وإذا البسملة سُئلتْ…بقلم الأستاذ جمال الدين عماري

” وإذا البسملة سُئلتْ.. ” بأيِّ جريرة من الكتب المدرسية حُذفتْ؟؟ أَلِهوًى في نفوس القوم، أم مجرد خطيئة ارتكبت؟؟ أحربٌ على الهويَّة، أم هي سهام مسمومة للطَّعن قد جُرِّبتْ؟؟ لاختبار نبض الضَّمير، هل الأمَّة صاحية كعهدها، أم خُدِّرتْ؟؟ الفعلة فُعلت، لكن مالي أرى مثيلاتٌ لها هنا وهناك، في التَّوقيت نفسِهِ حدثتْ؟؟ يردُّون فيقولون: أخطاء بسيطة، أفعال معزولة.. فما لهؤلاء القوم لا يفقهون حديثًا؟؟ شرذمة أقلِّية استئصاليَّة مُتغرِّبة، دأبت على الاصطياد في المياه العكرة. تُصوِّب سهامَها، تَنفُث سمومَها، تظنُّ أنَّ المعني نائم. والوعي غائب، والجهل سائد، ولا حارس على الثُّغور قائم.. وما درتْ أنَّ البسملة والفاتحة وشبيهاتٌ لها، في عمق أعماق الشَّعب تسكن. بها يقوم، بها يقعد، بها يصلِّي، بها يستفتح كلَّ شؤونه، وإلَّا فهو الأبتر. بها بالأمس طرد المستدمرَ، وبها اليوم يبني.. وبدونها لا ماضي ولا حاضر ولا مستقبل. يرددها الصَّبي الطفل، يتنفَّسها الشَّيخ الكهل والعجوز، والشَّاب والفتاة، والحاكم والمحكوم. والأمير والمأمور، يبدءون، يتبرَّكون، يستمطرون بها الرَّحمات، يستجلبون بها النَّفحات.. بسم الله الرَّحمان الرَّحيم، الحمد لله رب العالمين، الرَّحمان الرَّحيم، أليس هذا بكلام زين؟؟ يا رب لك الحمد أنْ جعلتنا مسلمين، من أمَّة بسم الله الرحمان الرحيم. أمَّة النَّبي الأمين، البشير النَّذير والسِّراج المنير. الَّلهم صلِّ عليه في الأوَّلين والآخرين. وسلِّم تسليمًا. آمين.

– جمال الدين عماري. الجمعة 13 أكتوبر 2017م / 22 محرم 1439هـ.

اترك تعليقًا