع يمثل أقوى نظام اقتصادي وتعليمي، وأمريكا واليابان لا تعانيان من مشكل التضخم (Inflation) مثلنا بل تعانيان من مشكل الانكماش (Déflation) وقد لجأتا إلى طبع النقود في فترة وجيزة لمحاربة الانكماش المضر بالاقتصاد. فالتحجج بهاتين الدولتين فيه مغالطة كبيرة، فلماذا لا نضرب المثـل بدولتي فنزويلا و زيمبابوي اللتيْن تُشبهان حالتنا، والكل يعرف ما وقع لهما جراء طبع النقود، حيث أصبح سعر الخبزة في زمبابوي 35 مليون دولار زمبابوي .
السيد الرئيس،
إن اختيار الحكومة التمويل غير التقليدي هو ضريــبة غير مباشرة على المواطنين وهو اختيار الطريق الأسهل والأقصر دون السماع للخبراء والمختصين. فبالرغم من الوعود بإيجاد مصادر تمويل خارج المحروقات إلا أنها ترفض التنفس بعيدا عن حوض المحروقات وذلك بعودتها الى الاستثمار في الغاز الصخري الذي يتطلب أموالا باهظة، ضف إلى ذلك المخاطر الناجمة عن استغلاله.
السيد الرئيس،
إن ما نعيشه اليوم سببه السياسات الخاطئة المتمثلة في:
– صرف 620 مليار دولار دون أن تظهر آثارها في الواقع .
– عدم استغلال البحبوحة المالية في تنويع الاقتصاد الوطني.
– توزيع ريع المحروقات لشراء السلم الاجتماعي.
– توزيع المال على الولايات بمناسبة الانتخابات كما يوزع الملوك الأموال على شعراء البلاط.
– إعفاء الشباب من تسديد القروض ونصحهم بالزواج بها لشراء سكوتهم ثم الانقلاب عليهم.
– منح قروض بدون ضمانات أثناء البحبوحة المالية قدرت ب 8000 مليار دينار.
– منح إعفاءات ضريـبـية ب 220 مليار دينار لأصحاب الأموال المشبوهة.
– عدم تحصيل الضرائب بقيمة 600 مليار دينار.
– الفساد الذي مسّ جميع القطاعات.
فلو عُــــــــــولجت كل هذه الامور بجدية من طرف الحكومة لما ذهبنا الى الحلول الوهمية المتمثلة في طباعة النقود التي خربت الكثير من الدول التي اعتمدتها.
شكرًا على حسن الإصغاء والمتابعة والسلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته..