بسم الله الرحمن الرحيم
في يوم الدبلوماسية الجزائرية
نحو دبلوماسية جريئة ومنفتحة.
ذات ثامن من أكتوبر قبل 55 عاما أصبحت الجزائر عضوا في الهيئة الأممية، واتّخذت الدبلوماسية الوطنية من هذا التاريخ لها عيدا تحتفي فيه بالجهاد الدبلوماسي الرسمي والشعبي الذي خاضه شعبنا من أجل الحرية والسيادة بعد أن جاب معظم العواصم الداعمة للحرية كل من رفقاء محمد اليزيد ورفاق الورتلاني ورفاق خيذر ورفاق مصطفى زيتوني ورشيد مخلوفي .
وعندما تحدث بن بلة رحمه الله إلى الرئيس الأمريكي على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة ورغم الحاجة الجزائرية إلى الـ و.م.أ، لم يمنعه ذلك أن يقول ان أمريكا إذا أرادت أن تعبر عن المسافة بينها وبين الامبريالية فعليها أن تخرج من خليج غوانتانامو، كناية عن دعم الدبلوماسية للتحرر في وجه كل القوى .
وعندما التقى الرئس هواري بومدين الرئيس الأمريكي قال له إننا نرفض خلق اسرائيل جديدة في الشرق الأوسط كناية عن الدعم الأمريكي للأكراد في شمال العراق .
وعندما قادت الجزائر جمعية الأمم المتحدة العامة استطاعت أن تجد موقع قدم للقضية الفلسطينية في الأمم المتحدة كجزء من احتضان فلسطين التي حارب الجزائريون لتحريرها واستشهدوا في أكناف بيتها المقدس وأقاموا لها إعلان دولة في أرض الشهداء .
وعندما أغلقت الأبواب الإيرانية أمام أمريكا استطاعت دبلوماسية الجزائر أن تتوسط لإطلاق الرهائن الأمريكان وتبقي أبواب الدبلوماسية مفتوحة عبرها لعمل مستقبلي في المنطقة.
ولما أريد للمنطقة أن تدخل حالة الإستنزاف بين أكبر قوتين في المنطقة وهما إيران والعراق واستمرار حربهما سنوات طويلة وسقوط مئات الآلاف من الضحايا إن لم نقل ملايين بين جريح وقتيل وفقيد ويتيم وأرملة وملايير الدولارات التي أهدرتها الحرب.
وعندما ضاقت السبل أمام اريتيريا بعد العدوان الأثيوبي عليها كانت الجزائر أمام دور دبلوماسي تصالحي بين اريتيريا وأثيوبيا كان مفخرة للدبلوماسية الجزائرية بداية القرن الـ 21.
إن الدبلوماسية الجزائرية صنعت مجدا بالتزامها بعقيدتها المبنية على الحياد و عدم التدخل في الشأن الداخلي للأخرين ودعم حقوق الشعوب في تقرير مصيرها ومناهضة الإستعمار كما صنعت مستقبلها في رحم ثورتها التي حملها المجاهدون إلى باندونغ ومنه إلى نيويورك بعد أن استوطنت قضيتهم أرض الرافدين و شواطئ النيل وتونس وطرابلس والرباط .
لقد كانت دبلوماسية الثورة صلبة وصافية وكانت دبلوماسية الإستقلال مسؤولة وفاعلة وكانت دبلوماسية الأزمة حذرة وشاقة وعلى دبلوماسية اليوم أن تكون جريئة وتصالحية في بيئة معقدة تحتاج إستدعاء الدور الدبلوماسي لكل منظومتنا الوطنية من أجل تأمين الجزائر وعدم الإكتفاء بالدبلوماسية التقليدية في إدارة موروثنا وشبكة الجزائر في علاقاتها الإقليمية والعالمية مهما كانت التضحيات فقد خط شهيد الدبلوماسية محمد الصديق بن يحي برنامج العمل بدمائه وأشلائه والأوفياء لا تعيقهم التضحيات وقديما قيل :
كم من رياض لا أنيس بها….تركت لأن طريقها وعر.